"حرية .....حرية ....حرية" كلمات كانت تخرج من بين شفتاي كالرصاصة التي تخرج من فم السلاح. صوت يكاد أن يفجر أذناي ,صوت آتي من حولي,صوت صادر من هؤلاء. يمشون إلى الأمام بإتجاه مضرعات يحملوها أصحاب الزي الأسود , رافعون أيديهم مطالبون برفع الإستبداد وبمحي الدكتاتورية, مطالبون بأستعادة وطنهم. رجال وسيدات , أطفال وشباب يهتفون بالسلام , يهتفون من أجل الحرية . دموع تملئ أعينهم ..دموع أحتتجزت لسنوات وحان الوقت كي تسقط على وجههم و إبتسامة تعبر عن أمل , تنتظر فجر جديد وضحكة طفل ممسك بعلمه , يشعر بشئ يجهل معناه وصرخة أم تحمل كل مفاهيم الآلم وخطوة رجل تجسد ملامح الابطال . يتقدمون في صفوف منظمة نحو عناصر تبدو بشرية , يمشون في هدوء الأذكياء , يناجون مناجاة الأبرياء , يتحركون في ثبات وكبرياء مطالبون بالعدالة ,يتحركون نحو أهداف شرعية . وإذا بعناصر الجهة المقبلة تتحرك بسرعة في إتجاههم و تتحول من عناصر كانت تبدو بشرية إلى عناصر آلية ممسكة بشيئا من حديد تضرب به كل من تراهه أمامها. في هذه اللحظة بدأت في الركد إلى الوراء هاربة من هذه العناصر وأخذ الكل أيضا يجري وتفككت كل الصفوف ومازال أصحاب الزي الأسود يتحركون في قوة نحونا وفجاءة أختفوا وبقى هؤلاء .....يحاولون إعادة صفوفهم لإستكمال تقدمهم , يرجعون إلى وسط الشارع محاولة منهم في إستكمال حركتهم إلى الأمام و إذا بسيارة ضخمة الحجم , زيتية اللون تفاجئهم من الأمام , تتحرك سريعا نحوهم تريد أن ترمي بهم تحت عجلاتها وهم في حالة من الذهول يحاولون الفرار وهاهى تحقق ماأرادته ويسقط هؤلاء تحت عجلاتها صامتون بلا حركة . قتلتهم في جزء من الثانية لكن سيظل عقلي يذكرهم على مر السنين وسيسألوني أبنائي من هؤلاء سأقول لهم :”هؤلاء الشهداء ..هؤلاء شهداء الحرية "