بدأت اسرائيل تكثيف مساعيها لاحتواء الموقف مع مصر اثر حالة الغليان التي اجتاحت المتظاهرين المصريين خلال جمعة «تصحيح المسار» وأسفرت عن محاولة اقتحام السفارة الاسرائيلية وتلفيات تقدر بنحو 4 ملايين جنيه. جاء ذلك في الوقت الذي سيطرت فيه حالة من الهدوء علي الموقف في محيط السفارة بعد الاحداث الصاخبة التي شهدتها الايام الماضية. ففي محاولة لاستعادة زمام الموقف المنفلت في العلاقات مع القاهرة بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مساعيه لاعادة السفير الاسرائيلي في أسرع وقت ممكن. وتزامن ذلك مع تزايد الدعوات في الصحافة العبرية لتهدئة الموقف مع مصر حيث دعت صحيفة «جيروزاليم بوست» قادة تل أبيب للحفاظ علي السلام مع مصر فيما طالبت صحيفة «هاآرتس» بإخماد ما وصفته بالنيران المشتعلة بين البلدين فوراً. وفي توضيح لملابسات خروجه من القاهرة نفي السفير الاسرائيلي لدي مصر اسحاق ليفانون ما نشر من أن القيادة المصرية طلبت منه الخروج في اجازة لتهدئة الاجواء في مصر، مشيراً الي أن التنسيق مع القيادة المصرية مازال مستمراً. ونقل راديو «صوت اسرائيل» أمس عن ليفانون قوله ان مسئولين اسرائيليين وصلا الي القاهرة أمس الاول مضيفاً انه لم يتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن عودة أبناء عائلات الدبلوماسيين الاسرائيليين الي العاصمة المصرية مرجحاً ألا يعود هؤلاء الي القاهرة في المرحلة الراهنة. وفيما يعزز التكهنات بسعي تل أبيب لاحتواء الموقف مع مصر وصل الي مطار القاهرة الدولي مسئول عسكري اسرائيلي رفيع المستوي قادماً من تل أبيب علي متن طائرة خاصة في زيارة لمصر تستغرق عدة ساعات يجري خلالها مباحثات مع المسئولين بمصر ورجحت مصادر مطلعة بمطار القاهرة أن يكون المسئول هو اللواء أسير إيشل، رئيس قسم التخطيط بالجيش الاسرائيلي لاستكمال ما تم بحثه خلال زيارة لمصر قبل عشرة أيام حول ما دار علي الحدود الشرقية لمصر ومقتل واصابة عدد من الضباط والجنود المصريين. وتوقعت المصادر أن يتم اطلاع الجانب المصري علي تطورات التحقيق الذي تقوم به اسرائيل لكشف ملابسات الاعتداء الذي حدث علي الحدود للجنود المصريين الي جانب بحث الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحقيق الامن في أجزاء سيناء المتاخمة للحدود. وعن حجم الخسئر جراء موقعة السفارة الاسرائيلية، أعلن الدكتور علي عبدالرحمن، محافظ الجيزة أمس الاثنين في مؤتمر صحفي حجم الخسائر المادية للممتلكات العامة والخاصة لإعادة الشيء لأصله. وكانت محافظة الجيزة وبالتعاون مع الاجهزة المعنية انتهت من الحصر النهائي للتلفيات التي تعرضت لها المنطقة المحيطة بالسفارة الاسرائيلية علي وقع الاحداث التي شهدتها المنطقة يوم الجمعة الماضي وحددتها ب«4» ملايين جنيه. أما بخصوص تلفيات السفارة الاسرائيلية فسوف تقوم بحصرها وتحددها جهات أخري غير المحافظة. وقال الدكتور علي عبدالرحمن، محافظ الجيزة ان عمليات الحصر تتضمن كافة الخسائر والتلفيات التي تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة بالمنطقة وكذلك التلفيات التي تعرضت لها مديرية أمن الجيزة. وقال الدكتور علي عبدالرحمن ان المبلغ المالي الذي تم تحديده بالتقرير يتضمن جميع الاجراءات التي سيتم اتخاذها لاصلاح تلك التلفيات واعادة الشيء الي أصله وانه لن يتم بناء أية أسوار أو جدران أخري في منطقة السفارة ولن يعاد بناء السور الذي تم هدمه يوم الجمعة الماضي. وعلي صعيد الموقف أمام السفارة الاسرائيلية فقد تواصلت حالة الهدوء في الوقت الذي انتشرت فيه قوات الجيش حول البنايات المجاورة ورابطت 3 مدرعات بين السفارتين الاسرائيلية والسعودية منسحبة من أمام السفارة ولم يبق سوي قوات الشرطة العسكرية الذين وقفت عناصرها داخل بناية السفارة والمجاورة لها وكذلك بعض القوات الاخري التي رابط عناصرها في شرفة السفارة. وقد فرض الجيش التفتيش الذاتي علي كل من يدخل البناية الكائنة بها السفارة للتحقق من هويتهم كنوع من تأمين السكان داخل العمارة والحيلولة دون أي محاولة اعتداء علي السفارة. وقد تباطأت حركة المرور علي كوبري الجامعة خاصة أمام السفارة نتيجة فضول المارة لمتابعة ما يجري من أحداث. ولم يستأنف عمال النظافة الانتهاء من ازالة باقي الجدار العازل الذي تم هدمه يوم الجمعة الماضي وقال أحد عمال النظافة انه من المقرر الانتهاء من ازالة جميع المخلفات غداً.