بجلباب بلدى وقف العريس منتظرًا عروسه أمام منزلها وسط أصدقائه الذين تعالت أصواتهم بأغانى يعرفها جيداً من تربى على ضفاف النيل، مع وقع دقات الطبل البلدى خرجت العروس بفستان بسيط لتبدأ مع العريس زفة الحنطور الذى تشتهر بها أفراح "الأقصر"، التى مازالت تحمل رائحة خاصة، وطقوس فريدة من نوعها تختلف عن طقوس الأفراح التقليدية بباقى محافظات مصر. "مسجد سيدى أبو الحجاج" هو أشهر المعالم التى اعتاد أهالى الأقصر على تخليدها عاماً بعد عاما، يتبارك به العروسان حتى فى حفل الخطبة التى تبدأ بزيارة سريعة لمقام "سيدى أبو الحجاج" الذى تكاثرت حوله الشائعات بمباركة الزواج والأطفال. من أمام المسجد تحدث "اليوم السابع" للعريس الذى انشغل بترديد الأغانى ومتابعة الرقص النوبى قائلاً، "إحنا بنتبارك بالمسجد ودى عادتنا عن جدودنا من 850 سنة"، يلتفت لتحية أحد أصدقائه، ثم يبدأ الحفل أمام المسجد بالطبل البلدى والمزمار والعصا "الصعيدى" وصولا إلى "زفة الحنطور" والرقص بالعجل، فهما من أهم ما يميز أفراح الأقصر التى مازالت متمسكة بعادات وتقاليد الجدود.