أطلت العنصرية بوجهها القبيح مجددا في عالم كرة القدم العالمية، وذلك بعد أن قامت مجموعة من جماهير نادي تشيلسي الإنجليزي بالاعتداء على أحد الأشخاص أصحاب البشرة السمراء في محطة مترو باريس في فرنسا، وذلك قبل لقاء باريس سان جيرمان أمام تشيلسي في ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا.
وقامت مجموعة من جماهير تشيلسي بمنع سوليماني "ضحية الاعتداء" من الصعود لعربة المترو، وترديد بعض الهتافات التي تؤكد على عنصريتهم وفخرهم بها.
وأكد النادي الإنجليزي أنه سيتخذ إجراءات صارمة ضد مشجعي فريقه الذين قاموا بارتكاب الواقعة، ستتضمن حرمانهم من حضور مباريات البلوز على ملعب ستامفورد بريدج مدى الحياة، و سحب البطاقات الموسمية الخاصة بهم. كما أكد أنهم لا يعبرون عن النادي ومشجعيه حول العالم.
ونستعرض معكم في التقرير التالي أبرز حوادث العنصرية في الألفية الثالثة، والتي ساهمت في انتشار الدعوات المناهضة للعنصرية.
موزة ألفيس
تعرض البرازيلي داني ألفيس الظهير الأيمن لنادي برشلونة الإسباني لواحدة من الاعتداءات العنصرية، وذلك بعد قيام مشجع من جمهور فريق فياريال بإلقاء موزة على ألفيس أثناء تنفيذه لركلة ركنية، فما كان من البرازيلي الدولي إلا أن التقطها وأكلها.
حادثة ألفيس أثارت الكثير من السخط في أوساط الكرة العالمية، الأمر الذي أدى لظهور حملة تظهر العديد من مشاهير الرياضة حول العالم بالتقاط صور وهم يتناولون الموز، تعبيرا عن تضامنهم مع ألفيس ضد العنصرية.
وتعرض نادي فياريال لغرامة مالية من الاتحاد الإسباني لكرة القدم قدرت ب 12000 يورو، فيما تم بعدها التعرف على المشجع، ومنعه من دخول مدرجات ملعب إل مادريجال ملعب فياريال، مدى الحياة.
ميدو الإرهابي
كان النجم المصري أحمد حسام ميدو هدفا لجماهير الفرق المنافسة له دوما، وأثناء الفترة التي قضاها ميدو مع فريق ميدلزبروه، تعرض لهتافات عدائية من جماهير نادي نيوكاسل يونايتد، وصلت حد وصفه بالإرهابي كونه عربيا.
الغريب في الأمر أنه تم القبض على عدد من مشجعي نيوكاسل، لكن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لم يتخذ أي إجراءات ضد النادي، وفلت من العقاب.
بواتينج يغادر غاضبا
تعرض كيفن برنس بواتينج اللاعب السابق لنادي ميلان الإيطالي لهتافات عنصرية من الجمهور الذي حضر مباراة الفريق الودية ضد نادي برو باتريا الذي يلعب في دوري الدرجة الرابعة بإيطاليا.
الدولي الغاني كرد فعل سدد الكرة بقوة في إتجاه المشجعين وغادر اللقاء إلى جانب زملائه في الفريق الذين عبروا عن دعمهم لبرينس بواتينج، بحيث إنتهت المباراة بعد 26 دقيقة من بدايتها.
الحادثة وبعض مناوشات جماهير الفرق المنافسة لميلان في إيطاليا، تسببت في رحيل بواتينج عن ميلان باتجاه نادي شالكة الألماني في 2013.
العضاض يهين إيفرا
تسبب لويس سواريز النجم السابق لفريق ليفربول الإنجليزي بضجة كبيرة بعد اتهامه بتوجيه كلام عنصري باتجاه مدافع مانشستر يونايتد الفرنسي باتريس ايفرا خلال مباراة الفريقين في الدوري الإنجليزي في أكتوبر 2011.
وفتح الاتحاد الإنجليزي حينها تحقيقا في الواقعة استنادا الى التصريح الذي أدلى به إيفرا بعد المباراة مباشرة لقناة "كنال بلوس" حيث أكد بأن سواريز وجه له إهانات عنصرية اكثر من 10 مرات في تلك المباراة. وقال إيفرا حينها "كنت منزعجا. لا يمكنك قول اشياء مماثلة في 2011. إنه يعلم ما قاله، الحكم يعلم ذلك ايضا، ستظهر الأمور إلى العلن. لن أكرر ما قاله، لكنها كانت كلمة عنصرية ورددها أكثر من 10 مرات. حاول أن يستدرجني. لن أضخم المسألة لكنه أمر مزعج ومخيب".
وتم إيقاف سواريز 8 مباريات وفرضت عليه غرامة مالية مقدارها 60 ألف جنيه.
وقف ليفربول حينها الى جانب لاعبه الاوروجوياني واعتبر بأن الاتحاد الإنجليزي كان "عازما" على إيجاد سواريز مذنبا، معتبرا بأن المهاجم الاوروجوياني لم يحصل على جلسة استماع عادلة.
تيري وأنطون فيردناند
قام جون تيري قائد فريق تشيلسي الإنجليزي بتوجيه عبارات عنصرية لأنطون فيرديناند لاعب فريق كوينز بارك رينجرز والشقيق الأصغر لريو فيرديناند أسطورة الكرة الإنجليزية، خلال مباراة تشيلسي وكوينز بارك في أكتوبر 2011.
وكانت علاقة ريو متوترة بجون تيري بعد سحب شارة قيادة المنتخب الإنجليزي من الأول وإعطاءها للثاني، ويبدو أن هذا تسبب في مشكلة لأنطون.
وبعد الحادثة رفع أنطون دعوى قضائية ضد تيري، يتهمه فيها بتوجيه عبارات عنصرية له، لكن المحكمة برأت تيري، فيما قام الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، بسحب شارة قيادة الأسود الثلاثة من تيري، ليتقلدها ستيفين جيرارد بدلا منه.