نقابة الصحفيين: نتابع واقعة القبض على الصحفي إسلام الراجحي    انتهاء سماع أقوال طبيب واقعة مستشفى سيد جلال.. و«الأطباء»: لن يتنازل عن البلاغ    «من حقك تعرف» ما الحالات التى تسقط الحضانة عن الأم وفقا لقانون الأحوال الشخصية؟    الجرام يسجل أقل من 4000 جنيه.. أسعار الذهب اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025 بالصاغة    مزاد علني لبيع سيارات وبضائع متنوعة خاصة بجمارك مطار القاهرة    بسبب «البنديرة».. محافظ الدقهلية يوقف سيارة «تاكسي» لمدة شهر    سعر البطيخ والموز والمانجو والفاكهة في الأسواق اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025    إعلام حوثي: ارتفاع أعداد ضحايا الغارات الإسرائيلية إلى 6 قتلى و86 مصابا    المدير الفني للإسماعيلي: فخور باللاعبين وأهدي الفوز على الطلائع للجماهير    بثنائية فلاهوفيتش وديفيد.. يوفنتوس يبدأ الموسم بثنائية ضد بارما    «مستشهدًا ب الخطيب».. نجم الإسماعيلي السابق يطالب بحل مجلس نصر أبو الحسن    جيرو يمنح ليل فوزا قاتلا على موناكو    أسامة عرابي: فتوح قصر في حق نفسه.. وتعجبت من رحيل هذا اللاعب عن الأهلي    وزير الرياضة يكشف كيفية تطبيق قانون الرياضة الجديد وموقف الوزارة من أزمة أرض الزمالك    أول تعليق من وزارة الكهرباء على واقعة إصابة الوزير في حادث سير    فضل شاكر يستعد لطرح ألبومين من إنتاج شركة سعودية    الوقت ليس مناسب للدعابة.. توقعات برج الجدي اليوم 25 أغسطس    «زى النهارده».. وفاة الأديب محمود تيمور 25 أغسطس 1973    «زي النهارده».. بداية الحرب الصليبية السابعة 25 أغسطس 1248    الريحان والنعناع.. طرق طبيعية للتخلص من الناموس ولدغاته المزعجة    يفسد المظهر ويؤثر على تدفق المياه.. 3 مكونات لتنظيف الحنفيات من الجير والرواسب    رئيس أركان الاحتلال ل"نتنياهو": على الطاولة صفقة لتحرير الرهائن يجب اغتنامها    باريس تستدعي السفير الأمريكي لدى فرنسا.. وصحيفة: يسير على خطى نتنياهو    محافظ بني سويف يستقبل السكرتير المساعد الجديد ويؤكد: المرحلة القادمة تتطلب تكثيف العمل الميداني    أسرة "يسى" ضحية حادث الغرق بالإسكندرية تروى تفاصيل موجعة.. فيديو وصور    نجاة وزير الكهرباء بعد حادث مروري أثناء توجهه لمدينة العلمين    أعادا مبلغ 1,5 مليون جنيه..محافظ بني سويف مسعف وسائق بمرفق الإسعاف تقديرًا لأمانتهما    وكيل الصحة ببني سويف يتفقد وحدة الإسكان الاجتماعي الصحية بمنطقة ال 77 فدانًا شرق النيل    تكلفة عالية لإعادة إحيائه .. خبراء: استعادة مصنع الحديد والصلب وتشغيله خطة بلا جدوى    عاجل - إصابة وزير الكهرباء وزوجته و3 من أفراد الحراسة في حادث سير    تفاصيل الحادث المروري الذي تعرض له وزير الكهرباء ومرافقوه    فرنسا تستدعي السفير الأمريكي بعد تصريحات مثيرة للجدل    الأونروا: سكان غزة يعيشون الجحيم بكل أشكاله    فلسطين.. مستعمرون يهاجمون قرية سوسيا في مسافر يطا    ريال مدريد يكتسح أوفييدو بثلاثية في الليجا    السياحة والآثار تحسم الجدل حول أول يوم لدخول الجماهير المتحف المصري الكبير عقب الافتتاح الرسمي    الأمم المتحدة تطالب بعمل دولي عاجل لوقف الوفيات في غزة    استشهاد المعتقل محرم فؤاد .."منصات حقوقية تدين استمرار نزيف الأرواح بسجون السيسى    جامعة قناة السويس تبحث الخطط الدراسية واستعدادات انطلاق العام الجامعي الجديد    حدث بالفن | وفاة ممثل والتطورات الصحية ل أنغام وأزمة شيرين وياسر قنطوش    حفل هيفاء وهبي في بيروت.. نجاح جماهيري وإبهار استثنائي    النيابة تطلب التقرير الطبي لجثة سيدة قتلها زوجها في المرج    وزير الاتصالات يشهد فعاليات إطلاق منظومة مصرية بالكامل للكشف المبكر عن سرطان الثدى باستخدام الذكاء الاصطناعى بمستشفى بهية فى الشيخ زايد    عرض "رحلة إلى كوكب السلام" ضمن المهرجان الختامي لمسرح الطفل    «الأرصاد» تحذر المصيفين من ارتفاع الأمواج في البحر المتوسط (فيديو)    أخبار × 24 ساعة.. وزارة التعليم: تسليم الكتب للطلاب دون قيود أو شروط    جاد الله: الأهلي سيتحسن في اللقاءات القادمة.. وغزل المحلة سيعتمد على الأسلوب الدفاعي    وصول طائرة تقل 146 عسكريا روسيا محررين من أسر أوكرانيا إلى مطار قرب موسكو    هل يجوز نقل الموتى من مدفن لاخر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يحرم استخدام ملابس المتوفى أو الاحتفاظ بها للذكرى؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    تعليم القاهرة تفتح باب التحويلات المدرسية مرة أخرى لمدة أسبوع    الجالية المصرية في النمسا ترفض محاولات الضغوط الخارجية على مصر.. صور    وكيل وزارة الأوقاف: المولد النبوي فرصة للاقتداء بأخلاق وتعاليم النبي    دراسة: ارتفاع استهلاك الملح يسبب التهاب الدماغ ويزيد ضغط الدم    وزير المالية: مصر تمتلك الأدوات والقدرات الكفيلة بمساندة وتعزيز صادراتها الطبية وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني    أفضل أدعية تعجيل الزواج.. تعرف عليها    هل يحق للمطلقة رجعيًا الميراث من زوجها؟.. أمين الفتوى يجيب    استمرار فعاليات برنامج التبادل الطلابي بكلية الطب جامعة حلوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كوابيس في الأتوبيس
نشر في كلمتنا يوم 05 - 12 - 2010

خرج بسيوني من العمل وركب الأتوبيس، وفي طريق العودة إلى المنزل أخذ يفكر، وجد نفسه واقع في "حيص بيص".. كيف يُدبر مصاريف البيت والدروس الخصوصية التي أصبحت مثل الماء والهواء بسبب هجوم الوباء، وكيف سيدفع الإيجار وفلوس المياة والزبالة والكهرباء والذي منه، وكيف سيعيش بمرتبه أو بالذي سيتبقى منه.
