تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    مقتل شخصين في ضربة أمريكية جديدة ضد قارب مخدرات في المحيط الهادئ    وفاة خالدة ضياء أول رئيسة وزراء لبنجلاديش    أحمد شوبير يعلن وفاة حمدى جمعة نجم الأهلى الأسبق    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الثلاثاء 30 ديسمبر    الأرصاد الجوية تُحذر من طقس اليوم الثلاثاء    زيلينسكي: لا يمكننا تحقيق النصر في الحرب بدون الدعم الأمريكي    كروان مشاكل: فرحي باظ وبيتي اتخرب والعروسة مشيت، والأمن يقبض عليه (فيديو)    هدى رمزي: الفن دلوقتي مبقاش زي زمان وبيفتقد العلاقات الأسرية والمبادئ    "فوربس" تعلن انضمام المغنية الأمريكية بيونسيه إلى نادي المليارديرات    بيان ناري من جون إدوارد: وعود الإدارة لا تنفذ.. والزمالك سينهار في أيام قليلة إذا لم نجد الحلول    الإمارات تدين بشدة محاولة استهداف مقر إقامة الرئيس الروسي    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    مندوب مصر بمجلس الأمن: أمن الصومال امتداد لأمننا القومي.. وسيادته غير قابلة للعبث    النيابة تأمر بنقل جثة مالك مقهى عين شمس للمشرحة لإعداد تقرير الصفة التشريحية    إسرائيل على خطى توسع في الشرق الأوسط.. لديها مصالح في الاعتراف ب«أرض الصومال»    حسين المناوي: «الفرص فين؟» تستشرف التغيرات المتوقعة على سوق ريادة الأعمال    بعد نصف قرن من استخدامه اكتشفوا كارثة، أدلة علمية تكشف خطورة مسكن شائع للألم    أستاذ أمراض صدرية: استخدام «حقنة البرد» يعتبر جريمة طبية    القباني: دعم حسام حسن لتجربة البدلاء خطوة صحيحة ومنحتهم الثقة    سموم وسلاح أبيض.. المؤبد لعامل بتهمة الاتجار في الحشيش    انهيار منزل من طابقين بالمنيا    عرض قطرى يهدد بقاء عدى الدباغ فى الزمالك    حوافز وشراكات وكيانات جديدة | انطلاقة السيارات    ناقدة فنية تشيد بأداء محمود حميدة في «الملحد»: من أجمل أدواره    الناقدة مها متبولي: الفن شهد تأثيرًا حقيقيًا خلال 2025    صندوق التنمية الحضارية: حديقة الفسطاط كانت جبال قمامة.. واليوم هي الأجمل في الشرق الأوسط    حسام عاشور: كان من الأفضل تجهيز إمام عاشور فى مباراة أنجولا    نيس يهدد عبدالمنعم بقائد ريال مدريد السابق    تحتوي على الكالسيوم والمعادن الضرورية للجسم.. فوائد تناول بذور الشيا    أمم إفريقيا – خالد صبحي: التواجد في البطولة شرف كبير لي    ترامب يحذر إيران من إعادة ترميم برنامجها النووي مرة أخرى    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    الكنيست الإسرائيلي يصادق نهائيًا على قانون قطع الكهرباء والمياه عن مكاتب «الأونروا»    الزراعة: نطرح العديد من السلع لتوفير المنتجات وإحداث توازن في السوق    مجلس الوزراء: نراجع التحديات التي تواجه الهيئات الاقتصادية كجزء من الإصلاح الشامل    هيفاء وهبي تطرح أغنيتها الجديدة 'أزمة نفسية'    التعاون الدولي: انعقاد 5 لجان مشتركة بين مصر و5 دول عربية خلال 2025    وزير الخارجية يجتمع بأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي من الدرجات الحديثة والمتوسطة |صور    سقوط موظف عرض سلاحا ناريا عبر فيسبوك بأبو النمرس    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي    الصحة: ارتفاع الإصابات بالفيروسات التنفسية متوقع.. وشدة الأعراض تعود لأسباب بشرية    الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة تؤكد: دمج حقيقي وتمكين ل11 مليون معاق    توصيات «تطوير