انطلقت اليوم الأحد فعاليات الدورة السادسة عشر لورشة الإبداع بجائزة الشارقة للإبداع العربى بعنوان "التقنيات الدرامية فى البناء الشعرى"، بقصر الثقافة بحضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام. وأوضح العويس، أن هذه الجائزة تنبع أهميتها أيضاً من كونها أول جائزة اهتمت بالشباب العربى الذى يتلمس طريقه نحو الأدب والإبداع وسارت مؤسِّسة لتيار الاهتمام بهؤلاء الشباب، ولم تكتف أن تكون مجرد احتفالية بالفوز وحسب، ولكن انفردت الجائزة بكونها فتحت باب الحوار والسؤال والبحث فى قضايا الإبداع وشجونه، من خلال ورشة الإبداع التى يشارك فيها الفائزون لصقلهم ولفت انتباههم لمحور مهم فى مسيرتهم الإبداعية. وحظيت الجائزة برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذى أمر بتأسيسها، رعايةً لشباب المبدعين العرب، ولقد حافظت على مصداقيتها فأقبل عليها الشباب وصار الالتحاق بها فى أعلى سلم اهتماماتهم. واختتم العويس كلمته قائلاً، "ودائرة الثقافة والإعلام بالشارقة إذ ترحب بالفائزين فى الدورة السادسة عشرة من الجائزة، تفتح ذراعيها لكل المبدعين الشباب من أجل دعم مسيرة الثقافة العربية ورعايتها، ونأمل منكم أيضاً أن تكونوا سفراء لها وللشارقة التى يؤكد مشروعها النهضوى على الإنسان العربى ورعاية قيم الحضارة والأصالة من أجل تطور ونهوض الأمة". وألقى التونسى الدكتور عبد السلام المسدى كلمة، جاء فيها "سعيد أن أجد نفسى بينكم فى ربوع هذه الأرض الطيبة، سعيد أكثر أن توكل إلى مهمة الإشراف على حوار "أدبى نقدي" يأتى تتويجاً لمسار ثقافى حصيف أكتسب على مر السنين رمزيةً فارقة فى محافل الأدب والإبداع من ضفاف الخليج إلى مشارف المحيط "جائزة الشارقة للإبداع العربى" إشراقة أُخرى من إشراقات هذه الربوع الزكية التى تأتى شواهد على خيارات مضيئة لامعة، شواهد على المثابرة والدوام، على إدراج المحلى ضمن دولئر القومي، على إستشراف مستقبل وعود يجعل الحاضر جسراً مكيناً بين الماضى والمآل، إنه التكريم بجوائز تحفز على صناعة رواد المستقبل. وأضاف المسدى "هو التكريم الذى يغامر بعقد الرهان على الاستثناء والتفرد ولكنى أرى فى ورشة الإبداع/ التى أمست عرفاً ثقافياً/ ما لا أراه فى غيرها . إنها الخطوة الجريئة نحو إلغاء المسافة بين لحظتين تتقابلان وكثيراً ما تتصارعان لحظة الإبداع وهى فن بإمتياز ولحظة النقد وهى استعقال وروية، فى الأولى تلتقط العين مواطن الجمال وتغض الطرف عما سواه، وفى الثانية تتعقب النواقص أملاً فى بلوغ الكمال.إن الاديب المبدع ما لم يشحذ موهبته على متن النقد فلن يرقى عالياً على سلم الجمال، وأن النقد ما لم يحاور صاحب النص بعد محاورة النص فلن يدرك معاناة الخلق ومكابدة الوضع وحرقة الآهات ويأتى موضوع ورشتنا فى طبعتها السادسة عشرة شاهداً بليغاً على ما نقول، فمن بوسعه أن يبجل الناقد على الأديب ومن بوسعه أن يبجل الأديب على الناقد فى تناول موضوع التقنيات الدراسية فى البناء الشعرى لن يكون هيناً وخير المواضيع ما تحدانا قبل أن نتحداه. وتمنى عبد الفتاح صبرى (أمانة الجائزة) للفائزين النجاح والتقدم على طريق الإبداع أسوة بمن سبقوهم وحققوا مواقع متقدمة على الخارطة الثقافية العربية، ثم بدأت الجلسة الأولى بعنوان "إنفتاح الأجناس الأدبية على الفنون" شارك بأوراق العمل الفائزون محمد عبد الله عبد البارى، خالد الحسن، محمد الحناطى، ياسين أبو الهيتم، حسين محمد شريف، علس عمرآن و يوسف بعلوج. هذا وتتواصل جلسات الورشة الإبداعية يوم الاثنين وتختتم الورشة بحفل تكريم للفائزين، وقدمت فعاليات الورشة ومحاورها الأستاذة عائشة العاجل رئيس قسم الإعلام بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مستهلةً كلمتها بالقول: بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سعياً لخدمة التوجه الثقافى ومشروع الشارقة الريادى فى المنطقة، وفى الارتقاء بالسوية الفكرية والتنوع الإبداعي، وشغل الساحة العربية بالفكر النير وبالإبداع المفضى للسوية والنضج والفاعل لحراك ثقافى مستمر، تحرص دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة على تقدير وتكريم المهتمين والمتميزين فى مجالات الأدب والفنون المختلفة، ويشارك الفائزون اليوم فى ورشة جائزة الشارقة للإبداع العربى فى إطار انخراطهم فى الفعل التنويري، هذا وأن الدائرة تكرس جهودها الثقافية سعياً لتعزيز المواهب وتكريم المبدعين والمثقفين داخل الدولة وخارجها من الوطن العربى.