فرحة كبيرة وسعادة بالغة صدرها المنتخب الوطني الأول للشعب المصري بفوزه الغالي علي نظيره الغاني بهدفين دون رد. خلال المباراة التي جمعتهما علي ستاد برج العرب مساء الأحد. ضمن منافسات المجموعة الخامسة للتصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا. ورغم عدم رضا أغلب الجماهير عن أداء المنتخب واللاعبين بسبب التفوق الملحوظ للمنتخب الغاني. إلا أن الأهم هو حصد المنتخب للثلاث نقاط والتربع علي صدارة المجموعة الخامسة برصيد 6 نقاط. يليه المنتخب الأوغندي برصيد 4 نقاط. ثم المنتخب الغاني بنقطة واحدة. أمام المنتخب الكونغولي فيتذيل المجموعة بلا أي نقاط. المنتخب الوطني كسب رضا الجمهور بالفوز الذي حققه علي منتخب قوي وعنيد كغانا. ولكن بلا شك فأداء المنتخب خلال المباراة يحتاج إلي مراجعة. خاصة أنه لم يكن علي المستوي المأمول. فالمنتخب الغاني فرض سطوته. وكان الأخطر طوال الشوطين. ولكن بفضل ركلة جزاء المجتهد تريزيجيه. و"لدغة" عبد الله السعيد نجح الفراعنة في خطف الثلاث نقاط. ولعل أبرز ما ميز هذا اللقاء تحديدا هو الحضور الجماهيري الكبير الذي زين ستاد برج العرب. حيث ملأت الجماهير جنبات الملعب بنحو 80 ألف متفرج. والتزمت بالتشجيع المثالي. في صورة افتقدناها لفترة طويلة في الملاعب المصرية. المدير الفني للمنتخب الوطني هيكتور كوبر اعتمد علي تشكيل تقليدي رافضا المجازفة أو المغامرة في بداية المباراة. مفضلا الاعتماد علي أصحاب الخبرات. والميول الدفاعية أكثر من أجل تأمين مرماه من أي هجمات غانية في بداية اللقاء. حيث جاءت تشكيلته علي النحو التالي: بدأ بتشكيل ضم لحراسة المرمي: عصام الحضري للدفاع: أحمد فتحي. أحمد حجازي. علي جبر. محمد عبد الشافي. للوسط: محمد النني. طارق حامد. عبد الله السعيد. تريزيجيه. محمد صلاح. للهجوم: باسم مرسي. أما مدرب البلاك ستارز الإسرائيلي إفرام جرانت فبدأ المباراة بتشكيل هجومي سعي من خلاله إلي الضغط علي المنتخب الوطني منذ بداية المباراة. وأظهر بالاعتماد علي مهاجمين أنه سيلعب من أجل الفوز وليس مجرد نتيجة إيجابية. حيث جاءت تشكيلته في بداية اللقاء علي النحو التالي: حراسة المرمي: رزاق بريمه للدفاع: هاريسون أفول. دانييل أمارتي. جونثان منساه. بابا رحمان. للوسط: إيمانويل بادو. مبارك واكاسو. كريستيان أتسو. توماس بارتي للهجوم: جوردن أيو. أندري أيو. سيطرة غانية وضربة جزاء مصرية التحفظ الدفاعي الذي بدا واضحا علي تشكيل الفراعنة ظهر بشكل واضح علي أداء اللاعبين طوال الشوط الأول. الذي نجح المنتخب الغاني في الاستحواذ عليه بشكل كامل وسط تراجع غريب من لاعبي المنتخب الوطني. واستطاع المنافس فرض شخصيته وشن هجمات في منتهي الخطورة علي مرمي عصام الحضري. حيث جاءت الدقائق الخمس الأولي ساخنة للغاية من كلا المنتخبين. ولكن كانت البداية من المنتخب الوطني ففي الدقيقة الأولي احتسب الحكم الجابوني إيريك إيتوجو كاستن ضربة حرة للفراعنة ومن جملة تدريبية كاد محمد صلاح أن يفتتح التسجيل للفراعنة لولا يقظة الحارس الغاني. وبعدها رد المنتخب الغاني بهجمات وتسديدات من خارج المنطقة تعامل معها الحضري والدفاع بشكل جيد. التمريرات الخاطئة كانت أكثر ما عاب أداء لاعبي المنتخب الوطني خلال الدقائق العشر الأولي. وسط يقظة وسيطرة غانية علي منطقة وسط الملعب. وقطع مستمر للكرات بالاعتماد علي الضغط العالي. والبدء في الضغط وقطع الكرات بدء من منتصف الملعب. ماد دفع الفراعن إلي التحضير