وصل إلي القاهرة أمس وفد عسكري إسرائيل كبير قادما علي متن طائرة خاصة من تل أبيب في زيارة قصيرة لمصر تستغرق عدة ساعات يلتقي خلالها المسئولين المصريين. وأكدت وكالة د.ب.أ الألمانية أن مصادر مطلعة بمطار القاهرة رجحت أن يكون المسئول هو اللواء أمير إيشل رئيس قسم التخطيط بالجيش الإسرائيلي, وأنه قادم لاستكمال ما يتم بحثه خلال زيارته لمصر قبل عشرة أيام حول ما دار علي الحدود المصرية الإسرائيلية, ومقتل وإصابة عدد من الضباط والجنود المصريين. وأكدت المصادر المصرية المطلعة للوكالة الألمانية أنه من المتوقع أن يتم إطلاع الجانب المصري علي تطورات التحقيق الذي تقوم به إسرائيل لكشف ملابسات الاعتداء علي الجنود المصريين أخيرا, وبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحقيق الأمن في مناطق سيناء المتاخمة للحدود. ومن جانبه, نفي السفير الإسرائيلي لدي مصر إسحاق ليفانون أن القيادة المصرية طلبت منه الخروج في إجازة لتهدئة الأجواء في مصر, وأشار إلي أن التنسيق مع مصر علي مختلف المستويات مازال مستمرا. ونقل راديو إسرائيل أمس عن ليفانون قوله: إن مسئولين إسرائيليين وصلا إلي القاهرة, وأوضح أنه لم يتخذ بعد قرار نهائي بشأن عودة أبناء عائلات الدبلوماسيين الإسرائيليين إلي مصر, مرجحا ألا يعود هؤلاء في المرحلة الراهنة. وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو يواجه الآن خيارا حقيقيا بين الحرب أو التسليم بأن إسرائيل لا يمكنها بعد الآن فرض إرادتها علي جيرانها. كما نقلت هاآرتس عن مسئولين بوزارتي الدفاع والخارجية المصرية قولهم خاصة بعد الثورة المصرية إنه تم تقليص قنوات الاتصال بين مصر وإسرائيل, وإن العلاقات الدبلوماسية وصلت إلي الحد الأدني, لدرجة أنه لم يعقد سوي اجتماع واحد رفيع المستوي بين مسئولي خارجيتي البلدين طوال الأشهر الستة الماضية تقريبا. وقد عادت الحياة إلي طبيعتها في منطقة السفارة الإسرائيلية. وكثفت أجهزة الأمن الشرطة العسكرية والشرطة المدنية من إجراءات تأمين السفارة وإغلاق بعض المنافذ المؤدية إليها. وقررت النيابة العسكرية أمس حبس70متهما جديدا15 يوما علي ذمة التحقيقات, وتحويل22 متهما إلي نيابة الأحداث للتحقيق معهم لصغر سنهم, وعاينت النيابة العسكرية مواقع الأحداث أمس, وأسفرت المعاينة عن وجود حرق وتكسير18سيارة كما جري حصر شامل للتلفيات.