تحتاط كل بلاد العالم عندما تسن قوانينها من اغواءات واغراءات زينب وتتخذ التدابير وتسد المنافذ علي هذه الشخصية الاعتبارية النسائية حتي لا تعرف طريقها إلي إجراءاتها القضائية وبنودها القانونية.. إلا في مصر المحروسة.. القوانين عندنا تخضع لزينب وتستسلم لتدخلها وتمنحها الفرصة لأن تتدخل بمياعتها ودلالها وجمالها فيحل الهوي محل الحق وتميل الكفة إلي غير الصدق وتطيش القرارات وتضيع الحقوق وليتنا نتعلم الدرس ولا نكرر الخطأ ونتعظ ونعتبر.. غير ان هذا كله لا يحدث فمنذ عشرات السنين والمشكلات تتكرر في الساحة الرياضية بنفس الأسلوب وعلي نفس المنهج وبنفس الوتيرة.. لاعب غر.. ووسيط غير أمين وقيادات غير نزيهة وأعضاء اتحاد غير منصفين.. ثم تتصاعد الأمور وتتدخل الجماهير فتزيد من الاحتقان وتضاعف من الصدام وتظهر بعض الأصوات العاقلة والرشيدة لرأب الصدع ولم الشمل وتناشد الاطراف المختلفة بمراعاة الله وتحكيم الضمائر وتقديم المصلحة الوطنية العليا علي المصالح الفئوية واللونية الدنيا ولست أري أي حلول لهذه الأمور سوي استنفار الضمائر وايقاظ الغافلين وتحكيم العقول وتنحية الميل والهوي عند التصدي لهذه المشكلات.. فالقانون واضح وبنوده صريحة.. لكن المشكلة ليست في المشرعين.. المشكلة تتمحور في المنفذين والمطبقين.. أحيانا يخشون من التهديد.. وأحيانا أخري يتخوفون من الوعيد وثالثة يفضلون المهادنة والمجاملة علي التصدي والمواجهة وليس الحل في اقصاء من يثبت عدم شجاعته بل ونذالته.. فهؤلاء موجودون بين ظهرانينا.. الحل في الاختيار السليم للاشخاص المسئولة عن تطبيق القوانين.. أن نتحري الدقة وأن ندقق ونمعن النظر فيما هو معروض من اشخاص لاحتلال المواقع والمناصب القيادية والقانونية.. كيث مثلا ان نختار رجلا يحمل شهادة الهندسة ليكون مسئولا عن الفصل في القضايا والمعضلات.. ان الرجل غير المناسب لشغل الموقع الخطير الذي يحتاج لخبرات وخلفيات ودرايات.. ليس لدينا مشكلة في الكفاءات.. بل لعلنا نملك من هذه النوعيات الكثير.. لكن لإجراء المفاضلة في الاختيارات تبرز الانتماءات وتظهر المجاملات وتهل المهادنات وتتحكم التوازنات ويتصور البعض ان سوء حظنا وقلة بختنا هما اللذان يوقعاننا في المشاكل.. مع ان الحظ والبخت بريئان تماما من الخطأ.. العيب فينا.. ليست بالنقاء الكافي والنزاهة المطلقة.. وليس أدل علي ذلك من وجود غير الاكفاء أو النزهاء علي سدة المقاعد والمناصب الهامة.. اختياراتهم لتولي هذه المسئولية لم نكن شفيفة أو عفيفة.. يتدخل فيها الغرض والمرض.. تتحكم فيها الاهواء والانواء وما بني علي خطأ.. لابد ان ينتج عنه اخطاء عديدة وكثيرة.. الحلال بين يا سادة والحرام بين غير اننا غالبا ما نلجأ ونفضل الوقوع في الشبهات.. دون ان نعبأ بأن هذه الشبهات توقعنا في الحرام.. وتوصمنا بالضلال وتؤثر في سمعنا وتضر بمستقبلنا.. وفي النهاية اتقوا الله فينا.. وراقبوا ضمائركم.. فالمقاعد لا تدوم.. والاضواء لا تتواصل.. تلك الأمور زائلة ولا يبقي سوي الذكري العطرة التي تخلد بعض الرجالات حتي بعد انتقالهم من دار الباطل إلي دار الحق والصدق.. أفيقوا يرحكم الله فأليس بيننا رجال من الرشداء الانقياء ليتواجدوا في المواقع الحساسة ليرحمونا من السقطات والزلات.