زلزال سياسي في هولندا| خلاف حول إسرائيل يطيح بالائتلاف الحاكم    تشيلسي يدك شباك وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي    بعد إعلان المجاعة.. الهلال الأحمر الفلسطيني: لم نعد نتوقع شيئا من المجتمع الدولي    الجرام يسجل أقل من 3900 جنيها.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    كأس السوبر السعودي.. هونج كونج ترغب في استضافة النسخة المقبلة    استخراج القيد العائلي 2025 أون لاين.. الخطوات والشروط والأوراق المطلوبة    محمد النمكي: الطرق والغاز جعلت العبور مدينة صناعية جاذبة للاستثمار| فيديو    أهداف إنشاء صندوق دعم العمالة غير المنتظمة بقانون العمل الجديد    عصابات الإتجار بالبشر| كشافون لاستدراج الضحايا واحتجازهم بشقق سكنية    بورسعيد.. أجمل شاطئ وأرخص مصيف| كيف كانت الحياة في المدينة الباسلة عام 1960؟    «مياه الأقصر» تسيطر على بقعة زيت فى مياه النيل دون تأثر المواطنين أو إنقطاع الخدمة    شريف حافظ: الحب هو المعنى في حد ذاته ولا يقبل التفسير... والنجاح مسؤولية يجب أن أكون مستعدًا لها    نوال الزغبي: ضحيت بالفن من أجل حماية أولادي بعد الطلاق    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    أبطال فيلم "وتر واحد" يشاركون ويجز تألقه على مسرح العلمين    «الشمس هتغيب قبل المغرب».. كسوف الشمس الكلي يظهر في سماء 9 دول بهذا التوقيت    تنسيق دبلوم التجارة 2025.. قائمة الكليات والمعاهد المتاحة لطلاب 3 سنوات «رابط وموعد التسجيل»    عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل.. وهذه أسباب تفضيل البعض للخاصة    سهير جودة عن شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب: «انفصال وعودة مزمنة.. متى تعود إلينا؟»    فيفي عبده تعلن وفاة الراقصة المعتزلة سهير مجدي    «الأستانلس أم التيفال»: هل نوع حلة الطبخ يغير طعم أكلك؟    طريقة عمل الملبن الأحمر في المنزل ل المولد النبوي (خطوة بخطوة)    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه بحماس    أطعمة تسبب الصداع النصفي لدى النساء ونصائح للسيطرة عليه    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    الإنتاج الحربي يستهل مشواره بالفوز على راية الرياضي في دوري المحترفين    التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    وزير الخارجية الأردني: على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة والسماح بإيصال المساعدات    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    أول تعليق من النني بعد فوز الجزيرة على الشارقة بالدوري الإماراتي    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    مراسل من دير البلح: المنطقة باتت مستباحة بالكامل تحت نيران الاحتلال    3 أبراج على موعد مع التفاؤل اليوم: عالم جديد يفتح الباب أمامهم ويتلقون أخبارا مشجعة    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    رياضة ½ الليل| إيقاف تدريبات الزمالك.. كشف منشطات بالدوري.. تعديلات بالمباريات.. وتألق الفراعنة بالإمارات    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    المنوفية تقدم أكثر من 2.6 مليون خدمة طبية ضمن حملة 100 يوم صحة    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 23 أغسطس 2025    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    مقتل عنصر من الأمن السورى فى هجوم انتحارى نفذه "داعش" بدير الزور    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    ثورة جديدة بتطوير المناهج «2»    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قيادى بالجماعة الاسلامية لو عاد بى العمر لمنعت اغتيال السادات
نشر في كلمتنا يوم 07 - 10 - 2011

ناجح إبراهيم اكتسب شهرته داخل الحركة الإسلامية كواحد من مؤسسي الجماعة الإسلامية التي دخلت في صدام عنيف ومسلح مع النظام السابق لسنوات طويلة وكان ممن اتهموا
باغتيال الرئيس الأسبق السادات، وقضي علي إثرها خمس وعشرين سنة في السجن.. كما أنه قاد حركة المراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية والتي لاقت قبولاً واسعاً داخل أوساط المجتمع المصري.. ومازال د. ناجح يقود حركة تصحيح وتجديد داخل البنية الفكرية للحركة الإسلامية.. وهو الأمر الذي عرضه لهجوم كثيرين عليه.. لذا كان لنا معه هذا اللقاء.
