كان القذافي ظالما مستبدا وقاتلا. وهاتكا للأعراض.. ويستحق القتل ألف مرة. لكنه كان في حرب مع قومه الذين استعبدهم.وطغي عليهم. وجاوز في تصرفاته معهم كل الحدود. لكنه سقط أسيرا.. أما وقد حدث ذلك. فإنه كان يستحق أن يعامل معاملة الأسري وأن يحافظ ثوار ليبيا علي حياته ويقدموه للعدالة فإن قضت بإعدامه فهذا حكم القضاء. وإن سجنته فإنه كان سيشرب من نفس الكأس التي سقي بها كثيرا من مواطنيه ورعيته التي استأمنه الله عليها ليرعاها. لاليذلها هو وأفراد اسرته .. من حق الثوار أن يلاحقوا البقية الباقية من أبنائه لمساءلتهم عن الانتهاكات التي ارتكبوها خلال حكم والدهم واسترداد الأموال التي نهبوها.. أما إذا كان القذافي قد قتل أثناء الحرب فهذا شيء آخر.. لكن الثابت من الروايات التي رويت عن مصرعه أنهم قبضوا عليه وأنه أخذ يتوسل إليهم ألايطلقوا النار عليه.. فلم يستجيبوا.. أما وقد قتلوه.. كان يجب أن يتوقف الأمر عند هذا الحد. وألا يمثلوا بجثته ويرقصوا حولها أمام عدسات التلفزيون وتصويرها بالموبايلات لأن الإسلام نهي عن التمثيل بجثث الموتي.. فالرسول صلي الله عليه وسلم عندما رأي عمه وأخاه من الرضاعة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب شهيدا علي يد عبد حبشي هو وحشي بن حرب الذي كان قد حصل علي وعد باعتاقه من الرق إن قتل حمزة رضي الله عنه يوم أحد.. ورأي الرسول صلي الله عليه وسلم بطن عمه مبقورة علي يد هند بنت عتبه التي أكلت كبده لأنه قتل أباها يوم بدر.فحزن عليه النبي. فلما رأي المسلمون حزن الرسول وغيظه علي من فعل بعمه ذلك قالوا: ¢والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر. لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب. وعن أبي هريرة قال: وقف رسول الله علي حمزة وقد قتل ومثل به فلم ير منظرا كان أوجع لقلبه منه فقال: رحمك الله أي عم فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات فوالله لئن أظفرني الله بالقوم لأمثلن بسبعين منهم. قال فما برح حتي نزلت الآية الكريمة: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. فقال رسول الله: بل نصبر. وكفر عن يمينه. ونهي عن المثلة. درس القذافي لابد أن يستوعبه الحكام المستبدون الذين يمسكون بتلابيب الحكم في بلادهم ويريقون الدماء لأن الشعوب الغاضبة تنسي كل شيء ولا تتذكر سوي الانتقام والتشفي. ولا يفكر أحد في التسامح. كلما رأيت هذه المناظر المرعبة في شوارع الدول العربية أشعر بالاعتزاز والفخر بأن ماحدث في مصر لم يكن بهذه الدرجة من الإجرام ولكن آه وألف آه لو هدأ الشارع عندنا. وتخلينا عن المطالب الذاتية. وعم الأمان شوارعنا ومدننا وقرانا. ودارت عجلة الحياة العادية بجد. فإن مصر ستقدم نموذجا رائعا للعالم كله..يارب.