كتب - علاء إسماعيل : التناقض بين اللجنة الاوليمبية والدولة مشهد سخيف لا تنفرد به الرياضة المصرية وحدها بل نراه منتشرا فى كثير من الدول خاصة تلك التى تعتمد على المال العام من خزينة الدولة ولكن فى مصريبدو الامر مختلفا لتداخل المصالح وارتفاع معدلات شهية السيطرة والزعامة كما حدث مع خالد زين الرئيس الحالي للجنة الاوليمبية والذي احال الهدوء الى بركان عارم ودخل فى صدام عنيف مع الدولة سواء فى عهد الوزير السابق فاروق العامري غامر وخسر او فى عهد الوزير الحالي طاهر ابوزيد. مساحه اعلانيه الاشكالية فى اوضاع اللجان الاوليمبية انها تعيش على الدعم الحكومي وفى نفس الوقت تطالب بعدم التدخل الحكومي وترفع شعارات الاستقلالية وتستظل بلافتات الميثاق الاوليمبي الدولي ، وفى كثير من الدول يتم التقارب واحيانا التعايش بين الجانبين من اجل تطوير الحركة الرياضية واستمرارها بعيدا عن الصدام ، ولكن فى مصر بدأت المشكلة منذ تم تطبيق مبدأ حظر المناصب فى الاتحادات الرياضية وكذلك اللجنة الاوليمبية لأكثر من 8 سنوات والذي عرفناه منذ 20 عام وظهر التناقض فى عهد الوزير الاسبق حسن صقر بعد اعتراض حسن مصطفى رئيس اتحاد كرة اليد فى ذلك الوقت والذي طالب بالغاء الحظر وعندما قوبل بالرفض طرح استثناء اصحاب المناصب الدولية بوصفه رئيس الاتحاد الدولي ، واذكر انه نقل المشكلة الى الساحة الدولية وبلغت ذروتها عام 2004 خلال اوليمبياد اثينا وجرت مداولات مع الاوليمبية الدولية وانتهت بأقرار الوضع. الوضع تفاقم فى عهد خالد زين والذي استغل الانفلات الرياضي منذ 25 يناير وغياب نفوذ الدولة ، وعمد الى الاستقواء بالاندية خاصة الاهلي المتضرر بشدة من حظر الثمان سنوات بعد تطبيقه على الاندية ، وكاد ان ينجح مع العامري فاروق والذي تعرض لهجمة شرسة انتهت بالاعتداء عليه فى مؤتمر عام كان ينوي خلاله الغاء الحظر ، مما دفعه للعدول واقرار حظر ال 8 سنوات ثم رحل تاركآ المهمة الى طاهر ابوزيد والذي شدد على الحظر مستندا الى مبدأ تداول المناصب الرياضية فى الاندية حتى لا تقع تحت وطأة احتكار اشخاص بعينهم مثل مجموعة خالد مرتجي فى الاهلي وممدوح عباس فى الزمالك ، وهنا تفاقمت الازمة وتوالت المصادمات مع خالد زين الذي انفرد بقيادة سفينة اللجنة الاوليمبية مهددا وملوحا بالتجميد الدولي للنشاط الرياضي فى مصر. وفى ظني ان ابوزيد كان شجاعا عندما بادر وطلب توضيح موقف الدولة امام اللجنة الاوليمبية الدولية والتى بدورها فاجأت خالد زين ووافقت على الاستماع الى الرأي الحكومي فى ازمات بند ال8 سنوات ورعاية الدولة للأتحادات والاندية وهو اللقاء الذي سيتم فى زيوريخ الاسبوع المقبل ، ولم يفاجئني التحول المدهش لخالد زين من موقف الصقور المتشدد الصاخب المخيف المرعب ، الى موقف الحمائم اللطيف الداعي الى التفاهم بعد ان تلقى بذعر شديد اتجاه ابوزيد لأيقاف جزء من الدعم الحكومي للجنة الاوليمبية ، طالما يتعارض مع المطالبة باستقلاليتها ، والاكتفاء بدعم الاتحادات بشكل مباشر وهو الموقف الذي دفع زين الى التوقف عن لغة التهديد بانتظار لقاء زيوريخ والذي نراه من وجهة نظرنا نقلة نوعية فى لغة التخاطب مع قمة النظام الرياضي الدولي . وفى تصوري ان خالد زين لم يحقق اهدافه وكان اولى به ان يعمل مع الوزير على عودة ممارسة النشاط الرياضي المتوقف منذ عامين بدلآ من تفجير المواقف والتنقل مابين الصقور والحمائم كل يوم.