لماذا اتجهت مؤخراً إلي إعلان عدم خوضك الحياة الحزبية أو ترشحك لأي منصب سياسي؟
- هذه قناعتي التي خلصت إليها بعد هذه التجربة الطويلة، فقيمة المرء فيما يحسنه.. وأنا قيمتي كمفكر وداعية أظن أنها ستعود بفائدة أعظم علي المجتمع وعلي عموم المسلمين، فالحياة الحزبية سمتها التنافس والذي يقود بلا شك إلي نوع من البغضاء والتشاحن بدرجة ما.. وهذا لا يتناسب مع مهمتي كداعية وكمفكر أحتاج إلي تجميع القلوب والعقول حول ما أطرحه.. وقد كتبت 25 كتاباً في المعتقل طبع منها عشرة كتب.. وكتبت كتابين بعد خروجي أحدهما سينشره مركز الأهرام للترجمة والنشر قريباً إن شاء الله.. وهذا أفضل عندي من كل المناصب.
هل هذه القناعة تولدت لديك عقب تجربتك الطويلة كقيادة بارزة في الجماعة الإسلامية انتهت بتجميد نشاطك الإداري داخل الجماعة الإسلامية وتفرغك للدعوة رغم إعادة انتخابك في مجلس الشوري؟
- نعم نسبة كبيرة.. ومن ناحية أخري فاستقرائي لواقع كبار المفكرين والعلماء في مصر جعلني أتمسك بهذا القرار.. فهؤلاء الكبار أمثال د. محمد عمارة ود. سليم العوا ود. يوسف القرضاوي ومن قبلهم الشيخ الغزالي وغيرهم لم يصلوا إلي ما وصلوا إليه من طرح جريء ورؤي متقدمة إلا بعد تحررهم من الثقل التنظيمي الذي كان يكبل أقدامهم عن المضي قدماً، في طريق التجديد.
ولكن المتوقع أن العمل التنظيمي غالباً ما يدفع مفكريه نحو مزيد من الإبداع والتجديد؟
- غير صحيح، فالقاعدة الجماهيرية لأي تنظيم غالباً ما تشكل عبئاً، علي المفكر والمبدع، لأن عمله الأساسي يكمن في التفكير في المستقبل برؤي جديدة ومحاولة استكشاف المناطق المجهولة التي ربما غيبت علي كثيرين، وكل هذا في حد ذاته لن يقبل بسهولة من قاعدة جماهيرية تتفاوت من حيث الثقافة والعلم والفهم والإدراك، لذا فإن المفكر الذي يتحرر من القيود التنظيمية يتمكن من تطوير أفكاره بعيداً، عن أي ضغوط، والتي غالباً ما تقابل بثورة، ثم عندما تهدأ الأمور يكتشف كثيرون أن رأيه واجتهاده مفيداً في وقته، أو حتي في المستقبل القريب.
هل تري أن مراجعاتك الفكرية كانت بمثابة الصدمة مما أدي إلي ثورة البعض ضدك؟
- كان لابد من هذه الصدمة لإعادة وضع عربة الجماعة الإسلامية علي الطريق الصحيح من جديد، لأن الأفكار القديمة أحدثت آثاراً كارثية علي الجماعة وعلي أجيال عدة، ضاع عمرها وجهدها بسبب السجون والاعتقالات، لأن تلك الأفكار قادت الجماعة إلي العنف والصدام.