الإعلام» |صياغة التقرير النهائى قبل إحالته إلى رئيس الوزراء    الإفتاء توضح مدة المسح على الشراب وكيفية التصرف عند انتهائها    معدل البطالة للسعوديين وغير السعوديين يتراجع إلى 3.4%    نقابة المهن التمثيلية تنعى والدة الفنان هاني رمزي    نيافة الأنبا مينا سيّم القس مارك كاهنًا في مسيساجا كندا    «طفولة آمنة».. مجمع إعلام الفيوم ينظم لقاء توعوي لمناهضة التحرش ضد الأطفال    وزير الصحة: تعاون مصري تركي لدعم الاستثمارات الصحية وتوطين الصناعات الدوائية    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وزارة العدالة الاجتماعية !?    السيمفونى بين مصر واليونان ورومانيا فى استقبال 2026 بالأوبرا    تاجيل محاكمه 49 متهم ب " اللجان التخريبيه للاخوان " لحضور المتهمين من محبسهم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    أسود الأطلس أمام اختبار التأهل الأخير ضد زامبيا في أمم إفريقيا 2025.. بث مباشر والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تدوينة تكشف المسئول عن أحداث بورسعيد
نشر في كلمتنا يوم 05 - 02 - 2012

نشر المدون والناشط "إسماعيل الإسكندراني" عضو المبادرة المصرية للحقوق الشخصية عبر صفحته على "الفيس بوك" تدوينة أكد فيها حصوله على كثير من المعلومات بالغة الأهمية تساعد في الكشف عن المسئول الأول عن أحداث بورسعيد.
وبدأ "الإسكندراني" تدوينته بشهادته عما رآه أثناء مشاركته في لجنة تقصي الحقائق، ثم تلا ذلك بكتابة وصيته في نهاية التدوينة، في إضارة إلى إمكانية تعرضه لخطر ما..
وفيما يلي نص التدوينة:
المسئول الأول عن أحداث بورسعيد وسيناريو الفوضى .. ووصيتي
كنت قد عاهدت نفسي وأعلنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أني سألتزم أثناء زيارتي لبورسعيد بتقصي "الحقائق" وتوثيق شهادات العيان وتحري "المعلومات" بعيدا عن "الرأي" و"التحليل" و"التفسير"، ذلك لأني ذهبت بصفتي البحثية والصحفية وكأحد أفراد بعثة تقصي الحقائق التي أوفدتها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
ووفاءً بعهدي لم أكتب حرفاً واحداً يعبر عن رأيي طيلة الزيارة - الذي لم أكن قد كونته بعد. وها أنا الآن قد غادرت بورسعيد إلى الإسكندرية، بعد 3 ليالي وأيام من العمل الشاق اختتمته بتعاون مع لجنة تقصي الحقائق البرلمانية بخصوص شاهد لديه معلومات تفصيلية عن 3 من البلطجية الذين شوهدوا في المباراة وظهرت وجوههم بوضوح في الصور الفوتوغرافية والتليفزيونية ..
الآن فقط يمكنني أن أبدأ بتدوين رأيي وأن أنشر تحليلي، مؤكداً أنه رأيي الشخصي وعلى مسؤوليتي المنفردة.
دعوني أبدأ بواقعة حدثت بالفعل منذ أسابيع قليلة وأراها مرتبطة بشكل أو بآخر بأحداث بورسعيد..
موظف مبيعات بشركة عقارية اتفق على موعد مع زبون "مهم جداً" يعمل في "جهة ما" .. كان الموعد ملاصقاً لموعد طائرته إلى دولة عربية تضم المقر الرئيسي للشركة .. ضاق الوقت برجل المبيعات فأخلف الموعد دون سابق اعتذار وذهب إلى المطار مباشرة .. أبرز هويته والتذكرة، ومر على الميزان والجوازات، وانتظر الطائرة، وركب حافلة الركاب الداخلية، وصعد إلى طائرته، وأخيراً أقلعت الطائرة بالفعل..
وإذا به يفاجأ بدوران الطائرة بعد إقلاعها وعودتها إلى المطار وإنزاله كمطلوب للسلطات .. وبالطبع وجد نفسه مستدعىً لزبونه الذي أراد تلقينه درساً في التعامل مع "الأشخاص المهمة جداً" فعطّل مصالح العشرات من الناس الأقل أهمية، فضلاً عن استعراض عضلات نفوذه على حركة الطيران المدني..
قطع الزبون علاقته التجارية بالموظف فأوفدت الشركة زميلة أخرى .. فنصحها الزبون بالقعود في بيتها لأن "البلد داخلة على أيام سودا".. (الغريب أنه عارف!)
هل علمتم الجهة التي يعمل بها الزبون؟ ذلك الجهاز الأخطبوطي الذي يأمر فيطاع ويسأل من يشاء دون أن يساءله أحد؟
إنه جهاز المخابرات العامة
إذا أصدر رائد في المخابرات العامة في الثلاثينيات من عمره أمراً صارماً لأية جهة تنفيذية أو إدارية فمن يستطيع أن يناقشه؟ ولو ناقشه أحد، فمباذا سيجادل المُناقِش لو أخبره أن الأمر متعلق بأمر "سيادي" أو مسألة "أمن قومي"؟!
ولو شك أحدهم أن هذا الشاب يستغل نفوذه في تحقيق مصالحه الشخصية، أو إرضاء ذاته المريضه بحب التسلط والسيطرة، أو تلبية رغبات هواه العليل المتوهم تحريك كل الأمور من وراء ستار .. فما الإجراء الذي يمكن أن يتفتق ذهن المعترض عن اتخاذه إزاءه؟!
المخابرات العامة هي ملتقى "الكفاءات" من الجيش والشرطة، وصاحبة ألف وجه من وجوه القوة الناعمة إعلامياً واقتصادياً واجتماعياً، فضلاً عن النفوذ بالتدخل المباشر والسطوة المعنوية..
المخابرات العامة هي ذلك البطل الغامض المحبوب جماهيرياً بسبب محمود عبد العزيز (رأفت الهجان) وعادل إمام (جمعة الشوان) ونبيل فاروق (رجل المستحيل).. وهي قدس الأقداس الذي لا يجرؤ على انتقاده ولا لومه ولا اتهامه أحد..
جهاز المخابرات العامة الحالي هو الوريث الفاسد لأمجاد سابقيه، وهو الوريث السكّير الذي يبدد ثروة أسلافه الوطنية في صالات المقامرة والرهان على عمر سليمان وأشباهه من السفاحين ..
المخابرات العامة هو الجهاز السيادي المقيت الذي لا يدرك الفارق بينه وبين المخابرات العسكرية من المدنيين سوى أبناء سيناء الذين تشرفت بالانتساب إليهم مؤخراً (مع عدم تنزيه المخابرات العسكرية ولا تقديسها)..
المخابرات العامة هي الهيئة التي لا تقيم وزناً لحياة البشر بمجرد اعتبارهم "أهدافا".. وهي الجهة التي تستطيع أن ينتحل أفرادها أية صفة مدنية أو عسكرية .. وهي التي يمكنها تمرير مخططاتها عبر أجهزة الدولة كلها وعبر شبكات المصالح وعبر البلطجية وعبر وسائل التعبئة والدعاية التي يرضعها المبتدئون لديهم..
المخابرات العامة هي التي يمكنها أن توظف الجيش والشرطة والاستاد والكهرباء وبعض الجماهير لإحداث فوضى، كنت أنتظر أن يخططوا لوقوعها في تل أبيب!
الحقائق التي توصلت إليها كالآتي:
1- تم تغيير مسار دخول موكب حافلات مشجعي الأهلي من الجنوب (طريق القاهرة والإسماعيلية) إلى الغرب (طريق دمياط والمنصورة) عبْر الطريق الدائري بحجة تأمينهم من جماهير النادي المصري المتربصة بهم..
في هذه الأثناء انضمت حافلتان تابعتان لشركة "شرق الدلتا" لنقل الركاب وهما تحملان من قالوا عن أنفسهم أنهم من رابطة مشجعي المصري بدمياط. وسارت الحافلتان ضمن الموكب الذي كان مؤمناً بقوات الشرطة والأمن المركزي.
* لاحظ أن شركة "شرق الدلتا" تابعة للقطاع العام ولا تتعاقد على رحلات خاصة كما تفعل شركات النقل والسياحة الخاصة!
2- الاستعدادات الأمنية كانت أقل من المعتاد في المباريات عموماً - بما فيها المباريات التي منع فيها دخول جمهور النادي المنافس - وكان أقل بكثير من المنطقي في مباراة مع النادي الأهلي القادم مع جمهوره المحتقن والمتوعّد.
3- محافظ بورسعيد لم يحضر تلك المباراة المهمة. وأحد أبناء المدينة - الذي كان بوده حضور المباراة لولا سفره الاضطراري إلى المنصورة - سمع أميناً للشرطة يقول لسائق السيارة الأجرة "البيجو" التي جمعتهم بأنه ترك خدمته في المباراة لأنه يخشى على حياته ويريد العودة لأبنائه وأنه يعلم أنهم سيقتلون بعضهم البعض.
4- كان هناك تساهل مريب في دخول الجماهير دون إبراز التذكرة ولا تفتيش، وهي سابقة تاريخية في عُرف الملاعب المصرية. كما لم يلتزم أحد بالمدرجات المخصصة له، فجلس جمهور عادي في مدرجات الإعلاميين.
5- انتشر في المباراة ألعاب نارية خطرة لم يعرفها جمهور المصري ولا أهالي بورسعيد، لا من حيث النوعية ولا الكمية. والمهم أنها انتشرت بين صفوف الجمهورين بالتزامن.
6- أجمع كل من وثقت شهاداتهم من شهود العيان ممن لم يفوتوا مباراة للنادي المصري أنهم رأوا وجوهاً غريبة لم يروها في حياتهم بين صفوف المشجعين (لاحظ أن بورسعيد مدينة صغيرة وأن المشجعين يعرفون بعضهم البعض أو على الأقل يألفون وجوه بعضهم)..
ولأول مرة أيضاً يتم إرهاب المشجعين بالسلاح الأبيض - داخل المدرجات - بحجة أنهم لا يشجعون كما ينبغي أن يكون التشجيع، واعتراضاً على لافتة تمني الشفاء لمحمود الخطيب..
7- تم لَحْم بوابة خروج مدرجات مشجعي الأهلي، وفتحت البوابة الغربية المؤدية إلى الملعب من ناحية مدرجات مشجعي المصري، وتدفقت جماهير المصري (بغض النظر عن الدافع: احتفال بالفوز المميز - فرحة أطفال وأحداث بالنجيلا - بلطجية معروفون بالاسم في بورسعيد توجهوا صوب لاعبي الأهلي للاعتداء عليهم - جمهور من المصري حاول منع المعتدين - جمهور من المصري شارك في الاعتداء...)
8- تم إطفاء الأنوار عن عمد - دون انقطاع في الكهرباء - بدليل استمرار أغاني الاحتفال بفوز المصري..
9- تم سماع 4 طلقات نارية فور انتهاء المباراة من داخل الاستاد..
10- توقفت قوات الأمن تتفرج، ورفضت القيادات الأمنية التدخل، بل منع أحدهم (الضابط محمود المر) أحد الجنود الذي حاول التصدي للمعتدين. فضلاً عن طلب عميد في الأمن المركزي من إسلام عز الدين - مدير الموقع الرسمي لجماهير النادي المصري وعضو مؤسس بألتراس مصراوي - أن يشكّل فريقاً من المتطوعين بحماية المدرجات أثناء المباراة وعدم توظيف قوات الأمن في ذلك.
11- حدث تراخي غريب في التعامل مع الأزمة وإنقاذ المصابين ونقل الجثث، بالإضافة إلى التباطؤ في التدخل العسكري لضبط الأمن - كما هو متوقع في مدينة مطلة على قناة السويس.
12- أثناء المظاهرات الاحتجاجية في اليومين التاليين شَهِدْتُ تحريضاً غريباً ممن لا يشاركون بأيديهم في شيء (على سبيل المثال: رجلان أنيقان يقفان يتفرجان على المتظاهرين المتحمسين أمام مديرية الأمن ويحرضان على تحطيمها، وحينما احتد عليهما صديق بورسعيدي يصر على سلمية التظاهر غيّرا الموضوع ثم انسحبا واختفيا تماماً) بالإضافة إلى البلطجي المقبوض عليه يوم الجمعة الذي حاول التحريض من بين صفوف المتظاهرين على تحطيم مبنى المحافظة..
كل هذه الحقائق المرتبطة ببعضها لا ينظمها سوى عقد واحد، وهو الطرف الهلامي الذي لا يستطيع أن يسمّيه أحد، إما خوفاً أو عجزاً عن التحقق..
