فى 22 نوفمبر من عام 2013 ، خرج علينا اللواء عبد العاطى بلهجة يتغلفها الثقة ليعلن عن - الاعجاز العلمى – الذى قدمته القوات المسلحة لعلاج مرضى فيروس سي والايدز ، تحت عنوان "كان عندك ايدز وراح" ! ما لبث اخواننا من المطبلاتيه إلا وبدأوا بالتهليل وانحنوا تحية التقدير والإجلال لهذا الاكتشاف المذهل ، مبررين ذلك بأن الدولة لا تخطئ أبدا ً ، وأنها لا يمكن ان تكذب على شعبها ، حتى بادت وكأنها لا تخرج عن السراط المستقيم ! ورغم أرآء المثقفين والعلماء والمتخصصين بأنه لا يمكن تحقيق ذلك وانه فضيحة واهانة لكل المصريين ، رد "المطبلاتية" بأن موعدنا هو 30-6-2014 للإعلان عن بدء تطبيق العلاج بالجهاز فى المستشفيات المصرية .. واستمرت الفترة بحالة احتقان تجاه كل من يعارض .
هل تعلم ان عبد العاطى لم يك ٌ فردا ً من افراد القوات المسلحة ، وأنه قد أخذ رتبة اللواء شرفيا منذ وقت قصير ؟ هل تعلم انه قد حكم عليه بالسجن من قبل ؟ هل تعلم انه كان قد عمل مقدم برامج للعلاج بالأعشاب على غرار اعلانات (العلبة الذهبية من واحد ل 100) ؟ جاء 30-6 وخرج المؤتمر بإعلان تأجيل الجهاز لمدة 6 شهور ! ربما كان هذا كفيلا ً لإقناع الجميع بأن المؤسسة بدأت تشعر بالحرج وأن الكذبة قد فُضحت ، ولكن خرج "المطبلاتية" بأعلى صوت ليعلنوا ان التأجيل يؤكد مصداقية الابحاث . فجأة .. اختفى عبد العاطى ، واختفت الانباء عن الجهاز ، وانقطعت اخبار عصام حجى الذى غادر البلاد بعد وصف الجهاز بأنه فضيحة ، وماتت احلام الفقراء الذين باتوا يعانون من فيروس سي الذى سببته منظومة شبيهة إلى الحالية !
ربما كان ما قرأته فى السطور العليا تمهيدا ً ، وربما تكون – أنت – تعرفه ، ربما ستنتظر مؤتمر المؤسسة بعد ايام لانتهاء مدة التأجيل المقدرة بستة أشهر ، ولكن لا يشغلنى ذلك ، فالمصداقية قد ماتت منذ موت احلام الفقراء ، فلو خرج المؤتمر بإعلان تطبيق الجهاز ، لن يصدقه الفقراء ، لأن هذا سيكون مجرد "كلام على ورق"
حقيقة ً أن الدولة باتت تفضح كذبتها بأيديها ، فوزارة الصحة قد لجأت الى شراء عقار "سوفالدى" المعالج لفيروس سي ، فى الوقت التى تعلن فيه الدولة عن اقتراب تطبيق العلاج المصرى وعندما قمت بالتسجيل على موقع هيئة العلاج لأمراض الفيروس الكبدى لأحد أصدقاء والدى ، وجدت انهم قد حددوا اليه موعد علاج فى شهر فبراير للقادم للعلاج بعقار "سوفالدى" ، أي بعد تطبيق العلاج المصري بشهرين (ده لو اتطبق يعنى) !
طب هم ليه عملوا حاجة زي دى ؟ استفادوا ايه يعنى ؟ ده سؤال سألته لنفسى كتير جدا ، وملقتش اي اجابة ليه غير من كام يوم لما عرفت ان الدولة قبل كده اعلنت سنة 54 ان مصر تقترب من تصنيع صاروخ مصري 100% كنوع من الدعاية لجمال عبد الناصر ! مبروك علينا الجهاز ، مبروك علينا الصاروخ إن كل هذا يدفعنا إلى تذكر الجملة التى قالها (عمرو عمروسى) الشاب المصرى المنافس فى برنامج Arabs Got Talent عندما قال " هذا وطن عربي ، إياكم أن تنتهكوه" نحن من ننتهك أنفسنا ، أفيقوا