ما تعج به الساحة المصرية الرياضية من حماقات وسخافات وترهات. يبعدها كثيراً عما يجب أن تكون عليه مثل هذه الساحات القريبة والشبيهة في كل أنحاء المعمورة.. بل لعل ما نتابعه في ساحتنا الخربة. يجعلنا نشبهها بالغابات التي تفتقر لوجود أسود مهيبة تحفظ لها توازنها وتضمن لها انضباطها وتدعم فيها الالتزام.. ما يجري في ساحتنا المحلية لا يمكن أن يكون مقبولاً في أي بلد آخر. سواء كان نامياً أم حتي متخلفاً.. الغريب أن المتابعين لخرابتنا أقصد ساحتنا اعتادوا تلك السوءات والزلات.. ولم يعودوا يأبهون ببذل أي جهود للإصلاح ولو حتي من خلال توجيه اللوم أو العتب علي ما يحدث ويقترفه بعض المدعين والمتجاوزين والمتطاولين.. وتمر الحماقات وتتكرر دون أن تجد من ينبذها أو يشجبها ولا نقول يوقفها ويحاسب عليها ويعاقب مرتكبيها.. مثلاً في اتحاد الكرة "الموقر" تتكرر عملية استخدام النعال بدلاً من الأقوال. ويفتخر الجاني والمجني عليه أن المهانة مرت مرور الكرام لا المعتدي تأسف وندم علي ما ارتكبه ولا المعتدي عليه هاج وماج وطالب بالقصاص ورد الاعتبار.. ويأتي كبيرهم للاتصال اطمئناناً علي الطرفين فيجدهما معاً ويخطره أحدهما قائلاً "إن المصالح تتصالح يا مولانا".. ومثلاً يوجه أحد القيادات الرياضية الشهيرة اتهاماً في الأعراض ويمس الشرف والسمعة لفصيل من المنظومة الرياضية وهو التحكيم ويهدد ويتوعد نفس الكبير إياه مانحاً فرصة زمنية لتغيير وتعديل الأوضاع وفق هواه ومبتغاه وإلا سيكشف عن وقائع وفضائح مسجلة بالصوت والصورة ويخضع الطرف الثاني الذي لم يعد كبيراً من فرط الصغار الذي يلاقيه ويلتمس الرأفة والرحمة واعداً الطرف الآخر بتنفيذ كل ما يأمر به خلال برهة زمنية يقضيها لتنفيذ المطلوب.. مثلاً يصدر قرار من المحكمة الإدارية ببطلان انعقاد الجمعية العمومية للأهلي وبالتالي عدم صحة الانتخابات التي أفرزت مجلس المهندس محمود طاهر.. فترتبك كل عناصر الساحة بداية من الوزير وحتي الخفير ولا تصدر من أحدهم كلمة عاقلة أو رأي سديد ولم يتعرض عقلاؤهم للأسباب الحقيقة التي كانت خلف هذه المهزلة وهي اللائحة المعيبة التي أصدرها الوزير السابق أبوزيد الطغمة التي قام بتعيينها للإشراف علي تلك الانتخابات.. مثلاً من بين الأمثلة الهزلية ذاك السيرك ومشاهده الساخرة التي جرت بالإسماعيلية بين المدير الفني السابق ميدو وكابتن الفريق الموقوف عبدربه وتضمن تراشقا سفيها بالأقوال زخرت به كل الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية وبمتابعة ميمونة من مجلس الإدارة الذي حاول إصلاح ذات البيت جاهداً وعندما فشل قبل استقالة الأول وأوقف الثاني لاستشعاره المهانة والضعف.. وبعد استعراض هذه الأمثلة القليلة فقط لأن المساحة لا تسمح باستعراض كل ما يحدث نستطيع أن نتفق علي أن ساحتنا الرياضية الخربة فقدت أهليتها تماماً ولم تعد تصلح لأن نطلق عليها رياضية أو شبابية أو مجتمعية أو إنسانية.. الساحة أو الغابة التي يرتع فيها الهوام والضواري والذئاب لا يمكن أن تمت للرياضة التي تحض علي المنافسة الشريفة وتدفع للتحلي بالأخلاقيات العفيفة والمقومات النزيهة.. ساحة يحدث فيها مثل هذه المشاهد الهزيلة وتلك الاعتداءات الوضيعة وهذه الاتهامات الحقيرة لا يمكن أن تكون رياضية.. ولنسم الأمور بمسمياتها الصحيحة ولنبحث عن اسم واقعي للخرابة التي نعيش فيها ونفشل تماماً في التعامل بمفرداتها واستخدام أدواتها والتحلي بأخلاقياتها.. ولا نجد أمام هذا الزخم الهابط والزلل الساقط سوي أن نتوجه إلي رب الأكوان بالدعاء للتخفيف من معاناتنا وإصلاح بعض ما يجري بيننا وحولنا.. قولوا آمين.