يستعد مشجعو نادي برادفورد سيتى إلى إحياء ذكرى ضحايا ملعب "برادفورد" وذلك خلال نهائي كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة مساء الأحد المقبل أمام سوانسى سيتى على ملعب "ويمبلى". فالنادي لم يصل إلى نهائي بطولة كبرى على الساحة الإنجليزية منذ إحرازه لقب كأس إنجلترا عام 1911، ومن ثم فإن جماهير برادفورد رأت أن هذه تعد أفضل المناسبة يمكن إحياء فيها ضحايا هذا الكارثة البشعة من خلال ارتداء اللاعبين لفانلات عليها عدد الضحايا الذين سقطوا فى هذه الكارثة وعبارة "دائما معنا". تفاصيل الكارثة تعود إلى 11 مايو عام 1985 حين كان برادفورد يواجه فريق لينكولن سيتي ضمن دوري الدرجة الثالثة الإنجليزي وكان برادفورد دخل هذه المباراة على ملعبه في جو من الاحتفال بعد أن ضمن المركز الأول والصعود إلى الدرجة الثانية. بعد مرور 40 دقيقة على الشوط الأول وكانت النتيجة لا تزال سلبية، بدأت أثار حريق ظهر فى أحد مدرجات الملعب، وبحسب روايات الشهود، فأن هذا الأمر بدأ بعد أن قام أحد المشجعين بإلقاء عقب سيجارة داخل سلة للمهملات بين كراسى المدرج وبها أوراق مما تسبب فى اشتعالها بشكل كبير فى أنحاء المدرج خاصة وأن الرياح كانت قوية للغاية فى هذا اليوم والمدرجات كانت "خشبية". وفى ظل وجود خطأ كبير من قبل منظمي الإستاد من حيث عدم وجود طفايات الحريق فى المدرج، وتأخر وصول سيارات الإطفاء بعد وقوع الحدث بعض الشيء ومع الزيادة المرعبة فى تصاعد ألسنة النيران بسبب الرياح، فإن الأمر تفاقم مما أدى إلى مقتل 56 وإصابة ما لا يقل عن 265 مشجع ،وهو ما جعل المتابعين للشأن الرياضي البريطانى يصنفونها كواحدة من أسوء الكوارث التى شهدتها المملكة المتحدة فى الرياضة. هذه الكارثة أدت إلى تغيير معايير السلامة في ملاعب كرة القدم بالمملكة المتحدة، بما في ذلك حظر المدرجات الخشبية حيث أن الخشب يساعد بشكل كبير على اشتعال النيران فضلا عن عوامل أخرى لضمان سلامة كل من يتواجد فى مدرجات الملاعب الإنجليزية. وتشاء الصدف أن يأتى وقت إحياء جماهير برادفورد لهذه الكارثة الأحد المقبل فى ذات الوقت الذى ألمح فيه اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية إلى إحتمالية عودة الجماهير إلى تشجيع فرقها من الملاعب فى الدورى هذا الموسم بداية من الدور الثانى. وهنا يثار تساؤل حول ما إذا كانت الملاعب المصرية جاهزة إلى مثل هذه الخطوة خاصة وأن الشعب المصري لم يتدارك أحزانه بعد على كارثة بورسعيد والتي راح ضحيتها 72 مشجع فى الاول من فبراير من العام الماضي خلال مباراة الأهلي والمصري وما تبعها من تداعيات أثرت بالسلب على الرياضة المصرية لاسيما وأن النيابة خلال تحقيقاتها لهذه المجزرة وضعت الكثير من الشروط بالنسبة سلامة الملاعب حتى يمكن استضافة الجماهير وعدم تكرار كارثة بورسعيد. وكان الأمن قد رفض إقامة أكثر من مباراة أفريقية للأندية المصرية بسبب عدم توافر الإشتراطات الأمنية التى وضعتها النيابة. * شاهد كارثة برادفورد عام 1985: