تبذل دول العالم اخر محاولة لانقاذ بروتوكول كيوتو في محادثات للتغير المناخي تبدأ في وقت لاحق يوم الاثنين وتهدف لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي يقول علماء انها تتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحار وعواصف شديدة وانخفاض انتاجية المحاصيل. ويلزم البروتوكول الذي جرى الاتفاق عليه في عام 1997 ودخل حيز التنفيذ عام 2005 اغلب الدول المتقدمة بوضع حدود قصوى للانبعاثات. وتعتبر المحادثات اخر فرصة لتحديد مجموعة جديدة من الاهداف قبل انتهاء المدة المحددة للالتزام الحالي في عام 2012. وكانت الاطراف الرئيسية على خلاف دام سنوات وبات التحذير من وقوع كوارث مناخية قويا كما اعرب دبلوماسيون عن قلقهم من قدرة جنوب افريقيا البلد المضيف على تذليل العقبات في المحادثات الصعبة بين قرابة مائتي دولة وتبدأ اعتبارا من يوم الاثنين وحتى التاسع من ديسمبر كانون الاول بمدينة دربان الساحلية. وينعقد الامل على توصل الاطراف المشاركة لاتفاق لمساعدة البلدان النامية التي تعتبر اشد البلاد تضررا من ارتفاع درجة حرارة الارض واتخاذ اجراء لانقاذ البروتوكول. وتلوح في الافق فرصة ايضا في امكانية ان تتعهد الاقتصادات المتقدمة المسؤولة عن اغلب الانبعاثات باجراء عمليات خفض اعمق للانبعاثات خلال المحادثات المعروفة باسم مؤتمر الاطراف او سي.أوه.بي 17. ولكن ازمة الديون التي تعصف بمنطقة اليورو والولاياتالمتحدة تجعل من المستبعد ان توفر هذه المناطق المزيد من المساعدات او تفرض اجراءات جديدة قد تضر بمتطلبات النمو لديها. وقال ايان فراي كبير المفاوضين عن جزيرة توفالو الواقعة في المحيط الهادي المحتمل ان تغرق نتيجة ارتفاع مناسيب البحار "الجنوب افريقيون يائسون ازاء ضمان عدم فشل سي.اوه.بي (المحادثات) ولكنهم لن يقدروا على تقديم المزيد. وحمل فراي الولاياتالمتحدة التي لم توقع على البروتوكول مسؤولية وقف التقدم في هذا الشأن وقال ان الاتحاد الاوروبي يشعر بانه سيهوى وسيختار استمرارية ضعيفة لبروتوكول كيوتو مع امكانية اجراء عملية مراجعة في 2015 لدراسة خيارات قانونية جديدة." وقال مبعوثون انه قد يتم التوصل لاتفاقية سياسية جديدة مع مجموعة جديدة من الاهداف الملزمة ولكن الاتحاد الاوروبي ونيوزيلندا واستراليا والنرويج وسويسرا هم فقط من يتوقع ان يوقعوا عليه. ويعتمد اي اتفاق على الصين والولاياتالمتحدة اكبر مصدرين في العالم للغازات المسببة للاحتباس الحراري على موافقتهما باتخاذ اجراء ملزم تحت مظلة اتفاقية اوسع بحلول 2015 وهو الامر الذي قاومه البلدان لسنوات. ولا ترغب الصين في ابداء اي التزامات حتى تقوم واشنطن باجراء مماثل بينما تقول روسيا واليابان وكندا انها لن توقع على اتفاق ثان ملزم اذا لم تفعل الولاياتالمتحدة والصين نفس الشيء. وتصر الدول الصاعدة على ضرورة تمديد البروتوكول وانه ينبغي على البلدان الغنية التي خرجت منها اغلب الغابات المسببة للاحتباس الحراري ان تتخذ اجراءات اشد لضمان الا تتجاوز حصصها العادلة في محاربة التغير المناخي. وتقول البلدان النامية ان وضع سقف لانبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الارض قد يضر بالنمو وبالبرامج الهادفة لانتشال الملايين من الناس من الفقر.