ولكن البعض يري أن عنف النظام السابق كان السبب الرئيسي وراء موجة العنف التي شهدتها مصر في التسعينيات من القرن الماضي؟
- عنف النظام السابق كان أحد أسباب موجة العنف وليس كل الأسباب إذ لعبت المنظومة الفكرية القديمة دوراً بالغ الخطورة في التأسيس لموجة العنف التي أشرت إليها.
ولو لم توجد تلك المنظومة ما رفع الشباب السلاح وحاربوا النظام السابق وكانوا سيصبرون كما صبر الإخوان والسلفيون وغيرهم علي ممارسات النظام القمعية ضدهم.
ولكن الفكر له خطورة بالغة، إذ إنه يتحول إلي عمل وممارسة في أي وقت متي توفرت له الظروف المناسبة.
ولكننا من جهة أخري قرأنا تصريحات منشورة في الصحف لبعض قيادات الجماعة الإسلامية بأن كتب المراجعات الأربعة التي صدرت مبكراً تمثل محل اتفاق بين المنتمين للجماعة الإسلامية أما ما كتب بعد ذلك فهو وجهة نظركم الشخصية؟
- الذي يصرح بهذا الكلام الآن لماذا لم يقله قبل ذلك؟ فهذه التصريحات لها خطورتها التي قد لا يعرفها ولا يدركها من يرددها، فالكتب الأربعة الأولي لم تعالج الإشكاليات الفكرية المهمة كفكرة قتال الجيش والشرطة استناداً لقراءة مغلوطة لفتوي قديمة لشيخ الإسلام ابن تيمية. ولم تتطرق لمبدأ حتمية المواجهة وهو مبدأ متأثر بفكرة الحتميات «الماركسية» وعلي أساسه تم التأصيل لوجوب مواجهة الأنظمة الحاكمة الظالمة مواجهة مسلحة دون النظر إلي الخيارات الأخري التي أتاحتها لنا الشريعة.
ولم تتطرق لمسألة تكفير الحاكم.. وهي عمود أساسي في الفكر الخاطئ، إلي غير ذلك من الأفكار التي حرصت علي معالجتها في كتبي اللاحقة للكتب الأربعة الأولي.
فمن يأتي اليوم ويقول إنها لا تمثل إلا فكري فإنه يقول وبكل صراحة نحن مازلنا علي فكرنا القديم.. وهذا أمر لا يرضاه أبناء الجماعة الإسلامية أنفسهم الذين باتوا يتمتعون بعقلية متفتحة وفكر راشد.. ولن يقبله المجتمع، فضلاً عن أي نظام حاكم قادم حتي ولو كان إسلامياً، فأرجو ممن صرح بهذا أن يراجع نفسه ولا يورط الجماعة الإسلامية في إشكاليات كبيرة قد تكون تعبر عن فكره .. وليس الجماعة بالضرورة.
ماذا تعلمت من تجربة المعتقل؟
- تعلمت الرضا بالمتاح من الخير والبناء عليه.. وأن الدعوة خير من الدولة، وأن الدعوة قد تأتي بالدولة، ولكن الدولة قد لا تأتي بالدعوة، وأن الدعوة أعظم شرفاً من الدولة. وأن الدعوة وهداية الخلائق هي الغرض والغاية، أما الدولة فهي وسيلة، والنظر إلي حسنات الناس قبل أخطائهم، وأن تفريج كربات الناس أعظم من نوافل الطاعات.. وأن علي الحركة الإسلامية أن تفرق بينها وبين الإسلام المعصوم.. وذلك في مصلحتها ومصلحة الإسلام نفسه، وعليها ألا تستفزها التوافه، لأن ذلك كان سبباً في ضررها باستمرار وأن تحرص علي كسب الأصدقاء وأن تتوقف عن صنع الأعداء، وشيطنة من يخالفها من غير الإسلاميين، وتعلم أن هذا ليس زمن الاستعلاء والنشوة ولكنه زمن الانكسار لله والتواضع لخلقه جميعاً.
