دعت صحيفة "الجارديان" البريطانية المصريين إلى الاحتكام للعقل، وقالت الصحيفة، في تعليق على موقعها الإلكتروني، "إن كتاب الثورات يخلو من أي مادة تقول إن عامين اثنين من الإطاحة بديكتاتور، كافيان لأن تنعم أية دولة بالسلام". وأضافت أنه "إذا كان انهيار نظام السوفييت في روسيا أو الأبارتهيد في جنوب أفريقيا قد علما العالم شيئا، فهو أن عمليات التحول الديمقراطية تكون من الضعف والهشاشة على نحو يجعلها عرضة للافتراس من قبل الحيوانات المفترسة الأكثر قوة". واعتبرت أن الرئيس مرسي لم يكن يبالغ عندما أخبر "الجارديان" مؤخرا أن أولى سنواته في الرئاسة كانت بالغة الصعوبة وأنه توقع استمرار متاعبه. ولكن هذا لا يعني تبرئة ساحة المعارضة؛ فلطالما اشتكت هذه المعارضة من استئثار الإخوان المسلمين على سلطات الدولة بكافة مؤسساتها الرئيسية، مع أن الوقائع تشير إلى رفض قادة المعارضة تولي مناصب حكومية رفيعة المستوى مرارا وتكرارا.. فهي تطالب بتفويض ديمقراطي ثم ترفض المشاركة في الانتخابات عندما تخشى خسارتها، وتدعي عدم اللجوء للعنف ثم تحرض على التظاهرات المناوئة التي تتمخض عن سقوط قتلى وجرحى. وقالت الجارديان إنه حتى الآن تم الحكم على الانتخابات التي تلت عصر مبارك بالنزاهة، وليس من الصحة في شيء الادعاء بأن القدرة التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين على الأرض هي من القوة بمكان بحيث لا يمكن للمعارضة تحقيق شيء، ويمكن الرد على هذا الادعاء من قبل المعارضة بأن عليها أن تبني قواعد لحركاتها السياسية. ورأت أن ما يهم الآن هو كيف تجري الأمور في الشوارع؛ راصدة سعي الجانبين على حشد أكبر عدد من المؤيدين والإبقاء عليهم في شوارع المدن الرئيسية. ولكن مأساة الفئتين بحسب "الجارديان" هي أن ثمة معسكرا ثالثا يتربص بهما متطلعا إلى الفوضى، هذا المعسكر هو بقايا النظام القديم الذي لم يرحل تماما ويتحين فرصة العودة. ورأت أن الخطر الظاهر في مصر هو أن الإطاحة برئيس منتخب ديمقراطيا وسط حالة من الفوضى قد يجبر الجيش على التدخل، ويرى بعض المتفائلين أن حكم الجيش لن يدوم أكثر من فترة تسمح بإجراء انتخابات جديدة، ولكن السيناريو المرجح بحسب الصحيفة هو أن الجيش إذا أتى للسلطة فإنه سيبقى فيها لمدة طويلة. وتساءلت الصحيفة عما يمنع الإسلاميين في الحكم والمعارضة المتناحرين، عن استشراف ما ينتظرهما من مستقبل قوامه الاعتقال والتعذيب والسجن في ظل الحكم العسكري على غرار ما اختبره الفريقان في ظل حكم الرئيس السابق حسني مبارك؟ وقالت إن الأيام القليلة المقبلة هي أيام حاسمة، قد يتجاوزها مرسي في الرئاسة أو من السهل إذن القول إن مصر ستنحو نحو الجزائر.. بأن تدخل في صراع مدني لا يميز بين فصيل أو آخر من المصريين ولا هو يحترم بالضرورة حدودا قائمة.