وصف الشيخ علي أبو الحسن، أمين مبادرة بيت العائلة المصرية بأسيوط، ورئيس لجنة الفتوى الأسبق بأسيوط، مصر ب "السفينة التي تجري على الماء وتواجهها الريح والعواصف، وما إن تدخل إلى وسط المحيط وتبعد عن البر لا يعرف ركابها أين يذهبون". جاء ذلك خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد عمر مكرم بأسيوط، بحضور الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، والدكتور يحيى كشك، محافظ أسيوط، والسفير محمد رفاعي الطهطاوي، رئيس ديوان عام رئاسة الجمهورية، والدكتور ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، حيث استهل خطبته بحديث النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا). وقال أبوالحسن: "السفينة لا تستقر ويؤمن أخطارها، إلا إذا تساوت عليها الأحمال بدقة دون مجاملة ولابد من أن يكون للسفينة قائد واحد تتم مبايعته حتى لا تغرق بالجميع، وضرب مثلاً بذلك عكرمة الذي أخذ مجموعة من الشباب واستقل بهم سفينة، وأصروا على مغادرة مكة عندما دخلها الرسول عليه الصلاة والسلام متجهين إلى الحبشة جنوب السودان، وبعد مغادرتهم بأميال مرت دوامة من المياه كادت أن تغرق من على السفينة، وصاح الجميع "يا هبل"، ولكن دون جدوى، وعندما استغاثة بالله الوحد نجاهم، وعادت السفينة إلى بر مكة، وطالب الرسول أصحابه باستقبالهم. وأضاف أبوالحسن:"منهج الإسلام وحضارته راقية، وسيظل المنهج الإسلامي هو رائد العالم، ومنبع للحقيقة، ولابد على المسلمين أن يعرفون ما لهم وما عليهم". استند رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالازهر الشريف - في حديثه - إلي الصحابة الذين كانوا يتبعون الرسول والمسلمين الذين يتبعون الخلفاء من بعده، وأنهم كانوا لايستطيعون بالخروج على منهج الحاكم، مطالبًا جموع المصلين بالتمسك بدين الله والترابط، وأن يحذروا الفتن والتأمر، مشيرًا إلى أن هناك من يتربص ويستعد للفتك بالمسلمين. أشار أبوالحسن- في خطبته– إلي أنه لابد من أن تكون هناك عدالة بالمجتمع، ضاربًا مثلا بالأديب مصطفى لطفي المنفلوطي عندما دخل إلى منزله، وأثناء صعوده السلم سمع صوت ضجيج من خارج منزله، فلم يستطيع الصعود، وخرج من منزله فوجد أن الضجيج من منزل جاره وطرق الباب فسمح له بالدخول، وعندما دخل سأل جاره ما سبب الضجيج، فقال له: إنني جائع ولم آكل منذ 3 أيام فخرج المنفلوطي وأحضر له طعامًا وذهب إلى منزله وصعد السلم ونام". بعد انتهاء الخطبة حيا الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، الحضور مذكرهم بدروس الوحدة التي نستفيد منها هذه الأيام خلال ذكرى موسم الحج، وقدوم الحجيج من مكة شاكرًا الخطيب على تذكيره بمعاني الوحدة. أكد رئيس الجمهورية - خلال كلمته بمسجد عمر مكرم بأسيوط - أننا حقًا في سفينة الوطن، ونحتاج أن نتوحد ونتآخى جميعًا، ونتواصل، ونعي دروس التاريخ، ونكون كالجسد الواحد. وأعرب مرسي، عن خالص أمنياته القلبية بالتوفيق والخير والنماء لمصر وأبناء الصعيد وأسيوط، وذلك من خلال مسيرة واضحة في الحق والعدل والتمنية، والضرب على يد من يريد أن يعبث أو يعيق مسيرة الوطن، مؤكدًا أن مصر محروسة بعون الله. وبعد انتهاء الكلمة صافح الرئيس بعض المصلين، الذين تزاحموا لمصافتحه ثم توجه لجامعة أسيوط لعقد المؤتمر الشعبي بقاعة الدكتور محمد رأفت محمود.