تعاملات الاجانب من غير العرب في البورصة المصرية شهدت اتجاها تصاعديا الفترة الماضية ليمثلوا ما يزيد علي 95% من صافي تعاملات غير المصريين. سجلت تعاملاتهم اتجاها ايجابيا مع ارتفاع ملحوظ في حجم التداول. اعتبر خبراء بسوق الاوراق المالية ان التحسن في تعاملات الاجانب بالبورصة من شأنه ان يعود باثاره الايجابية رغم تأثيره السلبي لانها احد اسباب عزوف المستثمرين عن الاسهم الكبري التي يمتلك الاجانب النسبة الكبيرة منها خاصة بعد الازمة العالمية التي طالت البورصة المصرية. نسبة مؤثرة قال محمد منصور الخبير الاقتصادي إن تعاملات الاجانب والعرب في البورصة المصرية وصلت الي نسبة مؤثرة في حركة السوق وصعود الاسعار وهبوطها بشكل كبير، واصبحت هذه النسبة الحاكمة في اتجاهات السوق من خلال بيع وشراء حصص هؤلاء المستثمرين في البورصة المصرية.. اضاف: ذلك الاتجاه له انعكاساته علي تعاملات البورصة وارباح وخسائر باقي المستثمرين في البورصة المصرية. من ناحية اخري تعاملات العرب والاجانب في البورصة المصرية تنقل الي هذه السوق التقلبات الحادة بالاسواق الدولية والاحداث التي تحدث بنسبة مؤثرة علي سوق المال المصري وسعر العملة الوطنية صعودا وهبوطا، الامر الذي جعل المستثمرين لا يتحكمون فقط في سوق الاسواق المالية بل ايضا في سعر العملة الوطنية وما يرتبط بذلك من اثار علي الاقتصاد. اضاف الازمة العالمية لا يزال تأثيرها حتي الان خاصة في ظل استحواذ الاجانب علي القطاعات الحيوية بالبورصة، الامر الذي يدعو للقلق، والدليل اننا لا نزال نعاني من تبعيتها وتأثيرها المباشر علي اسعار الاسهم في البورصة، موضحا انه في الكثير من الاحيان يتجهون الي القيام بعمليات بيع او شراء من اجل التأثير علي السيولة العالية المتوافرة لديهم علاوة علي خبراتهم ومهاراتهم الاستثمارية الكبيرة في ادارة استثماراتهم بالبورصة. ونبه الي ان البورصة المصرية ليست تحت تأثير المستثمرين الوطنيين بالتالي هناك احتمالات كبيرة قائمة لهبوط المؤشر الي مستويات دنيا اذا ما قام الاجانب والعرب ببيع كميات كبيرة في استثماراتهم بالسوق المصرية وبالتالي انخفاض الاسعار بمعدلات كبيرة ويتوقف ذلك علي اوضاع الاستثمار في الاسواق الدولية وربحية وخسارة هؤلاء المستثمرين. العصا السحرية طالب احمد صالح محلل اسواق المال بوضع آليات جديدة تحكم استثمارات الاجانب القصيرة المدي في البورصة المصرية بعد الخسائر التي منيت بها اخيرا من عمليات البيع الكبيرة التي قام بها الاجانب والعرب لتعويض خسائرهم في البورصات الدولية، مشيرا إلي انه من الملاحظ ان الاجانب هم العصا السحرية في البورصة المصرية والمؤثرون في المؤشر خاصة انهم يركزون استثماراتهم في الاسهم القيادية والمنتقاة الثقيلة وذات الملاءة المالية العالية واغلبها ضمن المؤشر الرئيسي، مما يقلص من خسائر المؤشر في ظل توجه العرب والمحليين نحو البيع الامر الذي دفع كثيرا من المستثمرين للعزوف عن الاسهم التي يمتلك الاجانب نسبة كبيرة منها خوفا من حدوث تذبذبات باسعار هذه الاسهم. اشار خلال شهر يناير 2008 إلي أن تعاملات المصريين سجلت نسبة 55% من اجمالي تعاملات السوق وكانت نسبة الاجانب 45%. سجل الاجانب صافي شراء بقيمة 7.71 مليار جنيه، مع شراء شركة لافارج الفرنسية لشركة اوراسكوم بلدنج ماتريالز هولدنج بقيمة 71 مليار جنيه. ولفت الي ضرورة الاقتداء ببورصات امريكا التي تفرض ضرائب علي ارباح الاستثمارات في البورصة مدة اقل من 3 اشهر وهو ما ترفضه البورصة المصرية باعتباره عاملا طاردا للاستثمارات مشيرا الي ان انخفاض البورصة الذي استمر 5 ايام مع بداية تراجعه عن اعلي مستوياتها القياسية بسبب سحب الاجانب استثماراتهم لتعويض خسائرهم في البورصات الدولية وتقليدا المضاربين المصريين لهم مما ادي الي بيع كبير للاسهم قاد الي الانخفاض الحاد في مؤشرها، لكن تدخل الاحتياطي الامريكي دفع الي تحول جذري في اتجاهات البورصات الدولية وبالتالي المصرية. وعن تأثير خروج المستثمرين الاجانب من البورصة المصرية اكد صالح انه يؤدي الي انخفاض معدلات السيولة خاصة ان نسبتهم في قيمة التعاملات بالبورصة في العام الماضي سجلت 6.28%. سعرالدولار أكد حلمي حنفي خبير التحليل الفني وعضو الجمعية الامريكية للمحللين الفنيين أن الاجانب اثناء انسحابهم من البورصة يقومون بعمليات شراء واسعة للدولار من السوق المصرية وبالتالي يزيد الطلب عليه ويرتفع سعر صرفه مقابل الجنيه المصري، وهو ما حدث الاسبوع الماضي بارتفاعه من 45.5 جنيه الي 49.5 جنيه. اضاف خبير التحليل الفني أن الاحصاءات الرسمية للبورصة المصرية تشير إلي ان تعاملات الاجانب في البورصة عام 2006 2007 اسفرت عن خروج 937 مليون دولار من السوق المصرية والاتجاه الخروجي للاجانب من البورصة استمر عام 2007.