تحت عنوان "عودة النجوم إلى الديار" يبدأ قطار الدوري المصري رحلته الرابعة والخمسين لموسم 2009/ 2010، في نسخة يتوقعها المراقبون أنها ستكون الأشرس والاقوى منذ بدأ القطار رحلته الأولى في عام 1948. وستكون الجماهير المصرية مدعوة على مدار أكثر من ثمانية أشهر لمتابعة الإثارة هنا وهناك، ما بين منافسات ومشاحنات، وإثارة وشغب، ومتعة وشغف، بيد أنها ستتوقف في الكثير من محطاتها، لإتاحة الفرصة أمام المنتخب المصري لمتابعة باقي مشواره بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، واستضافة مصر للقاءات كأس العالم للشباب المقررة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أمام المنتخب الأول للاستعداد الجيد لبطولة أفريقيا المقبلة والمقررة في يناير المقبل بأنجولا. ولاشك أن الكل بات في ترقب شديد لمتابعة ارتفاع مستوى معظم فرق البطولة مع عودة الطيور المهاجرة، أمثال عمرو زكي، وأحمد حسام "ميدو"، وعصام الحضري، وأحمد أبومسلم، وشريف إكرامي، واتساع رقعة الاختيار بعد تطبيق لائحة الخمسة وعشرين لاعباً بدلاً من ثلاثين، مما أتاح للفرق الأخرى حرية اختيار لاعبين كانوا أسرى دكة البدلاء في أنديتهم خاصة الأهلي والزمالك والإسماعيلي لينتقلوا إلى أندية أخرى ربما تكون في أشد الحاجة إليهم، وقد تؤكد الأيام على نجومية هؤلاء بعيدًا عن عملاقي القاهرة. ويراهن الكثيرون على الأندية الصاعدة حديثًا بين الكبار، وهم الجونة، والإنتاج الحربي، والمنصورة لما تملكه من قدرة بشرية ومالية قادرة على مزاحمة الكبار مواقعهم ودخول دائرة الضوء. يبدأ الأهلي البطولة، بمفهوم جديد ومغاير عما رآه جمهوره في السنوات الخمس الفائتة، وهي التي حصد الفريق فيها كل ما واجهه من بطولات، رافضًا ترك القليل منها لمنافسيه، ما وسع شعبيته لدى الكثير، وإن كانت على جانبها السلبي زادت من الكراهية تجاهه من جماهير الأندية المنافسة. "ذهب جوزيه وجاء البدري .. ذهب فلافيو وجاء فرانسيس .. ذهب شادي وجاء عبد الفضيل .. ذهب صديق وجاء سعيود" هذه هي أبرز ملامح التغيير التي طرأت على فريق الأهلي الأمر الذي يؤكد أن الفريق يبدأ رحلة جديدة بفكر جديد ولاعبين جدد، سعى الأهلي فيها إلى التقليل من متوسط أعمار لاعبيه ليبني فريقًا جديدًا يستطيع المنافسة وبقوة على البطولات بعدما أقصي منها في الموسم الأخير. وبالتأكيد ستتجه الأنظار إلى البدري ومدى إمكانية تحقيقه للنجاح من عدمه بعد أن تولى المسئولية خلفًا للبرتغالي مانويل جوزيه، الذي حصد مع الأهلي 19 بطولة حصيلة آخر خمس سنوات سيطر فيها علي البطولات المحلية والأفريقية وسطر تاريخًا مع الأهلي سيكون عبئًا على أي مدير فني يخلف جوزيه. ومنذ أول يوم تولى فيه البدري المسئولية حاول التخلص من عباءة جوزيه، باعتماده طريقة جديد هي 4-4-2، رغم التحذيرات من صعوبة استيعاب اللاعبين لهذه الطريقة التي تحتاج إلى لاعبين في منطقة الدفاع يجيدون اللعب رجل لرجل، ولكن ضعف خط دفاع الأهلي، واهتزاز مستوى معظم لاعبيه. ومع عدم اللعب بتلك الطريقة مع جوزيه، شكك الكثيرون في قدرة الأهلي علي مواصلة طريق البطولات رغم شراء أحد عشر لاعبًا هم عطية البلقاسي، ومحمد فضل، وعلاء شعبان، ووائل شفيق، والجزائري أمير سعيود، وسعد الدين سمير ، وإسلام عبد اللطيف، ورضا بخيت، والليبيري فرانسيس دوي، ومحمد خلف، وشريف عبد الفضيل، بالإضافة إلى عودة عماد متعب، ومصطفى شبيطة، وأحمد فاروق. ويعقد الجهاز الفني للاهلي آمالاً كبيرة في الفوز علي غزل المحلة لكسر حالة الاحتقان التي يعيشها بسبب حالة الترقب التي يشعر بها نتيجة الرهان على نجاح البدري في خلافة جوزيه. ورغم سلسلة الهزائم المتكررة في فترة الإعداد والتي بدأت بجلطة سراي التركي صفر-1، وباير ليفركوزن الألماني صفر-2، ثم بطولة السوبر المصري أمام حرس الحدود صفر-2، وسلتيك الاسكتلندي صفر-5، وبرشلونة 1-4 إلا أن كثيرين يراهنون علي نجاح البدري في مهمته الصعبة والخروج بالفريق إلى منطقة النجاة وإعادة الروح من جديد لفريق تركه جوزيه هشاً متهالكًا بعد أن استنفد قواه على مدار خمس سنوات دون توفير البديل. في المقابل، سيكون أقصى طموح لغزل المحلة في المباراة الخروج بنقطة التعادل على اعتبار أنه يلاقي أقوى الفرق المصرية في الخمس سنوات الأخيرة، كما أنه ليس في أحسن حال خاصة، وأنه أفلت من الهبوط لدوري الدرجة الأولى في الجولة الأخيرة. ويراهن شريف الخشاب المدير الفني للمحلة على لاعبيه الجدد كريم عادل القادم من الأوليمبي وشريف رجب من الزمالك ومحمد فوزي من الاتحاد. وماهي إلا ساعات وسيكون ملعب الكلية الحربية شاهدًا على من له الغلبة في أول مباريات البطولة، هل البدري في دور الرجل الأول، أم الخشاب الذي يرغب في بداية قوية بدلاً من الدخول في صراع الأمتار الأخيرة على الهروب من الهبوط لدوري الدرجة الأدني. وتاريخيًا يتفوق الأهلي على المحلة، فقد تقابل الفريقان82 منذ صعود المحلة إلى الدوري موسم 56، 1957، فاز الاهلى فى 44 مباراة، وتعادلوا في 28 مباراة وخسر فى 10 مباريات.