القاهرة - أكد إيهاب سعيد خبير أسواق المال والاستثمار أن حجم الخسائر في رأس المال السوقي للبورصة والذي وصل لنحو189.6 مليار جنيه من قيمته منذ بداية العام الحالي, ما هو إلا خسائر وضياع لمدخرات المصريين أو علي الأقل شريحة كبيرة من الشعب المصري. وأوضح أن البورصه لا تخسر أو تربح وإنما الخاسر والرابح هو المستثمر فقط, مشيرا إلي أن كلمة فقدت البورصة أو ربحت ما هي إلا كلمه مجازيه, فالمقصود بها القيمة السوقية للبورصة والتي تحسب عن طريق ضرب أسعار الأسهم في عددها لتكون النتيجه هي القيمة السوقية لها, وبالتالي فإن ارتفاع أو انخفاض أسعار الأسهم قد يؤدي إلي ارتفاع أو انخفاض القيمه السوقيه للشركات. وأشار إلي أن المقصود بإنخفاض أو ارتفاع القيمه السوقيه للبورصه هو التعبير فقط عن مدي الانخفاض أو الارتفاع الذي تتعرض له اسعار الأسهم المدرجة بها والتي تعد في الأصل ملك لأفراد وأبناء من هذا الشعب الذين يتعاملون بالبورصة. وأوضح أن حجم الاستثمار المحلي في البورصه المصريه يمثل نحو70% من التعاملات اليوميه, والباقي يوزع بين العرب والأجانب, فضلا عن أن السواد الأعظم من المتعاملين بالبورصه من الموظفين البسيط الذي أنهيت خدمته بمكافأه لا تتعدي الخمسين ألف جنيه. وقال أن الأمور ساءت لدرجة أن كلمة استثمار أو مستثمرين أو بورصه أو رجال أعمال أصبحت إلي حد ما أقرب للتهمه, وأصبح الجميع يصب جام غضبهم علي البورصه والاستثمار وأحيانا الاقتصاد نفسه. ودعا إلي ضرورة تبني استراتيجية للتوعية من جانب إدارة البورصة لنشر ثقافة الاستثمار في البورصة, حتي يعلم الجميع حقيقة أهمية هذه الصناعه للاقتصاد القومي, وأنها ليست كما يظن البعض صالة للقمار. وأوضح أن حالة الاحتقان بين البورصة والشعب, سببها الحقيقي هو النظام السابق والذي لجأ في سنواته الأخيرة الي حكومة أغلبها من رجال الأعمال, وقد ثبت تورطهم فيما بعد في جرائم عديدة, موضحا أن هناك فارق كبير بين هؤلاء وبين مستثمري البورصة المصرية, لاسيما صغارهم والذين يمثلون ما يقارب80% من حجم استثماراتها, والذين ذاقوا الأمرين في السنوات الاخيرة جراء الازمة المالية العالمية وما تبعها من انخفاضات حادة في أسعار الأسهم, وبالتبعية تأكلت محافظهم المالية بنسب تراوحت بين70 و80 %.