القى الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب المسجد الكبير بقرية سنفا التابعه الى مركز ومدينه ميت غمر خطبة الجمعه اليوم الموحده فى جميع المساجد بعنوان " الكلمه الطيبه وأداب الحوار " . حيث قال الإمام " شاءت ارادة الله ان يخلق البشر مختلفين ومتفاوتين فى كل شيء خلق الله الابيض والاسود والاحمر والاصفر وخلق عابد الحجر وعابد الشجر والمسلم والكافر والملحد والمشرك واللادينى والربوبى .
وقال لنا فى القران وهو خطاب الله للبشر جميعا وليس للمسلمين فحسب " وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة " فقدم القول الحسن على اقامة الصلاة. كما خاطب الناس جميعا فى القران فقال " يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكركم عند الله اتقاكم " فهو خطاب للناس جميعا وليس للمسلمين فحسب ونفهم منه ان اختلاف العقائد والمذاهب والافكار ليست للعداء ولا للكراهية ولا للتباغض والاحقاد وانما للتعارف والتعايش والتكامل وتبادل المعلومات والمنافع وبالتالى عمارة الارض لان الطبيعى ان تكون البشرية مختلفة والدين للديان جل جلاله لو شاء ربك وحد الاقواما .
والدين لله والوطن والتعايش للانسان ويقول القران " ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولايزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقه " وطالما ان الاختلاف هو الاصل وهو الطبيعى ومن سننن الله الكونية وانت مطالب بالشرع وبالقانون وبالفطرة الطبيعية ان تتحاور وان تتعايش وان تتعاون مع غيرك لكى تتفقوا على المشتركات بين البشر وهى كثيرة فلماذا هذا حالنا نصلى حتى بجوار بعض والكراهية هى المسيطرة الا من رحم ربك.
وتابع " حينما ننظر الى الواقع فى بلاد المسلمين نرى العجب ونتسأل هل راينا على سطح الكرة الارضية يهودى يفجر نفسه فى يهود اخرينوهل راينا مسيحى يفجر نفسه فى مسيحيين اخرينفلماذا اهل الدين الواحد هم الذين يقومون بذلك ماهذا التدين الفاشل الفاسد ومن الذى مسح عقول هؤلاء الثيران الهائجة من الشباب ليعتنقوا هذا الفكر الضال بحجة شرع الله ، حتى وصل هذا القطيع ان يفجر نفسه داخل المساجد كما حدث فى الكويت والسعودية ".
واذا كان القران يتكلم عن الاخر المختلف معك فى عقيدة فيقول " وجادلهم بالتى هى احسن " ويقول " ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" جزء من خطبة اليوم بعنوان " الكلم الطيب و ادب الحوار" للاسف الشديد هناك قنوات على القمر الصناعى تبث فتن طائفية وتضع بنزينا على النار المشتعلة اصلا بالطائفية والمذهبية وتشحن الكراهية والعداء وهى قنوات مسمومة ضارة بالامة لا تلملم جراحها ولاتوحدها وتجمعها وانما تزيد الشقاق والنزاع والفرقة والكراهية بين ابناء الدين الواحد والامة الواحدة وتتسبب فى بحار من الدماء وتعيد الينا ذكرى حروب البسوس وحروب داحس والغبراء والقحطانيين بين قبائل العرب فى حروب اهلية فى صدر الاسلام وهى لاتخدم الا اعداء الامة .
وأضاف : فلايشترط ان تكون عميلا لتخدم عدوك يكفيك ان تكون غبياالناس الطبيعية لو اختلفت مع بعض فى الفكر او فى الدين او فى السياسة او فى اى شيء فلا تعادى بعض ولا تكره بعض وتتعامل مع بعض وهم مختلفين ويضحكوا مع بعض ويحترم كل واحد منهم فكر وراى الاخرلكننا نتعجب من اناس تختلف معهم فى السياسة او فى الراى او فى الفكر فيكرهك ويتمنى لك الشر، بل ربما يفرح لو حدث لك مصيبة ، لماذا كل هذا لانه صاحب فكر فاسد عنصرى عنده استكبار انه هوو على الحق المطلق وغيره على الباطل المطلق وهذا هو الفيرس الذى اصاب عقول الكثير ؟.
واخيرا اختلف مع الدولة كما تحب ولكن لاتختلف على الوطن وانظر الى الشعوب التى ضاعت منها اوطانها بسبب الصراع السياسي وتشردوا فى بلاد الناس يتسولون الامان والطعام والشراب وربما لايجدوه .
ورسولنا ص اختلف مع اليهود عقائديا ومع غيرهم لكنه لم يختلف معهم على الوطن فابرم وثيقة المدينة على اساس التعايش للجميع بمبدأ الدين لله والوطن والتعايش للجميع وجاء فى نص وثسقة المدينة " ان يهود بنى عوف امة مع المؤمنين لهم حقوق وعليهم الدفاع عن ارض المدينة مع المسلمين " مااجملها المواطنة التى طبقها ص فى المدينة وهى صمام امان استقرار الشعوب والامم .