ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم أن الدبلوماسيين الإسرائيليين يبحثون عن مقر جديد يستضيف السفارة الإسرائيلية في القاهرة التي تعرض مقرها الحالي لهجوم من قبل محتجين مصريين ليلة أول أمس حسبما قال مسئول حكومي إسرائيلي رفيع المستوى. ونقلت جيروزاليم بوست على موقعها الإلكترونى عن المسئول الذى لم تذكر هويته تأكيده على ضرورة معرفة مبرر مغادرة الحراس المكلفين بحماية السفارة الإسرائيلية في القاهرة رغم صدور تحذير مسبق بأنه ستكون هناك محاولات لاقتحام المبنى ، ومن ناحية أخرى توقع رئيس جهاز الأمن الإسرائيلى الأسبق "عامي ايالون" أن يكون العقد القادم حافلا بالتهديدات لإسرائيل مما يحتم عليها الاستعداد لذلك . وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو اليوم فى معرض تناوله لحادث السفارة الإسرائيلية بالقاهرة ، بأن حكومته تجرى مباحثات مع الحكومة المصرية بشأن عودة السفير الإسرائيلى والطاقم الدبلوماسى إلى القاهرة، وكان نتنياهو يتحدث بذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلى اليوم ، حيث قال"اشعر بسرور بأن هناك أصواتا فى مصر وإدارتها تريد تعزيز السلام و الحفاظ عليه". واعتبر نتنياهو -حسبما نقلت عنه صحيفة يديعوت احرنوت على موقعها على شبكة الانترنت - أن من قاموا بإنزال العلم الاسرائيلى من على مقر السفارة فى القاهرة " ينكرون السلام.". وذكرت صحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية اليوم أن إسرائيل وجدت نفسها الليلة الماضية فى حالة عزلة متزايدة وتناضل من أجل التعامل مع التحول الجذرى الذى طرأ على منطقة الشرق الأوسط ، حيث تدرك أن خياراتها أصبحت محدودة وقليلة. وأوضحت الصحيفة - فى تقرير بثته اليوم على موقعها الالكترونى- أن إسرائيل تشعر بالعزلة فى ظل الهجوم على سفارتها فى القاهرة وطرد سفيرها لدى تركيا وتزامن ذلك مع المبادرة الفلسطينية فى الأممالمتحدة للاعتراف بدولة مستقلة . وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لمصر تبلورت الأزمة الدبلوماسية من خلال مشهد طائرات عسكرية أرسلتها إسرائيل إلى القاهرة فى فجر يوم السبت لإجلاء الدبلوماسيين بعد محاصرة سفارتها من قبل الآلاف من المحتجين . وأشارت الصحيفة إلى أن كلا من مصر وإسرائيل أصدرتا بيانات تؤكد التزامهما بمعاهدة السلام الموقعة بينهما إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حذر فى خطاب بث عبر التليفزيون الليلة الماضية من أن مصر لا يمكن أن تتجاهل الأضرار الجسيمة التى لحقت بنسيج السلام، ونوهت الصحيفة بأنه فى ظل تعرضها للأزمة فى العلاقات مع مصر وتركيا لجأت إسرائيل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ، حيث أجرى مسئولون إسرئيليون اتصالات هاتفية أول أمس الجمعة مع نظرائهم الأمريكيين يطلبون المساعدة فى الضغط على مصر لحماية سفارتهم، وأشارت الصحيفة إلى إعراب الرئيس الأمريكى باراك أوباما من جانبه خلال اتصال هاتفى مع نتنياهو عن قلقه العميق ودعوته لمصر إلى احترام تعهداتها الدولية فى توفير الأمن والحماية للسفارة الإسرائيلية . واختتمت الصحيفة تقريرها بأنه منذ بداية اندلاع الانتفاضات العربية ، حث النقاد فى الداخل والخارج والحلفاء الأجانب، بما فى ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية إسرائيل على إتخاذ خطوات تصالحية تجاه الفلسطينيين والوصول إلى تفاهم مع تركيا ومصر عقب الهجمات التى شنتها القوات الإسرائيلية ضد جنود مصريين الشهر الماضى على الحدود المصرية الإسرائيلية، ونشطاء أتراك كانوا على متن سفينة تركية متجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلى . وحظيت الأزمة الأخيرة بين مصر وإسرائيل على اهتمام كبريات الصحف البريطانية الصادرة اليوم والتى وصفتها بكونها الأسوأ فى تاريخ العلاقات بين البلدين منذ 30 عاما. واعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، فى سياق تحليل إخبارى بثته على موقعها على شبكة الانترنت، أن الهجوم على السفارة الإسرائيلية