في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. في إختبارات التمثيل تمر بتجربة إسمها ( المرآه ) وهي تعكس مدي قدرتك علي تقليد الشخص أمامك وكأنك تقف أمام المرآه .. واحدا من أصعب الإختبارات التي سيمر بها هيكتور كوبر ليس لإن المنتخب الغاني هو المنافس المباشر للفراعنة في رحلة المونديال ولكن لإن غانا تلعب بنفس طريقة كوبر ..ولكن هناك ميزة كبري لدينا لا تتواجد لديهم. كيف تلعب غانا ؟ • مع إستبعاد سولي مونتاري ومايكل إيسيان وكيفين برنس بواتنج فقد المنتخب الغاني العقل المفكر له في مناطق صناعة اللعب الخلفية والأمامية وبذلك بات الفريق مضطرا لان يعتمد علي 4-4-1-1 ( كرها ) حيث أنه يشرك أسامواه جيان وجوردان أيو أو تيتي او عبدالمجيد واريس في المقدمة وكلهم بالأساس رؤوس حربة . • إذا كانت غانا قد إستطاعت إيجاد شكلا هجوميا وإلغاء دور صانع الألعاب رقم 10 .. إلا أن البلاك ستارز يعانون في عدم وجود لاعب يمكنه صناعة اللعب من بين إرتكازي الوسط .. هل تعرف كيف حاول جرانت معالجة ذلك الأمر ؟ كارثة كروية . • قبل ثلاثة أعوام عندما كنت أقوم بالتحضير لمباراة مصر وغانا في كوماسي .. كان أكثر لاعب مهم بالنسبة لي من حيث أداء الأدوار وتبادل المراكز والتسديد المتقن من خارج المنطقة لاعبا إسمه ( مبارك واكاسو ) ..واكاسو كان يلعب كجناح أيسر وهو مركزه المفضل وأحيانا ما يلعب يمينا وحتي عندما يلعب في باناثانيوكوس يتأرجح بين هذين المركزين ولعب أيضا كظهير أيسر ..جرانت قرر إستخدام واكاسو كلاعب إرتكاز بجوار ( أكواه او توماس بارتي ) . • طبعا نستطيع أن نتخيل أن تواجد واكاسو كإرتكاز بجوار بارتي أو أكواه فقط يعني راحة تامة للمنتخب المصري ولكني لا اعتقد أن جرانت سيقوم بذلك .. وربما يدعم ذلك مباراته الأخيرة أمام روسيا. • كريسيتان أتسو واتشيمبونج .جناحي المنتخب الغاني مع عدم قدرة لاعبي الإرتكاز علي صناعة اللعب والتقدم بالكرة يصيح عليهما تسلم الكرات من وسط الملعب وصناعة جبهات مع بابا رحمن وافول .ولكن أتشميبونج لا يجيد ذلك . فهو أقرب لجناح مهاجم منه لجناح وسط . • لحسن حظ غانا ان اتسو يتسلم الكرات دائما من جهة اليمين ويدخل للعمق إعتمادا علي قدمه اليسري ( مثل صلاح ) لدينا .. ولكن المشكلة الأكبر لغانا أن سواء جيان او جوردان أيو لا يتبادلا المراكز بسرعة أو يقوما بسحب المدافعين علي أطراف الملعب أو للخلف .. لا يوجد أيضا تبادل للكرات بينهما وبين أتسو بشكل سريع ..لذلك تنتهي هجمات غانا عادة بالتسديد من خارج منطقة الجزاء وتحديدا عند أتسو الذي يسدد الكرة في الزاوية البعيدة دائما ..نقطة هامة علي حارس المنتخب المصري أن يتخذ عدة خطوات تجاه اليمين عند تسديد أتسو للكرة ( بالمناسبة أتسو سجل هدفا في المنتخب المصري في كوماسي من خارج المنطقة ). • مع عدم تواجد أسامواه جيان وتواجد جوردان أيو وعدم جاهزية أندريه أيو ..ربما يلجأ جرانت لتغيير الخطة أمام المنتخب المصري بالإعتماد علي بارتي وأكواه ومبارك واكاسو سويا في خط الوسط .. وترك المهام الهجومية لأتسو وأتشميبونج خلف جوردان أيو . • حتي لو قام المنتخب الغاني بذلك التعديل فهذا لا يعني مشكلة إطلاقا للمنتخب المصري .. لإن جرانت أمام روسيا أشرك بارتي في المقدمة وجعل واكاسو في الخلف بجوار أكواه !!.. المشكلة ليست في الأفراد بقدر ما هي عدم وجود عقل مفكر يمكن معه إستمرار الهجمة دائما وتغيير وجهة اللعب عند مواجهة صعوبة في بناء الهجمات . • في الفيديو القادم ..