أحذر لجنة تقصي الحقائق والنيابة العامة وكل من يقرأ هذه التدوينة من الاستعجال في تصديق أن من دفع بالبلطجية فلان أو علان، حتى لو كانوا من أصدقاء جمال مبارك ومن أكثر الفلول إفساداً فما هم - في رأيي - إلا أدوات وكباش فداء، كما هي حال من سيثبت تورطه وتواطؤه من الشرطة العادية.
-----------
المخابرات العامة هي التي رَأَسَها مَنْ صار نائباً لرئيس الجمهورية المخلوع ثم مستشاراً أمنياً لرأس العدو الإقليمي الأول للثورة - النظام السعودي - وهي سابقة تاريخية يجب أن تُكْتب بمداد الخزي في صحائف العار..
المخابرات العامة هي التي يرأسها الآن من كان محافظاً ظالماً فاشلاً لشمال سيناء..
المخابرات العامة هي مأوى فنانو التعذيب في الشرق الأوسط، وفرق الاغتيالات المحترفة، ومخططو الدعاية والرأي العام..
المخابرات العامة هو أكبر جهاز يملك وثائق ومعلومات يتم توظيفها لحسابات شخصية وسياسية ومصلحية، ويتستر على جرائم مالية وجنائية وسياسية لكل الفاسدين..
المخابرات العامة هي كهنوت نظام مبارك الذي عسكره رغم مدنيته المفترضة، ورقّى رئيسه ليصير تابعاً له مباشرة على درجة وزير..
المخابرات العامة هي الغولة التي أقول في وجهها إن عينها الحمراء لا تخيفني..
وهي السلطان الجائر الذي أحتسب نفسي عند الله شهيداً لو قتلوني بسبب كلمة حق في وجوههم
لو كانت المخابرات العامة هيئة علنية تتعامل مع الإعلام والجمهور لأعلنتها أمام الجميع في وجه اللواء مراد موافي وأصحاب الولاء لعمر سليمان أنهم مسؤولون عن أحداث بورسعيد وعن سيناريو الفوضى الهدامة/الخلاقة الذي يراهنون عليه .. لكن طالما كانت أفعالهم معنا غير مباشرة فكلمتي التي أصدح بها عنهم هي أيضاً غير مباشرة - عبر مدونتي المتواضعة وحسابي على فيسبوك ..
المخابرات العامة هي المسؤولة عن افتعال أزمات أنابيب البوتاجاز والوقود - لا سيما في الصعيد ..
المخابرات العامة هي الكلمة التي تعمدت تكرارها في هذه التدوينة كي ترن في أذن قارئها، ويعتاد عليها لسان الثوار ولا يخشون من ترديدها
المخابرات العامة هو جهاز يقتات من ضرائبنا وموارد دولتنا القائمة على أحقيتنا فيها وفي الواجبات التي تلتزم بها من أجلنا في مقابل التخلي عن بعض هذه الحقوق والمستحقات..
المخابرات العامة ليست فوق المساءلة .. ويجب أن يرأسها مدني ..
تسقط تسقط رئاسة العسكر للمخابرات العامة
____________________________
الرجاء ملاحظة عنوان التدوينة .. "المسؤول الأول" .. ولم أقل "الوحيد"
_________________________________
وصيتي
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله الرسول الأمي وعلى آله وصحبه، وشهادة ألا إله إلا الله الواحد الديان، الحق الوكيل، الرحمن الرحيم، الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرماً، واصطفى من البشر أنبياءه، واختار لجيرتهم في فردوسه شهداءه، وأوحى إلى خاتم رسله أن سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله..
فإن هذه وصيتي إليكم لو قدّر الله لي أن يمكّن من رقبتي الظالمين بعد كلمة حق في وجوههم الملطخة بأوزار دماء الشهداء الأبرار، إن لم يكن فعلاً وتدبيراً فتواطؤً وتستراً وسكوتاً بغيضاً عن شهادات حق تأثم بكتمانها القلوب..
أوصيكم أن تذكروا سبب نهايتي، وأن تنشروا كلمتي، وألا تترددوا في توجيه الاتهام لمن يثار حوله الشك كائناً من كان، ثم تكون الإدانة بحكم قاضٍ بعد تحقيق وتقصٍ..
