بفوز الاتحاد على الأهلي بهدفين نظيفين انتهت المباراة التي جمعت الشقيقين العربيين واشتعلت الفرحة في مدرجات التيحا بالفوز على بطل افريقيا صاحب التاريخ العريق عربيا وإفريقيا ودوليا وخرجت الجماهير الليبية العظيمة للتعبير عن فرحتها بهذا الفوز التاريخي بقذف الحجارة على أشقاءهم المصريين أصحاب القلب الكبير الذين يتحملون دائما مثل هذا "الهزار الثقيل" من أشقاءهم العرب دون أي أزمات لأنهم يعرفون المعنى الحقيقي للأخوة العربية بحكم أنهم أبناء الشقيقة الكبرى مصر التي دائما ما تغفر لإخوانها الصغار بعض الأخطاء الصغيرة بحجم حجر طائش أدمى رأس وائل جمعة أو آخر أصاب محمد بركات. ونحن في مصر هنا أكثر من يطبق المثل التاريخي القائل "طوبة الشقيق زي أكل الزبيب" والذي يتغير أحيانا ليكون "كسكس الشقيق المسموم أشهى من أكل اللحوم" وهكذا يتبدل المثل ويتحول عاما بعد عام معبرا عن أخلاق مصرية راسخة تقتضي أن تسامح شقيقك دائما بعيدا عن الغوغاء أصحاب مدارس الفتنة الذين ينادون بالمعاملة بالمثل أو حتى أخذ موقف عادل من سلوك الاشقاء ، ويدعون كذبا وبهتانا أن الأشقاء "ايديهم تقلت على اخوانهم المصريين" بعد أن أبدى المصريون تسامحا مبالغا فيه أمام كل الاهانات التي طالتهم من الأشقاء العرب بشكل يغري اخواننا الأفارقة في خوض لعبة اهانة المصريين اعتمادا على طيبة المصريين التي بلغت مداها وأصبحت تسعهم جنبا بجنب مع الإخوان العرب. وأنا من هنا ارفض مثل هذه الادعاءات الظالمة وأطالب من الآن أن نبتعد عن العصبية في رد الفعل وأن نأخذ نفس طويل مع كل حجر يتلقاه لاعب أو طعام مسموم يأكله مدير فني أو شومة تطال مشجع مصري في أي من البلاد العربية الشقيقة حتى تظل مصر دائما هي الشقيقة الكبرى . أيها الأشقاء العرب .. افعلوا بنا ما يحلو لكم فنحن لن نجرؤ يوما على التصدي لما تقومون بها وسنكون دوما على العهد ، متسامحين وخاضعين وراضين بقدر الشقيقة الكبرى مطبقين الأمثال المصرية التي تقول "اللى يعمل من ضهره قنطرة يستحمل الدوس" أو " اللى يعمل وتد يستحمل الدق".