البعض خرج مؤخراً يهاجمكم باتهامات شديدة فلماذا تستهدف دون غيرك في الغالب بالهجوم؟
- والأغلب لست وحدي.. ولكن دائماً ما ينضم إلي الشيخ كرم زهدي، وسر الهجوم علينا دون غيرنا هو أننا أدرنا ملف المراجعات والمبادرة بكل شجاعة وبسالة، وكنا نضع أمامنا هدفين أساسيين:
الأول: إخراج الآلاف من السجون وإنهاء مأساتهم ومأساة أسرهم.
والثاني: تصحيح الفكر المغلوط الذي أدي إلي هذه المحنة.
فمن الطبيعي أن يهاجمنا كثير ممن كانوا يتمنون استمرار نزيف الدماء اليومي نظراً لاستفادتهم المادية والإعلامية من فترة الصدام، ومما يحزنني أن بعضاً من هؤلاء من داخل الحركة الإسلامية وكانوا يمتطون صهوة البطولات علي حساب دماء أبناء الجماعة الإسلامية وآلام أسرهم.
ولكن الاتهام الرئيسي هنا هو الإدارة السيئة لملف المبادرة وتقديم الجماعة الإسلامية لتنازلات مهينة للنظام السابق؟
- هذه صوة ذهنية خاطئة بثها البعض في وعي أبناء الجماعة الإسلامية والمتابعين للشأن الإسلامي.. فأين هذه التنازلات التي يتحدثون عنها؟ وهل اعترفنا مثلاً بنظام مبارك؟ هل انضممنا مثلاً للحزب الوطني؟ هذه التنازلات التي يشير إليها البعض تكمن في شيئين قمنا بهما دون تردد الأول: وقف العمليات العسكرية وحل الجناح العسكري، والثاني: المراجعات الفكرية الشجاعة والرائدة، فالبعض كان يريد منا أن نراوغ ونضحك علي الدولة فنكتفي بوقف العمليات دون معالجة أسبابها ونظل محتفظين بطبيعتنا الثورية أمام القاعدة العريضة من أبناء الجماعة.. ولكننا رفضنا هذا الأسلوب تماماً، فالحق أولي عندنا من «الجاه».. وكان لابد من إيقاف نزيف الدماء ومعالجة أسبابه بدون «لف» أو «دوران»، وشهادة أقولها اليوم للتاريخ: لو أدار ملف المبادرة شخص غير كرم زهدي لفشلت ولتأخر خروج أبناء الجماعة الإسلامية إلي ما بعد الثورة.
ولكنها قد تكون شهادة مجروحة لأن دفاعك عنه هو دفاع عن شخصك في المقام الأول لأنكما ارتبطما سوياً في إدارة هذا الملف؟
- ما أقوله يمكن الاستيثاق من غيري.. فلا أقول إلا الحقيقة لله ثم للتاريخ، فكرم زهدي كان واضحاً صريحاً لم يراوغ، وما كان يقوله مع الأجهزة الأمنية كان يقوله من خلفها.. وكان ملتزماً بتعهداته ولو علي رقبته بخلاف بعض من كانت لهم أكثر من لغة ومن رأي حسب الموقف وحسب المتلقي، وكان البعض يوافق في الغرف المغلقة علي أشياء ثم يرفضها في حواراته الخاصة مع أبناء الجماعة الإسلامية.
حديثك المتكرر عن «البعض» يعطي انطباعاً بوجود انشقاقات وخلافات داخل الجماعة الإسلامية منذ وقت مبكر وليس بعد الثورة كما تخيل البعض؟
- الخلافات كانت موجودة تبعاً لاختلاف وجهات النظر وتباين الآراء وكان يمكن أن تستمر في إطارها الصحي لو أنها كانت عامل دفع للجماعة في مسارها الجديد، وهذا شيء طبيعي ولكن البعض حولها إلي معركة كبري ولم يجرؤ علي البوح بالحقائق كاملة.
