كثيرا مانسمع هذه الايام عن الامن الوطني والأمن القومي.ومن قبل توافدت علي مسامعنا مصطلح الأمن الصناعي والأمن الغذائي والأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي والأمن السياسي.. لكننا ابدا ورغم كل الظروف التي مرت بها الرياضة المصرية وتحديدا كرة القدم لم نسمع عن الأمن الرياضي الذي يُمثل مزيجاي من دعائم الفروع المذكورة من الأمن. ولعل هذا هو الذي دفعنا لنطرح السئوال الغائب عن واقعنا.. وهو: هل لدينا امن رياضي ؟.. ام اننا كنا ومازلنا نتعامل مع تأمين الانشطة الرياضية بطريقة تقليدية غالبا ماترتبط بالتواجد الشرطي لحظة الحدث واحيانا قبله وبعده بسويعات قليلة.. ثم ماذا - مثلا - لو انهار مدرج كروي او جزء من منشأة رياضية ؟. اتجهنا بهذه الاسئلة الي اللواء بهاء حلمي مساعد رئيس قوات الامن المركزي للتخطيط والمتابعة. وسالناه بداية عن مفهوم الامن الرياضي.. فقال: 1⁄4 الأمن الرياضي هو منظومة أمنية تخص كل مايمس المتفرج منذ لحظة نزوله من مسكنه متوجها إلي الملعب حتي عودته إلي داره آمناي سالما.. يدخل في ذلك تأمين وسائل المواصلات من والي الملاعب وكذلك المنشآت الرياضية بما في ذلك مطابقة مواصفاتها الهندسية. 1⁄4 لهذا تنبه الاتحاد الدولي لكرة القدم إلي أن المخاطر والكوارث لا تنتج عن عنف وشغب الملاعب والحوادث الإرهابية فقط. بل تمتد أيضاي لتشمل الكوارث الطبيعية والتهديدات البشرية. والبنية التحتية للمنشآت الرياضية. وما يتطلبه ذلك من قواعد وإجراءات وقائية صارمة للحفاظ علي سلامة وأمن المشاهدين والجماهير وكافة العناصر البشرية بالمنظومة الرياضية. ووسائل المواصلات وحالة المرورالأمر الذي دعا الفيفا إلي التعاقد مع المركز الدولي للأمن الرياضي ليتولي مهمة الأمن في مونديال 2014 في البرازيل. وتوقيع اتفاقية للخدمات الأمنية والاستشارية في هذا المجال بما يكفل الحد من الشغب واستخدام القوة والعنف في الملاعب مع نشر مفهوم الأمن الرياضي بعناصره المختلفة. 1⁄41⁄4 وماذا عن ملاعبنا..؟! 1⁄4 ملاعبنا تحتاج الي النظر في عمق المشكلة والمخاطر التي تهددها. خاصة ملاعب كرة القدم باعتبارها الأكثر جماهيرية وحشداي وإثارة ولابد من الاستفادة من تجارب الاخرين . واتجاه غالبية الدول لسن قوانين تهدف الي الوقاية وتجنب المخاطر قبل وقوعها والتي يمكن أن تكون "انهيار المنشأة الرياضية حوادث الحريق أعمال إرهابية عنف وشغب كوارث طبيعية -اعتداء علي المنشآت والممتلكات أو وسائل النقل أو الاعتداء علي النفس جرائم فساد وتزوير في التذاكر أنشطة إجرامية مثل [المخدرات والعملات المزيفة . وتوزيع منشورات تحض علي العنصرية والفتنة والتحريض استغلال الأطفال وتجنيدهم] أو ترويج للأفكار الشاذة والخروج علي تقاليد المجتمع. 1⁄41⁄4 وكيف نواجه هذه المخاطر؟ 1⁄4 اولا تحديد المخاطر التي تهدد كافه الملاعب والمنشآت الرياضية. وعناصر اللعبة والجماهير في ضوء الدروس المستفادة. 1⁄4 الإطلاع علي كافة القوانين وتجارب الدول التي سبقتنا علي أن يتضمن هذا القانون إنشاء هيئة قومية أو مجلس تنسيقي لأمن وسلامة المنشآت والفعاليات الرياضية يتبع رئاسة الوزراء لمتابعة التنفيذ والتقييم. ووضع معايير دقيقة وواضحة للمنشآت الرياضية . والالتزامات المنوطة بالأندية والاتحادات ومسئولياتها. وسلطات الشرطة فيما يتعلق بالأمن الرياضي وأمن المنشآت والملاعب. والعقوبات في حال المخالفات القانونية بما في ذلك مواجهة جرائم التحريض علي شبكة الانترنت. بجانب تحديد سلطات الشرطة في تنفيذ القانون.وتعيين قاضي تحقيق يجوز له اتخاذ الاجراءات القانونية فورا ولو بداخل الملعب اثناء المباراة ضد اي مخالف. وتعاون الإعلام الرياضي والجامعات المختلفة في التوعية والتثقيف. وفي كافة الأحوال.. لا بد من وضع خطة عاجله بعنوان" لا صوت يعلو علي امن الملاعب للقضاء علي الشغب والعنف " تقوم علي محورين: 1⁄4 الأول : إعلان الحكومة مواجهه هذا الأمر بكل صرامة باعتباره هدف قومي. واستمرار إقامة المباريات بدون جمهور. وامكانية الغاء النشاط الكروي كلية اذا تكرر اي حدث عنيف. والتنسيق بين وزارات الداخلية والعدل والرياضة والاعلام لتشكيل لجنة عاجلة للنظر في تنفيذ الأتي: - تعيين قضاة للتحقيق محددين يتولون كافه الأمور المتعلقة بالمباريات خلال الفترة القادمة. - سرعة اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد اي مخالف وبشكل فوري. - تبني حملات إعلامية لترسيخ الانتماء والالتزام ومواجهه العنف. وتبني الشعارات الناعمة التي تدعو الي المتعة والمشاهدة ونبذ العنف. 