وهنا قرر بسيوني أن يكف عن التفكير في أمور الهم والغم، وأن ينام هرباً من القعدة في المواقف التي تحرق الدم.. لكن هيهات، فقد صعد إلى الأتوبيس رجل غريب يرتدي بذلة قديمة، وشكله من النوع المألوف، لكنه بدأ يزعق بصوت جهوري لركاب الأتوبيس قائلاً:
In The Name Of Allah
يعني بسم الله الرحمن الرحيم
Please Listen Me
من فضلكم اسمعوني
I Have A Great Surprise For You
أنا عندي مفاجأة كبيرة ليكوا
The Surprise Is Here In This Bag
المفاجأة هنا في الشنطة دي
What Is The Surprise?
يا ترى إيه هي المفاجأة؟
"يفتح الرجل سوستة الشنطة ببطء وسط ترقب الركاب، الذين خافوا من أن يشهر في وجوههم سلاحاً أبيضاً أو أسوداً أو مفجراً، ويروحوا "فطيس" ضحايا الأتوبيس، والجاني يكون "مختل عقليًا".
وفجأة وسط صمت الجميع.. أخرج الرجل يده من الشنطة وفيها المفاجأة قائلاً "عسلية بنص جنيه"، انفجر الركاب من الضحك، واحمر وجه بسيوني من الغيظ، وأخيراً صعد السواق الذي كان "يخانق دبان وشه" ولمَّ الأجرة، وانطلق الأتوبيس على الأسفلت، وحاول "بسيوني" أن ينام مرة ثانية لكن هيهات، فقد فاق على صوت زعيق وجعير ولا صوت الحمير.
فطل برأسه من الشباك فشاهد الشاب مفتعل العراك، الذي أمطر السواق بوابل من السباب والذباب والشتائم النابية، ثم صعد مع شلته لتنفيذ العملية، ليلقن السواق درسًا في أصول القيادة الفنية على طريقة أفلام الأكشن، لكنه أكشن أمريكاني ضارب على "رصيف نمرة خمسة"، لقطة خناقة فريد شوقي وزكي رستم في العربية النقل.
أوخذ الشاب أبو الكباتن يمسك في خناق السواق الذي ما زال يسوق الأتوبيس بالركاب، ثم أطبق أصحاب الكابتن أبو الشباب على الدركسيون، وهنا بدأ الأكشن.. بدأ الأتوبيس يتراقص فشر روبي على عجلتها، ويتمايل ولا تمايل هيفاء وهبي في أغنيتها "رجب حوش صاحبك عني"، وتعالى صياح الناس سواء في الأتوبيس أو في الشارع فزعاً من الأتوبيس الذي يتطوح مثل السكارى حتى يجد من يأخذه على القسم.
وفعلاً حدث ما كان في الحسبان ونزل السواق والشاب أبو الكباتن، علشان يتظبطوا تمام التمام رغم إن السواق ما كانش غلطان، ونزل الناس في نصف الطريق وضاع قطار العمر، كانت الأتوبيسات كلها مكتظة ولا أيام سوق غزة، وركب الناس على سلالم الأتوبيس فأصبحت مزدحمة مثل سلالم نقابة الصحفيين، وأصبح الأتوبيس مائلاً على جنبه اليمين.
ولم يلبث بسيوني في الأتوبيس كثيراً حتى تعالى زعيق أحد الركاب صارخاً.. "لقد سُرقت" اطلع بينا يا أسطى على القسم، كلاكيت تاني مرة، يا دي العيشة المرة، بقدرة قادر خلى الراكب السواق شريك الحرامي في الجريمة، وأصبح هو الذي حرَّض اللص ابن اللئيمة، وتهجم الراكب على السائق وعجلة القيادة التي أصبحت مثل عجلة الواد حمادة الشقي اللي بيلعب في الجنينة، وأمه قاعدة "تخرّع" الكرنبة بالسكينة.
وركن السائق الأتوبيس ونزل الناس في الشارع للمرة الثانية، وهنا كان أذان المغرب.. وأخذ بسيوني ينتظر الركوب على سلالم الأتوبيسات لكن بلا جدوى، وعندها قرر أن يضحي بآخر ما تبقى من المرتب ويدفع أجرة ميكروباصين حتى يعود إلى بيته لو صفر اليدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.