انطلقت مظاهرات في بعض المدن الأردنية بالأمس عقب صلاة الجمعة، وقد ضمت أطيافا سياسة وشعبية وشبابية مطالبين بالإسراع في عملية الإصلاح ومحاربة الفساد . ففي عمان انطلقت مسيرة من أمام مسجد الحسيني نظمتها ائتلافات شبابية، وقد طالب المتظاهرون بسرعة اتخاذ إجراءات ملموسة لمحاربة الفساد، كما طالبوا بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان . وفي الكرك شارك جمع من منتسبي الحراك الشبابي والشعبي عند دوار صلاح الدين الأيوبي بوسط المدينة، وتمحورت المطالب حول طرد السفير الإسرائيلي، ورفض فكرة الوطن البديل والتأكيد على حق العودة، كما هاجموا رموز الفساد –على حد وصفهم – وطالبوا بمحاسبتهم، وأكدوا على ضرورة إقالة الحكومة ومجلس النواب إذ أنها لا تمثل المواطن الأردني وقد ردد المتظاهرون شعارات منها "مكتوب على المسدس العودة حق مقدس"، "ومن الكرك الثورية فلسطين عربية"، "يا نواب التنفيعات الشعب مصدر السلطات". وأكد المشاركون بأن الحراك الشعبي لم يكن ترفا ولا انتهازية أو بتوجيه داخلي ولا خارجي، إنما هو وليد المعاناة والشعور بالظلم ونقص الكرامة، معتبرين التعديلات الدستورية الأخيرة قد شوهت الدستور أكثر مما أصلحته. وفي إربد جدد المئات رفضهم للتعديلات الدستورية الأخيرة باعتبار أنها لا تلبي أدنى طموحات المواطن، منادين بإصلاح حقيقي وحكومة منتخبة، كما طالب المحتجون بإسقاط معاهدة وادي عربة وعدم الإبقاء على السفارات الإسرائيلية في الأراضي العربية، وأكد بعض النشطاء على ضرورة إدخال إصلاحات في كافة قطاعات التعليم وبالأخص الجامعي، إذ أن الجامعات الأردنية قد أصبحت مرتعا للفساد. وانطلقت المسيرات من أمام مسجد إربد الكبير بمشاركة عدة أطياف ممثلة للمعارضة الأردنية، وقد ردد المتظاهرون "عالمكشوف وعالمكشوف بخيت ما بدنا نشوف"، "الشعب يريد إصلاح النظام"، "يا فاسد مش هنسيبك مصارينا لسا بجيبك". ونظم تجمع جرش للإصلاح مسيرة حاشدة انضم إليها المئات، انطلقت من المسجد الحميدي إلى ساحة بلدية جرش، وطالبت المسيرة الحكومة بالاستجابة للمطالب المشروعة للشعب الأردني، وأكد المشاركون من أعضاء الأحزاب والائتلافات المختلفة أن الشعب الأردني سيبقى على كلمة رجل واحد حتى تتحقق كافة مطالبه من جهة أخرى وجهت السفارة الأمريكية بعمان تحذيرات إلى رعاياها المتواجدين هناك، خوفا من أن تتحول تلك المظاهرات إلى مواجهات مع قوات الدرك، وتؤدي إلى اندلاع أعمال عنف، مشيرة إلى ضرورة تفاديهم التواجد في أماكن المظاهرات.