صرحتم قبل ذلك بأن اغتيال السادات كان خطأ كبيراً ثم قرأنا تصريحات منسوبة الي بعض قادة الجماعة تبرر لحادث الاغتيال علي اعتبار أن جميع منافذ الحرية كانت مسدودة آنذاك، فهل راجعت قولك السابق، أم مازلت مصراً عليه؟
- اغتيال السادات كان خطأ عظيماً أقدمت عليه الجماعة الإسلامية وكلفها الكثير وكلف الشعب المصري الكثير أيضاً، فقد أتي لهم بمبارك الذي سام المجتمع كله سوء العذاب علي مدار ثلاثين عاماً، واغتيال السادات لم يكن له ما يبرره من شرع أو دين، فضلاً عن المفاسد العظيمة التي ترتبت علي اغتياله، لذا لو رجع بي العمر ثانية لمنعت اغتياله بكل قوتي.
ما رأيك في الرئيس السادات بعد كل هذه السنوات الطوال.. مميزاته وعيوبه؟
- حسنات السادات أكثر بكثير من أخطائه، نعم كانت له هنات وأخطاء.. ولكن حسنة نصر أكتوبر وتحرير الأرض والإفراج عن المعتقلين في بداية حكمه.. وحرية الدعوة وإلغاء الطوارئ ومنع التعذيب هذه الحسنات تغفر جبالاً من الأخطاء.. فالحسنة العظيمة تكفر أي سيئة حتي لو كانت كبيرة، وأكبر خطأ وقع فيه السادات هو التحفظ.. وقد اعتقل فيه كل أطياف المجتمع المصري السياسية والدينية لأول مرة في تاريخ مصر.. وكل هذا جعل الجميع يتحول ضده، كما أن بعض اليساريين والناصريين حرقوا الأرض تحت أقدام السادات وحولوا حسناته إلي سيئات، وحولوا نصر أكتوبر العظيم إلي هزيمة تحت دعوي أنها هزيمة سياسية.. كما حولوا من قبل هزيمة يونيو إلي انتصار، وقد اجتذبت حملات اليساريين غير المنصفة ضد السادات معظم الإسلاميين وبعض خطباء الأزهر والأوقاف الذين ركبوا موجتها ونسوا أن السادات هو الذي أعطاهم الحرية وأعطي الدعوة الإسلامية قبلة الحياة.
قولك بأن اغتيال السادات لم يكن له ما يبرره من شرع أو دين متناقض مع فتوي منسوبة للدكتور عمر عبدالرحمن تبيح قتل السادات.
د. عمر عبدالرحمن لم يفت بشيء ولم يبح قتل السادات هذه فرية عظيمة والرجل منها بريء، وأقول لكل من يحاول إقحام اسم الرجل في تلك القضية: اتق الله ودع الرجل ومحنته، وأنا شاهد علي تلك المرحلة والدكتور عمر كان ينهي عن العنف واستعمال السلاح ووقت اغتيال السادات كان هارباً.. نظراً لأنه كان مطلوباً لأجهزة الأمن علي خلفية قرار التحفظ الشهير.
ماذا تفعل إزاء الهجوم الذي يشنه البعض عليك بين الحين والآخر ولعل آخره ما حدث علي شاشة إحدي القنوات الفضائية من اتهامات قد تدخل تحت طائلة القانون؟
- هذه الأمور اعتبرتها ابتلاء من الله تعالي وأفوض فيها أمري إلي الله مع احتفاظي بحقي في مقاضاة أصحاب هذه الاتهامات، وهي في النهاية ضريبة علي أن أدفعها طالما أنني مهتم بالفكر وتصويبه.
اتجه الشيخ كرم زهدي إلي تأسيس حزب خاص به.. ما الأسباب الكامنة وراء إقدامه علي هذه الخطوة؟
- الشيخ كرم زهدي طاقة كبيرة وقائد محترم ومسألة تأسيس حزب في ذهنه منذ أن قدم استقالته من قيادة الجماعة الإسلامية.. وطيلة الشهور الماضية كان في مرحلة إعداد لحزبه الجديد.. وأرجو أن يوفقه الله للخير.. ويوفق أيضاً حزب البناء والتنمية.. وكل الأحزاب الإسلامية للخير.
