كلمات كانت تصب في أذني.. من المدرسة ..البيت.. التلفاز.. لا تحبي أحدًا.. ولا تعجبي بأحد.. ولا تسمحي لأحد أن يقترب منك.. سياتي يوم تكونين فيه ملكة.. سيأتي شخص يحبك أنت.. يريدك أن.. يتقدم إليك أنت.. وينتظر الموافقة بفارغ الصبر.. إنك ملكة. تلك الكلمات كانت تنمو بداخلي.. أريد أن أكون ملكة.. لا أحب أن يستهين بي أحد.. بدأت أبتعد عن كل من يحاول التقرب إليّ.. وإذا شعرت أن بداخلي شيئا ينمو لشخص ما.. أقطفه من داخلي.. فسيأتي اليوم الذي سأكون فيه ملكة. اليوم أمي تتحدث معي.. • فيه واحد متقدم لك.. البسي كويس عشان هنخرج. • هو مين؟؟ أنا أعرفه؟؟ • لا.. ركزي.. إنتي هتروحي عشان يشوفك.. هو مايعرفكيش.. وإنتى ماتعرفوش ((صوت يكاد يكون صراخًا)) • حاضر. أنظر إلى المرآة، أتزيّن.. وأردد ((إنتي ملكة)). هو مايعرفكيش صحيح، بس أكيد.. اختارك أنتِ.. ثم هبطت دمعة من عيني.. أكدت لي كذب كلماتي وذكرتني بعرش وهمي رسمته لنفسي! ترتيبات كثيرة.. لا أشعر بالفرح اقتربنا من طاولة كان تجلس عليها امرأة عجوز وشاب.. نظراتهم تتركز على وجهي، وتتخلل جسدي، شعرت بأني أريد أن آخذ شيئا، واختفى فيه حتى أستر بيه نفسي.. لم يتكلموا معي.. فقط ينظرون إليَّ ويتكلمون مع والدي. وأخيرا عدت إلى البيت، أردت البكاء.. فبكيت.. أنا لست ملكة..اليوم كنت بضاعة تتم معاينتها.. أنا لم أختر.. هو من يختار.. هو الشاري ..هو المالك.. أشعر بشيء غريب داخلي.. لا يتم ترجمته سوى (أنا لست ملكة) نشرت بمجلة كلمتنا شهر 7 / 2010