قام الشيخ نشأت زارع خطيب مسجد سنفا بالدقهلية مع وفد من بيت العائلة الغمراوى بميت غمر بزيارة لكنيستى مارى جرجس بميت غمر والعذراء بدقادوس، مساء أمس الثلاثاء؛ لتهنئة الإخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، وألقى كلمة التهنئة بكنيسة العذراء بدقادوس. وهنأ زارع الإخوة الأقباط متمنيًا لهم دوام المحبة والمودة، قائلاً "يحزننى حين أسمع أن الجيش والشرطة تؤمن الكنائس؛ خوفًا من اعتداء عليهم، وكان يجب أن يكون ذلك نابعًا من ضمير كل واحد؛ فحماية الكنائس من ثوابت الدين، وبنص القرآن (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا)". وأشار زراع خلال خطبته التى ألقاها اليوم بكنيسة مارى جرجس إلى أن اختلاف العقائد ليس للعداء ولا للكراهية، وإنما للتعايش وللتكامل وللتعارف (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وأضاف "مصر التى عاش على أرضها حسن ومرقص وكوهين.. مصر التى عاش شعبها مسلموه ومسيحيوه فى مودة ومحبة؛ لأن السيد المسيح يقول (باركوا لأعينكم أحسنوا إلى مبغضيكم أحبوا أعداءكم)، وقال المسيح (من ضربك على خدك الأيمن فأعطِه خدك الأيسر) كناية عن المسالمة وعدم رد العدوان بالمثل، وقال رسولنا ص (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده)، والمسلم هنا صفة أيضًا". وتابع "نحن لا ننسى سرجيوس القبطى خطيب ثورة 1919 من على منبر الجامع الأزهر. لا ننسى أن إخواننا المسيحيين شاركونا فى حرب أكتوبر 73 دفاعًا عن الوطن. إن رسولنا قال (خير الناس أنفعهم للناس)، فمن ينفع البشرية ويخدم الناس فهو يطبق منهج الله فى الأرض الذى خلقنا لعمارة الأرض، كما قال الله (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها). واستشهد زراع بالدكتور مجدى يعقوب بنفع الناس، وقال (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا) كأنما أحيا ستة مليار من البشر سكان الأرض". واختتم بقوله "إن رسولنا أسس دستور المدينة من 42 مادة على المواطنة والتعايش للجميع، والكل يدافع عن أرض المدينة رغم أن المدينة كان فيها كل أنواع الناس مسلم ومسيحى ويهودى وصابئى، ونتمنى أن نعيش على أرض مصر أيضًا بنفس هذه الثقافة، فما أجمل المحبة، وما أجمل التسامح والتعايش على مبدأ الدين لله والوطن والتعايش للجميع".