شهدت أسعار البترول تقلبات حادة علي مدار عشرة أشهر متتالية ليهوي سعر برميل البترول من 160 دولارا إلي اقل من 32 دولارا ثم إلي 45 دولارا ثم بعد صعوده الي حاجز 70 دولارا عاود الانخفاض إلي 62.35 دولار للبرميل. أكد المحللون أن اسعار البترول ليس لها تأثير مباشر علي البورصة المصرية خاصة وان اسعار البترول تتحدد بالعرض والطلب والمضاربات التي تتم عليه في الاسواق الدولية . وحول ارتفاع اسعار البترول فوق 60 دولارا أكد البعض ان له تاثير ايجابي علي السوق المصري نظرا لزيادة الفوائض المالية لدي الدول الخليجية مما يشجعها علي زيادة الاستثمار في السوق المصري وزيادة تدفقات الاستثمارات العربية مما ينعكس ايجابيا علي السوق . ملاءة مالية قال هاني حلمي رئيس مجلس ادارة شركة الشروق لتداول الاوراق المالية إن اسعار البترول ليس لها تأثير مباشر علي البورصة المصرية كما ان اسعار البترول تتحدد بالعرض والطلب والمضاربين الذين يتحكمون بشكل كبير في حركة الاسعار في الاسواق العالمية . أوضح أن اسعار البترول عندما ارتفعت من سعر 40 دولارا وصولا لسعر 70 دولارا كانت هذه بداية مبشرة تدل علي قرب انفراجة في الازمة العالمية لكن ما حدث الان من انخفاض الأسعار مرة اخري يدل علي ان ذلك الأرتفاع كان ناتجا عن مضاربة وليس طلبا حقيقيا علي النفط فغالبا ما تقوم الصناديق السيادية بالمضاربة علي اسعار السلع ومنها البترول . أكد حلمي ان أسهم شركات البتروكيماويات تعد اكثر القطاعات التي تتأثر بانخفاض وارتفاع اسعار البترول مؤكدا أن التحسن في أداء أسهم هذه الشركات يتوقف علي ارتفاع اسعار البترول إلي مستوياته السابقة وانتظار المزيد من الاصلاحات الاقتصادية خلال الفترة القادمة . واضاف انه في الوقت نفسه آثار انخفاض أسعار البترول المخاوف من جانب حاملي اسهم تلك الشركات من المزيد من التراجعات لاسهم شركاتهم وخاصة في ظل تفاقم حدة الازمة العالمية، وهو ما أكده حلمي حيث ان تراجع اسعار البترول أثر بدوره وبصورة سلبية علي أداء اسهم الشركات المدرجة في البورصة التي تعتمد في نشاطها الرئيسي علي البترول مثل شركتي "أموك" و"سيدي كرير"، فضلا عن تراجع ايراداتها وانخفاض الارباح، والذي من المتوقع ان يظهر واضحا خلال الفترة المقبلة. الاتجاه الهبوطي اتفق مينا مجدي محلل مالي بشركة مترو للوساطة في الاوراق المالية مع الرأي السابق مؤكدا أن أسعار البترول تتجه في الفترة الحالية نحو الهبوط حيث وصل سعر مزيج برنت 88 الي 62.35 دولار للبرميل بعد ان كان قد أرتفع الي أكثر من 70 دولارا للبرميل الواحد منذ شهر ويأتي الأنخفاض في الأسعار متواكبا مع بيانات أرتفاع المخزون الأمريكي أكثر من المتوقع . وعن تأثير أسعار البترول علي أرباح الشركات أشارالي ان هناك تاثيرا بطريقة مباشرة عن طريق الشركات التي تعمل في البترول وغيرمباشرة عن طريق ارتفاع أسعاره والتي تعمل علي أزدهار الدول البترولية وبالتالي نمو كلي للأقتصاد مما يعمل علي نمو بقية القطاعات الأخري وحول تأثيره علي البورصة المصرية وتحركات العرب أشار مجدي أن تاثير انخفاض البترول هو تأثير مباشر خاصة أن معظم البلاد العربية تتشكل ثروتها من النفط وبالتالي يكون هو المؤثر الرئيسي علي أستثماراتهم مما يقلل من فرص الأستثمار بالمنطقة العربية وعلي مصر . اوضح ان تحول المستثمرين من بورصة الي اخري غير وارد حيث ان معظم المستثمرين يعتمدون علي تنويع استثماراتهم . وشدد علي انه لا خوف من خروج المستثمرين الاجانب او العرب من السوق المصري والاتجاه الي اسواق الخليج لان مستثمري الخليج غالبا مايكونوا من ذوي الملاءة المالية العالية وان السوق المصري مازال له جاذبية لدي غالبية المستثمرين الاجانب او العرب . فوق 60 دولارا قال أحمد بكر العضو المنتدب لشركة نماء لتداول الاوراق المالية ان ارتفاع اسعار البترول فوق 60 دولارا له تاثير ايجابي علي السوق المصري نظرا لزيادة الفوائض المالية لدي الدول الخليجية مما يشجعها علي زيادة الاستثمار في السوق المصري وزيادة تدفقات الاستثمارات العربية مما ينعكس ايجابيا علي البورصة المصرية . واوضح ان ذلك من شأنه ان يزيد السيولة داخل البورصة عن طريق دخول المستثمرين العرب في السوق وبالتالي يعطي دفعة قوية للسوق للارتفاع وقلل من التاثير السلبي علي السوق اذا ما استمرت اسعار البترول في الارتفاع من تحول المستثمرين من البورصة المصرية لاسواق السلع ومنها البترول لان الاستثمار فيها يحتاج الي سيولة ضخمة غالبا ما تكون غير متوفرة في ايدي هؤلاء المستثمرين.