بينى وبين الصحافة المكتوبة عشق خاص .. ثلاثون عاما ونيف كنت واحدا من الذين أبلوا بلاء حسناً فيها من وجهة نظرى الشخصية .. كنت خلال هذه السنوات الطويلة أمينا مع نفسى ومع قرائى .. لم يكن من بين طموحاتى أن أكون محرراً رياضياً أبدا .. كل الاختيارات كانت مفتوحة أمامى عدا العمل فى الرياضة أو الفن. لكن الأستاذ محسن محمد رئيس تحرير الجمهورية فى ذلك الوقت مع بداية ثمانينات القرن الماضى استوقفنى رحمه الله وسألنى :- هل تحب الرياضة ؟ .. قلت له ومن منا لا يحب الرياضة .. كنت أتصور أن يكون ذلك مجرد سؤال عابر .. لكنه قال لى إذن إذهب للعمل فى الرياضة. كانت طلباته أوامر .. لا يستطيع أحد أن يناقش أو يرفض .. منذ ذلك التاريخ ركبت قطار الصحافة الرياضية الذى انطلق بى بسرعة لم أكون أتخيلها .. أشعر أن عمرى سرق منى .. لم أتوانى لحظة واحدة عن الخدمة فى بلاط صاحبة الجلالة .. حتى عندما هجم على مرض السرطان اللعين والذى قضيت فى علاجه فترة طويلة من الزمن .. لم أنفصل عن عملى لحظة .. كنت أقرأ كل كلمة وأتناقش مع زملائى فى كل عنوان. قضيت 11 عاما من الشغل اللذيذ رئيسا للتحرير .. فى نهايتها أصابنى الإعياء .. قالوا أن مجلس الشورى وضع معايير لاختيار رؤساء التحرير .. من يرد هذه الوظيفة عليه أن يتقدم لها ويحمل ملفا لتطوير صحيفته .. كنت أنا قد وصلت إلى مرحلة من التشبع والإشباع .. قلت كفانى لأن أحدا لا يمكن أن يقيمنى لأننى لا أرى فى أعضاء اللجنة من هو أهل لتقييم أحد الصحفيين المبتدئين فما بالك بواحد مثلى على مشارف الستين من العمر .. لذلك قررت أن أستريح وأكتفى برسالتى ككاتب فى صحيفتى المحبوبة " الجمهورية". فكرت كثيرا فى العمل فى الصحافة الإلكترونية كنوع من تجديد الدماء وتحريك المياه الراكدة .. قلت لزميلى وليد قاسم ما رأيك أن أكتب لكم مقالاً فى كورابيا .. رحب بالفكرة فورا وكتب خبر انضمامى لأسرة كتاب كورابيا بعد دقائق من حديثى .. وهكذا وجدتنى واحدا من كتاب هذا الموقع الشهير الذى يزوره الآلاف من القراء المهتمين بالرياضة. قلت لنفسى إنها تجربة ثرية لابد أن أخوضها .. وها أنا أطل من هذه النافذة عليكم.