تفتح صلاة البشارة التى سيتلوها بنديكتوس السادس عشر غدا الأحد، فى ساحة القديس بطرس أسبوعا تاريخيا فى الفاتيكان مع أول استقالة طوعية لبابا منذ 700 سنة. ومن المتوقع أن يشارك عشرات آلاف المصلين فى الاحتفال، لكن من المنتظر تدفق أعداد غفيرة الأربعاء لحضور آخر لقاء عام لبنديكتوس السادس عشر يعقد فى فناء الكاتدرائية. وفى اليوم الأخير من حبريته الخميس، سيلتقى البابا الكرادلة، ثم ينتقل على متن مروحية فى الساعة 16,00 ت غ إلى المقر البابوى الصيفى فى كاستل جوندولفو، جنوبروما، حيث سيودع للمرة الأخيرة المؤمنين والسلطات المحلية. وبعد ثلاث ساعات، "فى نهاية يوم عمله العادي"، يصبح بابا سابقا وستبدأ الفترة المسماة "الكرسى الشاغر". وسادت الأيام الأخيرة من حبريته تكهنات حول دوافع استقالته وجدل حول مشاركة بعض الكرادلة فى المجمع الذى سينتخب خلفا له. وتقوم هيئات تمثل ضحايا التحرشات الجنسية بالأطفال التى قام بها رجال دين، بحملة احتجاج على مجىء الكرادلة روجيه ماهونى (لوس أنجلوس) وشون برادى (أيرلندا) وجدفريد دانيلز (بلجيكا) إلى روما، آخذة عليهم التستر على الجرائم الجنسية التى ارتكبها كهنة أو رجال دين فى أبرشياتهم. ورددت وسائل الإعلام الايطالية أيضا صدى الدسائس التى دفعت بنديكتوس السادس عشر (85 عاما) إلى الاستقالة، بغض النظر عن سنه وضعف قواه الجسدية. وقالت صحيفة ريبوبليكا اليومية ومجلة بانوراما الأسبوعية أن التحقيق الذى قامت به بسرية تامة لجنة من ثلاثة كرادلة بعد تفجر فضيحة فاتيليكس، كشف وجود "مجموعة ذات توجهات جنسية" فى الإدارة الفاتيكانية تعرضت للابتزاز فى فضيحة يمتزج فيها الجنس والمال والطموحات الوظيفية. ورد الفاتيكان بالقول إن هذه المعلومات "تكهنات وتخيلات" و"أكاذيب".وعاد ونفى اليوم السبت أن يكون البابا بنديكتوس السادس عشر قرر الاستقالة بسبب وجود "لوبى لمثليى الجنس" فى أعلى هرم الكنيسة الكاثوليكية. وقال البابا إنه يريد العيش "بعيدا عن العالم" أولا فى كاستل جوندولفو، على أن ينتقل ابتداء من أواخر ابريل-مطلع مايو إلى دير هادئ جميل ضمن أسوار الفاتيكان. واعتبر بعض مسئولى الكنيسة استقالته خطوة ثورية وتجديدا، لكن البعض الآخر اعتبرها "خروجا على التقليد المقدس". والبابا الآخر الوحيد الذى استقال من تلقاء نفسه هو سيلستين الخامس الذى كان راهبا ناسكا تخلى عن مهامه بعد خمسة أشهر من انتخابه فى 1294، على أثر تدهور صحته واستيائه من المؤامرات فى روما. وبعد انتخاب خلف لبنديكتوس السادس عشر فى المجمع الذى سيدعى إلى المشاركة فيه 117 كاردينالا ناخبا (تقل أعمارهم عن 80 عاما)، ستبدأ مرحلة تعايش غير مسبوقة بين البابوين. وحتى لو أن الالمانى يوزف راتسينجر المعروف بتكتمه سينأى بنفسه وينصرف إلى "الصلاة والكتابة"، فقد يربك حضوره البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية (1,2 مليار شخص). وابتداء من الأول من مارس، سيعقد الكرادلة "مجامع" لتحديد أولويات كنيسة تواجه تراجع الدعوات وتحديات العالم الحديث (زواج المثليين ومكانة المرأة فى الكنيسة واحتجاجات متنوعة)، ثم يبدأ اختيار المرشحين للبابوية. وسيحددون أيضا موعد المجمع الانتخابى -قبل 15 مارس على الأرجح- على أن يختلوا خلاله يوميا فى كنيسة سيستينا للتصويت حتى التوصل إلى اسم يحظى بأكثرية الثلثين. وقد يعمد عدد من الكرادلة ومنهم الإندونيسى يوليوس ريادى درماتمجا (78 عاما) إلى إعلان انسحابه لأسباب صحية. وخلافا للعام 2005 عندما كان الكاردينال راتسينجر الذراع اليمنى للبابا يوحنا بولس الثانى، الأوفر حظا، لم يكشف أى كاردينال عن رغبته فى الترشح، حتى لو أن الأسماء المطروحة هى أسماء الكاردينال الكندى مارك أوليه والبرازيلى اوديلو شيرر والفيليبينى لويس تاجل والإيطالى أنجيلو سكولا. ولدى اختيار الرئيس الجديد للكنيسة الكاثوليكية، سيرتفع دخان أبيض فوق الفاتيكان ثم يأتى البابا الجديد إلى الشرفة المطلة على ساحة القديس بطرس بعد تلاوة الصيغة المكتوبة باللغة اللاتينية "هابيموس بابام" (لدينا بابا).