أوصيكم بتكسير كل صنم يهابه الناس حيث يجب الخوف من خالقهم وحده، وتحطيم كل وثن يبجله البشر حين ينبغي أن يكون حب الحق - جلّ وعلا - هو الأحق..
أوصيكم بترديد كل كلمة لم يحرّم دينكم النطق بها، فاجهروا بكلمة "المخابرات العامة" و"المخابرات العسكرية" وأحسنوا اختيار السياق فلا تخرجوا من خطأ الرهبة إلى خطيئة الابتذال..
أوصيكم بثورة الكرامة والحرية .. استكملوها ولا يهنأ بالكم إلا برئيس مدني منتخب ودستور توافقي يحفظ الحقوق ويحمي الحريات ويضبط ميزان العلاقات المدنية العسكرية..
أوصيكم بأمي .. صبّروها وشدّوا على يديها وأروها من أنفسكم ألف ابنٍ خيراً ممن فقدت..
أوصيكم بالمهمشين من أبناء وطنكم، الذين قهرهم الظالمون وقمعهم الأعوان وأهملهم الإعلام..
أوصيكم بأهل الصعيد وأبناء سيناء .. زوروهم وتعرفوا عليهم وادرسوا أحوالهم وتحاوروا معهم لا عنهم، ووفّروا عطفكم عليهم فالجهل بهم هو ما يستحق الشفقة، فقط ردوا إليهم حقوقهم المعنوية ومكّنوهم من خيرات بلادهم..
أوصيكم بالمصريين من أبناء حام، البشارية والعبابدة، الذين كانوا عند نظام الذل أهون من موارد أرضهم، شلاتين وحلايب، فلم يعاملهم كمصريين ولم يعطهم حقوق السودانيين..
أوصيكم بقاطني أعالي مصر، إخوانكم النوبيين الصابرين الصامدين المخلصين..
أوصيكم أن تذكروا وصية نبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم - بالنساء، وأن تفخروا بالمرأة المصرية العظيمة، وأن تنصفوها من ذكوركم وأعرافكم، وأن تردوا لها حقوقها، وأن تكرموا منازلها..
أوصيكم بالمشردين الذين افترشوا الأرض والتحفوا السماء وقت أن تدثرتم بنعم الله ولم تشكروها..
أوصيكم بسكان الصحاري والجبال والأخوار والعشش والأكواخ..
أوصيكم بمن رفعوا أيادي البطش عنكم بعيونهم وصدروهم العارية أمام رصاص المعتدين..
أوصيكم بالمستضعفين والفقراء الذين خيبوا ظنون المتوجسين من ثورة جياع، فتعففوا رغم جوعهم، وأمّنوكم وقت خوفكم، وتحملوا أوزار من سرق أقواتهم ممن لم يوقفهم الطمع عن النهم، ولم يردعهم تدابير الله في السنن..
أوصيكم بمهنة الحقيقة التي خالطها الزيف والتضليل، والعوار والاختزال، طهروها من الدَخَل وأزيلوا عنها غشاوتها بتفكيك مركزيتها، واذهبوا بها إلى الأطراف والأعماق..
أوصيكم بجهدي البحثي المتواضع أن تقرأوه وتنقدوه وتبنوا عليه .. أوصيكم بالتحرر من "النماذج"، الأمريكي منها والأوروبي والتركي .. اصنعوا نموذجنا المصري وطوروه وافخروا به .. ميّزوه بإنسانه وإنسانيته وأزهره وكنائسه المتنوعة .. وأثروا روافده بالثقافات المصرية المتعددة لغة وعرقاً وأرضاً وعُرفاً ..
أوصيكم بمصر .. ففي نهضتها الإنسانية صلاح للأمة وعمار للبشرية.
وأخيراً أوصيكم بالتزام السنن الشرعية في تغسيلي وتكفيني - لو لم يرَ العلماء معاملة جثماني كشهداء القتال - وكذلك في تشييعي والصلاة عليّ والحداد، وألا تبخلوا عليّ بعلم مصر تجعلونه وسادة تحت رأسي.
وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
وده لينك المدونة:
http://ismailalex.blogspot.com/2012/02/blog-post_1896.html?utm_source=tw...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.