للخلف كثيرا. ونجح المنتخب الغاني في تنظيم هجمات في منتهي الخطورة علي مرمي الحضري. بفضل تألق الرباعي الهجومي إيمانويل بادو وأتسو والأخوان آيو. حيث أجبر التفاهم والانسجام بن الرباعي لاعبي المنتخب الوطني علي التراجع الدفاعي. أغلب الكرات الخطرة طوال الشوط كانت للمنتخب الغاني. ففي الدقيقة 19 سدد مباراك واكاسو كرة صاروخية من ضربة حرة مباشرة من خارج حدود منطقة الجزاء. كادت تدخل الشباك ولولا تألق الحضري الذي تصدي لها ببراعة. بعدها واصل المنتخب الغاني السيطرة والتهديد لمرمي الحضري ولكن هذه المرة من خلال تسديدة صاروخية أخري لجوردان أيو تخرج علي يسار الحضري بقليل. نجوم البلاك ستارز نجحوا في فرض سيطرتهم وشخصيتهم طوال الشوط الأول. وسط تمريرات مقطوعة بشكل متسمر من لاعبي المنتخب الوطني. وخمول تام لطرفي الملعب سواء أحمد فتحي أو محمد عبد الشافي اللذان لم يظهرا في أي هجمة طوال الشوط الأول. ونشاط وقوة ملحوظة لنجوم غانا الذين استطاعوا احتلال خط الوسط وفعلوا فيه ما يحلوا لهم من استلام وتسليم للكرة وسيطرة واستحواذ وبناء هجمات منظمة. أفسدها يقظة خط الدفاع وخبرة عصام الحضري. وكانت المحاولات المصرية طوال الشوط علي استحياء ففي الدقيقة 26 أهدر صلاح أخطر فرصة للتقدم بعد ارتباك الحارس الغاني. ولكن في الدقيقة 42 احتسب الحكم الجابوني إيريك إيتوجو كاستن ضربة جزاء للفراعنة بعد عرقلة هاريسون أفول لتريزيجيه داخل منطقة الجزاء. ليتصدي لها النجم محمد صلاح الذي سجل الهدف الأول للفراعنة. ليخرج المنتخب متقدما خلال الشوط الأول بهدف وحيد. وسط سيطرة وخطورة غانية عالية. "لدغة" السعيد مع بداية الشوط الثاني قرر كوبر إجراء تغييره الأول بالدفع برمضان صبحي بدلا من باسم مرسي لتدعيم خط الوسط الذي نجح المنتخب الغاني في السيطرة عليه طوال الشوط الأول. ولكن الزيادة العددية لم تمنع المنتخب الغاني من مواصلة السيطرة والاستحواذ علي الكرة. بسبب إدارتهم لمنطقة وسط الملعب بكفاءة عالية. وتراجع دفاعي كبير للاعبي منتخبنا الوطني. فخلال الربع ساعة الأولي من الشوط الثاني لم يتمكن لاعبو المنتخب الوطني من زيارة مرمي رزاق بريمه الذي كان ضيف شرف طوال الشوط الثاني بسبب ندرة الهجمات المصرية. وذلك بفضل الضغط المتواصل من لاعبيه والتراجع الملحوظ للفراعنة. ونتيجة الضغط المتواصل كاد أتسو أن يسجل هدف التعادل في الدقيقة 63 من كرة خطيرة من الجانب الأيسر. لولا تألق الحضري الذي كان نجم المباراة. وفي الدقيقة 70 أجري جرانت أولي تغييراته بنزول جيفري شلوب بلاد من توماس بارتي في الدقيقة 70. وذلك من أجل تدعيم خط الوسط الهجومي. وبالفعل تواصلت الخطورة الغانية ففي الدقيقة 75 كاد الخطير أتسو أن يسجل هدف التعادل. لولا تألق الحضري الذي كان قائدا ونجما للمنتخب طوال المباراة. وعلي طريقة "لدغة" الكوبرا نجح عبد الله السعيد في تسجيل الهدف الثاني للمنتخب الوطني في الدقيقة 86. من تمريرة رائعة من رمضان صبحي استلمها محمد صلاح ومررها للسعيد الذي سجلها أرضية علي يسار الحارس. ليحسم الثلاث نقاط للفراعنة. بعدها أجري جرانت تغييرا استهلاكيا بالدفع بمهاجمه عبد المجيد واريس بدلا من مبارك واكاسو. وفعل مثله كوبر في الدقيقة الأخيرة. عندما أجري تغييرين دفعة واحدة بنزول عمرو وردة بدلا من تريزيجيه. ونزول مؤمن زكريا بدلا من عبد الله السعيد. ولكن رغم الضغط الغاني مرت الدقائق الأخيرة بسلام علي مرمي الحضري الذي كان أبرز نجوم اللقاء.