الغرور مرض خطير يبدأ من داخل الانسان لشعوره بالتكبر وانه فوق الجميع. ثم ينعكس فيما بعد علي المظهر الخارجي فيبدو نافشاً ريشه مثل الطاووس. مصغراً خده للناس يمشي في الأرض مرحاً متخطياً كل من كان يعرفهم أيام الفقر والحاجة!! والغرور يبدأ بعد تسلق درجات المياه وركوب الكرسي. فيبدأ المغرور المتكبر المتسلط في النظر الي بعيد مترقباً طفرة جديدة تزيده غروراً.. ولا ينظر الي الخلف أبداً حتي لا يري كل من يذكره بتاريخ الفقر وسنوات الحرمان!! ومصر مليئة بتلك النوعيات التي غرتها الحياة وملأتها حقداً علي أصدقاء الأمس أو من وقفوا معهم وقت الحاجة!! الوسط الرياضي خير شاهد علي ذلك وما أكثر هؤلاء الذين توسلوا وذلوا أنفسهم من أجل النجاح في الاتحادات أو الأندية. وعندما جلسوا فوق الكرسي تناسوا كل شئ. بل الأدهي من ذلك انهم يغتالون كل من ساعدهم خوفاً ان يصعد هو الي الكرسي من جديد ويعود المغرور الي أسفل السافلين كما كان من قبل. وبند الثمان سنوات في الاتحادات خير شاهد علي هؤلاء المغرورين الذين كانوا مشتاقين الي الكرسي ونسوا أنفسهم بعد الجلوس عليه والقبض علي مقاليد الحكم في الاتحاد أو النادي!! لذلك يسعون بكل قوة لإلغاء هذا البند الخاص بحظر الترشح في الاتحادات أو اللجنة الأوليمبية أو الأندية بعد قضاء دورتين انتخابيتين. حتي يستمر كل من ذاق طعم الكرسي راكباً فوق رقاب أسرة اللعبة أو النادي طول العمر!! اللجنة الأوليمبية الجديدة تسعي الآن لاستقطاب الاتحادات للتصويت في الجمعية العمومية وفرض الأمر الواقع علي الوزير بعد الحصول علي موافقة اللجنة الأوليمبية الدولية. والاتحادات تستند الي ان قرارات ولوائح الاتحادات الدولية واللجنة الأوليمبية الدولية تصبح نافذة علي الدول والاتحادات المحلية والجهة الادارية. وهذا يعني ان هناك صداماً وشيكاً بين العامري فاروق وزير الرياضة من جهة والاتحادات واللجنة الأوليمبية من جهة أخري ومن الطبيعي أن ما يطبق علي الاتحادات واللجنة الأوليمبية سيطبق علي الأندية أيضاً حتي يبقي ويستمر من يجلسون فوق قلوب الرياضة المصرية مدي الحياة!! هؤلاء هم أصحاب المصالح. ولولا وجود المصلحة والفائدة من السفر والبدلات والوجاهة الإعلامية ما تسابقوا لمحاربة القانون الجديد للرياضة الذي يفرض عدم الترشخ بعد الدورة الانتخابية الثانية!! هؤلاء هم اللصوص الجدد في عهد الثورة التي ظننا جميعاً انها ستطهر الوسط الرياضي من أصحاب المصالح واللصوص فإذا بالبلطجية الجدد ينتشرون في الاتحادات والهيئات الرياضية والأندية. ومن جلس فوق الكرسي منذ ربع قرن لا يريد ان يتزحزح قيد أنملة ويقاتل من أجل البقاء والتشبث بالكرسي حتي آخر العمر!! قطيعة في الكرسي واللي جالس عليه سواء في الرياضة أو حتي السياسة!!