نوضح طريقة كيف تلعب غانا هجوميا من خلال مباراتي روسيا وأوغندا : • غانا أيضا تقوم بالضغط العالي ولكنه ضغطا غير مستمر طوال المباراة .. الاهم انه في حالة قطع الكرة للمنتخب المصري أثناء عملية الهجمة علي لاعبي الدفاع والإرتكاز الرقابة اللصيقة لرباعي الهجوم الغاني والإستمرار مع من بحوزته الكرة حتي يقوم بالتسديد أو إرسال الكرة مرة أخري للأطراف .. الأسلوب الذي أتبعه لاعبينا أمام الكونغو في التقهقر لن يفلح أمام غانا. دفاع غانا: • كلنا نعرف هاريسون أفول جناح الترجي الأيمن السابق والذي يلعب أحيانا في مركز الظهير الأيمن ..أفول ربما يجيد في هذا المركز أثناء عمليات الضغط العالي ولكن أفول يمكن مراوغته بسهوله للعمق واللعب ورائه مثل الحال مع بابا رحمن الظهير الأيسر. • ظهيري جنب غانا دفاعيا أقل من مستوي الهجوم رغم أن خطة اللعب لا تتيح لهما بإستثمار قدراتهما بشكل أمثل بسبب تسرع الرباعي الهجومي ورغبتهم الذاتية في إنهاء الهجمات دائما كلما أتيحت الفرصة للتسديد ..لذلك ستجد أن دور ظهيري الجنب هو الأقل رغم أن الخطة والتكتيك بالاساس يعتمدان عليهما كثيرا ( نقطة ضعف واضحة لجرانت ). • جون بوي هو الإرتكاز الأساسي ومع عوده جوناثان منساه أعتقد أن تواجد أمارتي صعب من البداية .. قلبي الدفاع مضطران يقومان بالتقدم مع رأس الحربة نظرا لمشكلة تواجد واكاسو بجوار اكواه مما ينتج عنه مساحات هائلة في الخلف في حالة الكرات الطويلة المرسلة من قبل المنافس. شاهد صورة لتشكيل منتخب غانا كيف يقهر كوبر خطته ؟ • المنتخب المصري يلعب 4-2-3-1 ( كلاعبين ) ولكنها في الحقيقة أقرب إلي 4-4-1-1 ..بسبب تواجد عبدالله السعيد في كثير من الأوقات بالقرب من باسم مرسي ..الأمر الذي يجعل النني وطارق حامد من يقومان بصناعة اللعب من الخلف. • هناك حلين أولهما خارج عقل كوبر وهو الإعتماد علي عبدالله في صناعة اللعب والتحرك أكثر نحو وسط الملعب ليشكل ثلاثي مع النني وحامد وبالتالي تصبح مهمة أكواه وواكاسو أصعب. • الأمر الثاني من قلب عقل كوبر بالإعتماد علي نفس الطريقة ولكن بإستغلال باسم مرسي بتسلمه الكرات من قبل الدفاع واستخدام لعبة one –three مع فتحي ( او جابر ) ومحمد صلاح إستغلالا لسقوط بوي معه وضعف سرعة بابا عبدالرحمن مقارنة بصلاح. • الأمر الثاني هو إستغلال الضغط العالي الذي يقوم به المنتخب الغاني أحيانا مع إرسال الكرات الطويلة بشكل أقرب لنصف قوس مع إتجاه رأس الحربة للجانب العكسي وإقتراب الجناح معه ..الأمر يبدو للوغاريتمات ..ما رأيك في تخيل عملي ..شاهد الفيديو التالي : • الفيديو السابق أوضح في كثير من اللقطات أن عمق وسط غانا فارغ حتي مع لعب جرانت بثلاثي أمام روسيا .. لذلك علي كوبر أن يجعل عبدالله محتلا لتلك المنطقة فهي أضعف نقاط الملعب لدي غانا والسبب في تواجد واكاسو الذي لا يجيد الدفاع في تلك المنطقة علي الإطلاق. • بالنسبة للضربات الثابتة من الافضل أن تلعب مصر الكرات علي مرتين ف 9 من لاعبي غانا كانوا يتاوجدون داخل منطقة الجزاء بشكل عشوائي لذلك فتواجد لاعبا علي حدود منطقة الجزاء يتسلم الكرة ويرسلها للعارضة الأبعد سيوجد سبيلا أخر للأهداف. • التشكيل الأمثل للمنتخب من وجهة نظري والذي يلائم طريقة لعب غانا .. الحضري –عمر جابر – حجازي –جبر –عبدالشافي – احمد فتحي وطارق حامد –صلاح وعبدالله السعيد وتريزيجيه ثم باسم مرسي .. ملحوظة اخرجت النني من التشكيل طبقا لأدائه في مباراة الكونغو ..لقاء غانا لا يحتمل تاخير الضغط في المنطقة امام الدفاع حتي لا يضطر حجازي وجبر للتقدم ويقع المنتخب المصري في نفس خطأ غانا. للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك