الأيام القليلة الماضية شهدت تراجعا محدودا في أسعار البترول عالميا وتراجع سعر البرميل لنحو 118 دولارا بعد أن كان قد سجل ما يزيد علي 130 دولارا في الفترة الفائنة، وهو ما رآه الخبراء مؤشرا منطقيا لتحول المستثمرين من الاستثمار في أسواق الطاقة والمعادن والعودة مرة أخري إلي أسواق الأسهم أو حسب ما اسماه الخبراء "تغيير الدورة المالية". ولعل استفادة سوق المال في مصر من تراجع أسعار البترول قد تبدو منتظرة في الأجل المتوسط ولكن تأثير انخفاض أسعار البترول لن يكون مؤثرا بالشكل الذي يراه البعض ولكنه ربما يدعم تحركات أسواق الأسهم في العالم. يري الخبراء أنه لا يوجد تأثير في الوقت الحالي علي البورصة المصرية نتيجة لانخفاض سعر البترول.. مشيرين إلي أن أثره سيظهر علي المدي الطويل، موضحين أن العرب دائما يتجهون للاستثمار المباشر من خلال استحواذهم علي شركات غير مقيدة بالبورصة إضافة إلي استثماراتهم في قطاع العقارات وقطاع النقل والصناعات التحويلية. أشار وائل جودة عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين إلي أنه لا يوجد تأثير علي البورصة نتيجة لانخفاض سعر البترول وخاصة من قبل المستثمرين العرب، موضحا أن المستثمرين العرب يتجهون للاستثمار المباشر ويقومون بالاستحواذ علي شركات غير مقيدة بالبورصة.. لافتا إلي أن استثمارات العرب تتجه إلي الاستثمار العقاري وقطاع النقل والصناعات التحويلية، موضحا أن تأثيرها علي السوق المصري لا يظهر في الوقت الحالي بينما يظهر علي المدي الطويل.. لافتا إلي أن استثمارات العرب لا تتعدي 1% من حجم الاستثمار في مصر. يري انه لجذب الاستثمارات العربية يتطلب أولا نشاط السوق المصري إضافة إلي عرض المشروعات والفرص الاستثمارية إلي جانب اعطاء مميزات لتساعد علي جذبهم. أشار إلي أنه في وقت ارتفاع سعر البترول البورصة السعودية لم تتأثر به، موضحا أنه في ظل الارتفاع يتجه العرب إلي المضاربة في البترول. يري محمد عسران العضو المنتدب لشركة بريمر لتداول الأوراق المالية أن انخفاض سعر البترول هو انعكاس جيد وقوي علي الاقتصاد العالمي نظرا لأنه يسهم في تحرك المشروعات خاصة أن ارتفاع البترول كان له أثر سيئ علي الاقتصاد العالمي والمشروعات، موضحا أن أثره الإيجابي نتيجة لانخفاض سعر البترول سيظهر أثره علي المدي الطويل خاصة أن الاقتصاد العالمي عاني فترة طويلة من ارتفاعه. أكد أنه يوجد فوائض خليجية ضخمة نتيجة لارتفاع سعر البترول وهذه الفوائض تبحث عن فرص استثمارية بينما أثرها علي البورصة المصرية لا يظهر في الوقت الحالي نظرا لأن العرب دائما يبحثون عن مضاعفات ربحية منخفضة وتكون جاذبة لهم بينما في سوق الأوراق المصرية كانت مضاعفات الربحية كبيرة ولذلك لم تقدم بجذب المستثمرين العرب. أشار عمرو العراقي محلل سوق المال إلي أن بداية تراجع سعر البترول كان نتيجة لتصريح للرئيس الأمريكي ومحافظ البنك المركزي الأمريكي يوضح أن دخل الأسرة الأمريكية انخفض وبالتالي سيؤدي إلي انخفاض استهلاك الأسرة الأمريكية مما سيسهم في زيادة المخزون من المنتجات في المصانع إضافة إلي توقف خطوط الإنتاج البترولية لفترات طويلة إضافة إلي تصريح رئيس منظمة أوبك بأن سعر برميل البترول الذي وصل إلي 123 دولارا يعد أعلي من القيمة الفعلية مشيرا إلي أن تزايد سعر البترول نابع من المضاربات وليس من نتيجة العرض والطلب وهناك توقعات بوصول سعر البرميل البترول إلي 70 أو 80 دولارا علي المدي المتوسط. يري أنه بالنسبة للبورصة المصرية خلال الشهر الماضي يوجد تزايد استثمارات الأجانب واتجاههم للشراء وفي المقابل نجد العرب يتجهون للبيع والمصريين في حالة تذبذب بين الشراء والبيع. أوضح أن المستثمرين الأجانب قاموا بالخروج بسرعة من البترول وقاموا بالاستثمار في أسواق الأوراق المالية وخاصة في البورصة المصرية نظرا لأنها تعد سوقا جاذبة إضافة إلي أنه وصلت أسعار الأسهم المصرية لمستويات جاذبة للشراء ووصول مضاعف ربحية الأسهم إلي حالات جيدة.