شهد سوق المال خلال الأسبوع الماضي أزمة ضخمة عقب أحداث ماسبيرو حيث وصل حجم الخسائر الي عشرة مليارات جنيه في افتتاح جلسة يوم الاثنين وتناولت وسائل الاعلام المحلية والعالمية الخبر كما لو كانت البورصة في طريقها الي الانهيار ومعها الاقتصاد المصري، ونسي الجميع ان تلك الأرقام علي الورق فقط وليست خسائر فعلية ورغم اعتراف كل خبراء البورصة بوجود أزمة، الا انهم أكدوا ان أخبار خسارة السوق تم تناولها بشكل غير علمي.. وينطبق عليها قول »حق أريد به باطل«. يؤكد عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين أحمد جلال ان الكلام عن خسارة السوق عشرة مليارات جنيه في أحداث ماسبيرو غير حقيقي، لأنه هبوط علي ورق، ولم يتم حجم تداول يسمح بهذه الخسائر، فمعدل التداول لم يتجاوز 052 الي 003 مليون جنيه خلال الأسبوع، وبالتالي لا يمكن خسارة مليار جنيه وليس 01 مليارات! وأوضح أنه لمعرفة أحوال السوق بدقة يجب ان نعرف عدد الصفقات أو الاوراق التي تم التعامل عليها، وطبعا لأن معظم من يتناولون أخبار البورصة من غير المتخصصين يجهلون هذه المعلومة وتكون النتيجة المزيد من الأذي للبورصة وزيادة التخارج من السوق. ويعترف جلال بتعرض شركات السمسرة لخسائر كبيرة بسبب انخفاض عمليات التداول في الأسابيع الماضية، ولكن هذه الخسائر لم تصل حتي الآن لمرحلة الخطر واضطرارها للإغلاق. ويتفق معه عضو مجلس إدارة شركة أصول للوساطة والأوراق المالية إيهاب سعيد فيما يتعلق بخسائر البورصة »المليارية« التي تعلن عنها الصحف بشكل دائم مشيرا الي ان هناك خطأ شائعا ومفهوما خاطئا في ان الصحف دائما ما تطالعنا ان البورصة قد فقدت المليارات ولا أدل علي ما قيل أثناء الثورة ان البورصة فقدت حوالي 07 مليار جنيه من قيمتها السوقية وهو الأمر الذي غالبا ما يصعب فهمه من خلال رجل الشارع العادي.. والحقيقة ان البورصة لا تخسر او تربح وانما الخاسر والرابح هو المستثمر فقط.. وكلمة فقدت البورصة او ربحت هي كلمة مجازية.. فالمقصود بها القيمة السوقية للبورصة والتي تحسب عن طريق ضرب اسعار الاسهم في عددها.. واشار الي ان الذي يتعرض للخسائر هو المستثمر الذي يبيع أسهمه وقت الخسائر، وهو غالبا ما لا يحدث، انتظارا لعودة الارتفاع مرة أخري.. فقد ترتفع أو تنخفض القيمة السوقية لمحفظة احد المستثمرين دون ان يقوم بالبيع وعلي هذا تكون ارباحه او خسائره هي مجرد ارباح او خسائر دفتريه غير محققة وهو نفس الامر الخاص بارباح او خسائر القيمة السوقية للبورصة المصرية. ويعلق نائب رئيس شعبة الأوراق المالية بالاتحاد العام للغرف التجارية عيسي فتحي علي أحداث الاسبوع الماضي مؤكدا انه رغم ما شهده الاسبوع من احداث مرعبة لكل المصريين الا انها ستكون درسا لكل القوي السياسية بعدما شعروا بحجم الخطر الذي تتعرض له مصر بسبب صراعاتهم علي السلطة. وأوضح ان الدرس سيدفع الجميع لإعادة التفكير في مصلحة الوطن، خاصة بعدما حافظ المجلس العسكري علي رباطة جأشه، واعلن استمرار خطوات نقل السلطة وبدء الانتخابات في موعدها وهو ما يشير الي ان الأوضاع ستكون في طريقها للاستقرار في الفترة المقبلة، وبالتالي يتحسن أداء سوق المال.