بالقاهرة هو أحدث عاصفة تعصف بإسرائيل فى ظل تدهور علاقتها مع تركيا، إذ تواجه إسرائيل أسوأ أزمة لها مع مصر منذ 30 عاما، بعد أن اضطر دبلوماسييها إلى مغادرة القاهرة مع ذويهم من أجل ضمان سلامتهم بعد اقتحام الجماهير الغاضبة سفارتها بالقاهرة. وقالت الصحيفة "إن شعورا مناهضا للكيان الاسرائيلى لدى المصريين أضحى يتنامى شيئا فشيئا منذ مقتل 6 جنود مصريين بنيران القوات الاسرائيلية فى أعقاب هجوم مسلح وقع على الحدود بين البلدين الشهر الماضى راح ضحيته 8 اسرائيلين". وأضافت الصحيفة أن إسرائيل كثيرا ما انتابها القلق البالغ بشأن مستقبل معاهدة السلام المبرمة مع مصر منذ 30 عاما، لاسيما بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وتنامي الشعور المناهض لإسرائيل فى الشارع المصرى. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل منزعجة أيضا من التدهور الذى تتسارع وتيرته فى علاقتها مع تركيا التى من المفترض أن يزور رئيس وزرائها القاهرة غدا وسط مخاوف من أن يسعى إلى اقامة تحالف مناهض لاسرائيل مع الحكومة المصرية الجديدة. ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلى قوله "إن الوضع مع كل من مصر وتركيا ليس بالجيد.. فنحن نأمل ألا ينذر ذلك بأشياء أخرى من الممكن أن تحدث". من جهة أخرى، قالت الصحيفة البريطانية إن إسرائيل تواجه "تسونامى دبلوماسى" على حد قول وزير دفاعها إيهود باراك أواخر الشهر الماضى حيث يتوقع أن تدعم أغلبية الدول صدور قرار اعتراف بدولة فلسطينية لدى الاممالمتحدة.. لافتة إلى أن كلا من مصر وإسرائيل تدعمان المساعي الفلسطينية فى هذاالصدد. فى سياق متصل، اعتبرت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية أن هناك قلقا فى الداخل الإسرائيلى من تنامى هشاشة الموقف الإسرائيلى فى المنطقة، معتبرة أن الهجوم الأخير على السفارة الإسرائيلية فى مصر يعد دليلا صارخا على عزلة إسرائيل التى تتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم فى المنطقة فى أعقاب ثورات الربيع العربى، الذى كثيرا ما كان موضع شبهة بالنسبة للتيار اليمنى فى الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو. وقالت الصحيفة "إنه لطالما شعر كبار المسئولين الإسرائيليين بالخوف من أن تأتى الانتفاضات التى يشهدها العالم العربى بجيل جديد من الزعماء ليس أمامهم سوى التعبير عن الرأى العام الشعبىن والذى يكن فى أغلب الاحوال كراهية للكيان الاسرائيلى بدلا من الطغاة الذين أجبرتهم مصلحتهم العملية على الحفاظ على السلام مع إسرائيل.. مشيرة إلى أن واقعة الهجوم على السفارة الإسرائيلية أول أمس /الجمعة/ جاءت لتؤكد أن التشاؤم الذى يشعر به المسئولون الإسرائيليون فى محله. وأضافت الصحيفة أن إخلاء السفارة بالقاهرة من طاقمها الدبلوماسى يعنى أن إسرائيل لم يعد لديها تمثيلا دبلوماسيا عال المستوى فى كلا من مصر وتركيا، وهما دولتان تعد صداقتهما ذات أهمية جوهرية على الصعيد الإستراتيجى بالنسبة للأمن الإسرائيلى، وحذرت الصحيفة من أى رد فعل عنيف من قبل إسرائيل من شأنه أن يساهم فى تفاقم الغضب الشعبى فى مختلف أقطار العالم العربى. أما عن الصحافة الفرنسية قالت صحيفة "لوموند" اليوم أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تمر بمرحلة "دقيقة" بعد مقتل 5 عسكريين مصريين عندما كانت القوات الاسرائيلية تلاحق بعض المتهمين بارتكاب هجمات فى منطقة إيلات.. ومن جانبها أشارت صحيفة "لوفيجارو" إلى الإجراءات التى اتخدتها مصر لتهدئة الأوضاع فى محيط السفارة الاسرائيلية وكذلك تعهد مصر بتأمين العبثات الدبلوماسية المتواجدة على أرضها. وأبرزت "لوفيجارو" أيضا تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والتى أكد من خلالها حرص بلاده على الحفاظ على السلام مع مصر وإعادة السفير في أسرع وقت إلى القاهرة. كما أبرزت أيضا إشادة نتنياهو ب"تحرك الوحدات المصرية الخاصة التي حالت دون وقوع كارثة" بإنقاذها ستة من رجال الأمن الإسرائيليين احتجزوا في احد طوابق السفارة.