تتجه أنظار وتشتبك ألباب جماهير الرياضة المصرية وربما للمرة الأولى خارج المستطيل الأخضر الذى يستقبل منافسات شرسة فى الأدوار النهائية للبطولتين الأفريقيتين للأندية الأبطال والكونفدرالية لتتابع النزال غير المتكافئ وتتابع الصراع الهزلى وغير المتوازن الذى يحتدم أواره بين أحد القيادات الرياضية والأجهزة المختلفة علي الصعيدين المحلى كما هو الحال مع اللجنة الأليمبية المصرية أو الصعيد الدولى والذى تمثله اللجنة الأوليمبية العالمية والاتحادين الدولى والأفريقى لكرة القدم وخاصة بصفة تطوعية مؤخراً الاتحاد العربى.. ولعل جماهير الساحة الرياضية بمختلف انتماءاتها وألوانها تبدى إندهاشها وتعبر عن استغرابها من أنها لم تحفل بما يحدث على الساحة التنافسية بين الأهلى ووفاق سطيف الجزائرى وبين المصرى مع فيتاكلوب الكونغولى بالقدر وبالدرجة التى كان المفروض أن تهتم بها لإنشغالها وترقبها لما يدور حول القرارات والحوارات التى تجريها الجهات المختلفة فى صراعها مع الكوادر القيادية بالأندية المصرية.. وشهدت الساحة زخماً وسيلاً من التصريحات المتبادلة للدرجة التى لم تعد تتبين من صاحب الحق.. ومن على الباطل والضلال.. كل جهة تؤكد صحة توجهها وترمى كرة المسئولية فى ملعب الخصم وليس المنافس.. فقد تحولت الأطراف من جهات صديقة ورفيقة إلى جهات عدائية وبسفور.. وطال الجميع نوعاً من أنواع الخسارة ولو حتى الخسارة اللفظية.. فإذا كان أحد القيادات الرياضية قد صدرت ضده عقوبات وطالته بعض السوءات فإن الآخرين قد نالوا قسطاً وافراً من السباب والشتائم ولحقت به اتهامات وصدرت نحوه بذاءات نالت الأعراض وطالت الشرف والنزاهة والكرامة وتم تهديده بحرق وتدمير مبانيه ومنعه من دخول البلاد أو التحرك بأمان وضمان داخل الحدود.. وللحقيقة لست أدرى بواعث ومقومات تلك القوة الخارقة التى لدى الطرف المحلى والثقة المتناهية التى يتحدث بها ويشير إلى قدرته على استخدامها وكأنه يملك الدولة وأجهزتها بل هو الدولة والحكومة.. وعلى ذكر الحكومة فلقد تابعت التصريحات الهزيلة والركيكة التى صدرت عن ممثلها وهو الوزير الشاب الهمام الذى تحدث بطلاقة واسهاب وأكد أنه يقف على مسافات متساوية بين أطراف النزاع وأن تدخله لو كان هناك تدخل سيكون للصالح العام.. وجاءت بقية تصريحاته على نفس المستوى من الضعف ونفس الدرجة من الهزال.. كنت أتمنى أن يظهر كرجل موقف يساند الحق أينما كان.. ويعادى الباطل مهما كانت سطوة المبطلين.. وباختصار شديد فإن ساحتنا الرياضية الخربة تحتاج لرجل قوى.. لديه القدرة.. ولا تنقصه القوة مهيب الشخصية.. حكيم الرأى والرؤية.. لا يخشى فى الحق لومة لائم.. ولا يخاف من وجود علامات بماضيه أو إيحاءات وإيماءات بحاضره.. ويصعب على أعدائه توفير »سيديهات« بزلاته وسقطاته.. الأمور باتت تحتاج إلى مثل هذه الشخصية القوية القادرة الفاعلة.. ولندرة وجود مثل هذه الشخصيات فإننى أرى أن الحال سيظل على ما هو عليه.. بل سيتردى وينهار نحو الأسوأ.. وبدلاً من أن تكون خيبتنا محلية ستلوكنا الألسنة وتتناولنا الأخبار العالمية وتضرب بنا الأمثلة الأوضح والأظهر فى السوء والهوان.. ولنا الله القادر على الإتيان بمعجزة فى أوان لم يشهد معجزات. شوقى حامد