ولماذا لم تنضم إلي هذا الحزب؟
- مسألة العمل الحزبي أخذت فيها قراراً بعدم المشاركة من فترة كبيرة وآثرت التفرغ للفكر والكتابة والدعوة فهذا يتماشي مع شخصيتي التي تذوب عشقاً في الدعوة وضروبها.. ولكن إذا طلب مني أي حزب إسلامي نصيحة أو عون من خارجه فأنا تحت أمره.
ولكن البعض اعتبر قرار الشيخ كرم بإنشاء حزب جديد تفتيتا لحزب البناء والتنمية المنبثق عن الجماعة الإسلامية؟
- الشيخ كرم زهدي، رجل يمتلك خبرة كبيرة، ومن الغبن أن نطالبه بأن يجلس في بيته بلا عمل أو مهمة يؤديها لصالح وطنه في وقت فتح فيه هذا المجال أمام الجميع.. فمن حقه أن يؤسس حزباً كما يريد.. وهو لم يكن عضواً في البناء والتنمية حتي يتهم بتفتيته الآن.. فالساحة مفتوحة للجميع كي يتنافس في خدمة المجتمع.. وفي النهاية المواطن هو الحكم.
وهل يمكن أن يكون لحركة إسلامية واحدة حزبان أو أكثر؟
- معظم قادة الجماعة لا يقبلون الآن بالتعددية السياسية أو الحزبية داخل الجماعة.. ومعظم الحركات الإسلامية الآن تحذو نفس الحذو.. وهذا رأيهم وحقهم، ولعلهم بعد سنوات طويلة يدركون أن التعددية السياسية حتي داخل الجماعة الواحدة قد تكون مفيدة من نواح كما هو ضارة من نواح أخري، والشيخ كرم حسم هذا الأمر بأن حزبه لا يمثل الجماعة الإسلامية وأن معظم أفراده سيكونون من عوام المسلمين الذين يحبون الإسلام ويلتزمون بالتدين الوسطي المصري البسيط والعميق في الوقت نفسه، وقد ذكر ذلك حتي يطمئن قادة الجماعة الإسلامية الذين يرون أن حزب البناء هو الحزب الوحيد الممثل للجماعة الإسلامية.. ولكي يعلمهم أنه لن يدخل في منافسة معهم أو مع أحد علي شيء.
كيف تنظر إلي رفض لجنة الأحزاب منح الترخيص لحزب البناء والتنمية المنبثق عن الجماعة الإسلامية؟
- رفض لجنة الأحزاب حزب البناء خطأ كبير وإقصاء لا داعي منه، ولكنه ليس حرباً علي الإسلام.. بدليل أن اللجنة ذاتها وافقت من قبل علي كثير من الأحزاب الإسلامية الأخري.. لأنها صاغت برامجها بطريقة سياسية مناسبة لمهمة الأحزاب في الوقت الحالي.
وما رأيك في الطريقة المثلي لإدارة أزمة حزب البناء والتنمية؟
- يجب أن تدار هذه الأزمة إدارة سياسية بحتة.. وعدم تصوير البعض لهذا الرفض علي أنه «حرب» علي الإسلام والشريعة.. لأن هذا الخلط سيضر الممارسة السياسية للحركة الإسلامية.. إن لم تستدرك نفسها وتصحح ممارستها السياسية.
وطالما أننا رضينا بالانغماس في العملية السياسية فعلينا أن نرضي بقواعدها، وعليه فنحن في انتظار حكم الإدارية العليا، الذي من المتوقع أن يصدر لصالح الترخيص للحزب، وإن كانت الأخري فيجب علي المؤسسين للحزب أن يسارعوا بتعديل البرنامج بصياغات جديدة ومقبولة والتقدم للترخيص بحزب جديد، وهذه هي المرونة السياسية المطلوب التعود عليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.