أجرى الرئيس التونسي المؤقت محمد منصف المرزوقي ورئيس حكومته حمادي الجبالي كل على حدة اليوم جولة مباحثات مع الرئيس الايطالي جيورجيو نابوليتانو الذي يزور تونس حالياً. تركزت المباحثات حول ملف المهاجرين التونسيين المفقودين في عرض البحر بين تونس وايطاليا عقب اندلاع الثورة التونسية في الرابع عشر من شهر يناير عام 2011 إضافة إلى التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية. يذكر أن عدد هؤلاء المفقودين يقدر بأكثر من 300 مهاجر من ضمن أكثر من 20000 مهاجر تونسي غير شرعي تدفقوا على الأراضي الإيطالية مستغلين حالة الانفلات الأمني في تونس التي أعقبت ثورة 14 يناير. وفي تصريح له عقب مباحثاته مع المرزوقي ثمن الرئيس الإيطالي التجربة الديمقراطية التي تأسست في تونس بمناخ الحرية. ورأى أنه من الممكن اليوم، وعلى الرغم من الاختلافات الإيديولوجية، إرساء تعاون سياسي واجتماعي بين إيطاليا وتونس يستند إلى المبادئ الديمقراطية، مشيراً إلى أنه على أصدقاء تونس عدم الاكتفاء بالتعبير عن إكبارهم لإعلاء حقوق الإنسان ولتعزيز مناخ الحريات والديمقراطية، بل يجب عليهم أن يحرصوا على توطيد علاقاتهم معها لمساعدتها على تقوية اقتصادها وتنمية مجتمعها. وشدد نابوليتانو على ضرورة إعطاء مضمون ملموس للدعم المقدم لتونسالجديدة مبرزا حضور إيطاليا في تونس منذ القدم وعزمها على زيادة تعزيز علاقاتها معها. وكان الرئيس المرزوقي قد وصف قبل ذلك العلاقات التي تربط تونس بايطاليا ب "المتميزة"، مشيراً إلى العزم على تمتين العلاقات بين البلدين الواقعين على ضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية وتنمية الشراكة بين شعبي البلدين على أساس المساواة أمام نفس القيم. وأوضح أنه وجب على البلدين اليوم الانخراط في حوار بناء قائم على آليات التعاون الثنائي آخذين بعين الاعتبار متطلبات الظرف الاقتصادي والاجتماعي الجديد في تونس، مشدداً على العزم المشترك للعمل من أجل إحياء الاتحاد المتوسطي