1⁄4 الثاني: المراجعة الهندسية والفنية الفورية لجميع المنشآت الرياضية القائمة بمختلف أنواعها بشكل عاجل حتي لو كانت ليست بالمواصفات المطلوبة وفق معايير الاتحاد الدولي وذلك لضمان السلامة والأمن حفاظاي علي حياة المواطنين مع إجراء الصيانة اللازمة بالإضافة إلي مطابقة الأبواب والمداخل للاشتراطات المطلوبة بما يضمن عدم تكرار حادث بورسعيد علي ان يتم وضع خطط الإنقاذ والطوارئ تنسيقاي والجهات الأمنية المختلفة كأحد الحلول العاجلة والضرورية التي لا تحتمل التأخير أو التقاعس. 1⁄41⁄4 وماذا لو حدث حريق في أحد الملاعب؟ 1⁄4 هذه الفروض في غاية الأهمية لأنها تمس تجمعات وحشود كبيرة جدا لذلك لا يمكن استبعاد أي فرض منها مثل ما حدث في الملعب الرياضي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران نتيجة ماس كهربائي أو مثل حريق إستاد القاهرة خلف مدرجات الدرجة الثانية وتصاعد اللهب بشكل كبير أدي إلي إلغاء المباراة في فبراير 2012م وكذلك حريق المدرج الغربي لملعب التنس بمجمع خليفة بقطر للتنس والاسكواش عام 2010م وتسبب في خسائر مادية كبيرة أو كما حدث في المباراة النهائية بكأس تونس في لقاء الترجي . والنجم الساحلي من أعمال شغب وإشعال النيران في سيارة حريق أمتد إلي الغابة بجوار الملعب مما أدي إلي إصابة 2 من الأمن وعدد 50 مشجع.. وهنا تبرز الحاجة إلي البحث عن معايير واشتراطات ونظم الإطفاء والإنذار وخطط الإخلاء. واشتراطات الملاعب كأحد عناصر الأمن الرياضي. 1⁄41⁄4 وماذا عن مخاطر الإرهاب؟ 1⁄4 أعاد حادث تفجيرات ماراثون بوسطن الأمريكية إلي الأذهان من جديد.. مخاطر الإرهاب خاصة إذا وقعت في البطولات والأحداث الرياضية . وما قد ينتج عنها من خسائر بشرية ومادية فادحة.. وقد سبق هذا الحادث واقعة إرهابية شهيرة عام 1972 في ميونخ الألمانية أطلق عليها "أيلول الأسود" راح ضحيتها مقتل 11 رياضياي . كما حدث انفجار سيارة مفخخة علي مقربة من إستاد برنابيو قبل ساعات من مباراة ريال مدريد وبرشلونة عام 2002م. ولا يفوتنا في هذا السياق.. حوادث إطلاق النار إثناء المباريات مثل الحادث المؤسف خلال مباراة منتخب هايتي مع كوبا في تصفيات 1978 عندما سمع صوت طلقات نارية في الملعب بعد تسجيل المنتخب الكوبي هدفه الأول وقد هرع طفلان باللجوء إلي أحد أفراد الشرطة محاولين الاحتماء به لتنطلق رصاصة من مسدسه عن طريق الخطأ لتصيبهما مما دفعه إلي الانتحار وقتل نفسه علي الفور أو عندما أشهر أحد الأشخاص سلاحه صوب الجماهير في مباراة دولية عام 1988م بين ليبيا ومالطا مما تسبب في اندفاعهم للهرب وسقوط جدار علوي كانت حصيلته 30 قتيل و40 جريح . والحادث الغريب.. عند إطلاق الحرس الشخصي للرئيس محمد سياد بري النار علي الجماهير أثر خلاف نشأ بينهم راح ضحيته 7 أشخاص قتلي و18 إصابة.. ناهيك عن حوادث إطلاق النار بالمدارس الأمريكية . وإمكانية امتداده إلي التجمعات الرياضية.. هذا كله يدعونا للبحث عن الأمن الرياضي في مصر بمفهومه الشامل لوضع أسس وقواعد جديدة تحدد دور كل جهة ومسئوليتها قبل واثتاء وبعد اي مباراة أو فعالية رياضية بدء من أعمال التفتيش الوقائي للمتفرجين بمعرفة مسئولي النادي أو الجمعية المنظمة وتحت إشراف الشرطة.وان تكون التذاكر بالرقم القومي ومحدد عليها رقم المقعد والمربع والمدرج. وتزويد كافة الملاعب بكاميرات التصوير للرقابة مع إمكانية تحديد وجه اي شخص داخل الملعب.فضلا عن الإجراءات الأمنية الاستباقية.وان يحدد القانون مدة بقاء التسجيلات"شهر" مثلا وان تكون تحت تصرف القاضي أسوه بالمتبع