حصل "اليوم السابع" على نص كلمة السفير مجتبى أمانى، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة، والذى كان من المقرر أن يلقيها بمؤتمر السيدة عائشة أم المؤمنين الذى دعت إليه الطريقة العزمية وتم إلغاءه بعد مهاجمة سلفيين للمؤتمر. وكان نص الكلمة بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وهو خير ناصر ومعين والحمد والثناء والمجد له أجمعين والصلاة والسلام علی رسوله ال?ريم وهو خير الأنام وخاتم الأنبياء العظام، ثم أفضل التّحية علی آله الطّاهرين المعصومين وصحبه المنتحبين والتّابعين المتّقين وعلی المؤمنين الصّالحين ومن آمن باليقين، والسّلام علي?م ورحمة الله وبر?اته... أيها الحضور ال?ريم... أمّا بعد،... يسعدنى ويشرّفنى، أن ألقى ?لمة قصيرة أمام?م بصفتى مندوب دولة مسلمة ?بيرة، ذات قوّة هائلة مادّية ومعنوية، والّتى أسّست جمهورية إسلامية وتسعی وتعمل علی الدّوام ولاسيما منذ انتصار ثورة شعبها المسلم فى سبيل لمّ الشّمل وجمع الأمّة الإسلامية المجيدة والاعتصام بحبل الله المتين والعمل ب?تابه المبين، والتى تؤمن بأر?ان الدّين الحنيف، وتتمسّ? بسنّة رسولنا الحبيب، عملا بقوله تعالی: "ول?م فى رسول الله أسوة حسنة"، وتقوم باعتلاء راية مجيدة تتجلّی فى هذه الآية الكريمة: "إنّ أ?رم?م عند الله أتقاكم وتروّج وتمجّد فى ?لّ الأم?نة والأزمنة، وبمناسبة هذه الحفلة الكريمة: "إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً"،... إنّنى أعتقد بأنّ الحديث ولو بش?ل مجمل عن الرّسول (صلّى الله عليه وآله) فى مناسبات ?هذه بدليل المرتبة الرفيعة لسيد ال?ون وفضل وشرف نبى الثّقلين (ص) علی الجميع، أولی وأنفع وأصوب ب?ثير من الدّخول فى مواضيع أخری، الّتى يم?ن نجد فيها أشياء غير متّفق عليها عند أصحاب الحديث أو مؤلفّى ?تب التّاريخ والسّير، وبما أن ?لّنا نعيش تحت ظلّ وبر?ة رسول الله (ص)، علينا أن نتّبعه فى جميع الشّئون وبش?ل أتمّ وأ?مل ولا بنوع من التّمييز أو غيره وهذا يلزمنا أن نحترم جميل الاحترام ?لّ من ?ان الرّسول (ص) يحترمه، وأن نبدى خالص محبّتنا ل?لّ من ?ان الرّسول (ص) يحبّه، ?ما جاء فی الآية الكريمة: «قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة فی القربي»، فباختصار "القربي" هاهنا قرابة الرّحم ?ما فسّره المفسّرون . ومن أجل ذل?، أوجبنا الله تعالی محبّة آل بيت الرّسول (ص) محبّة صادقة خالصة، إجلالا لم?انتهم عند الله ورسوله، وت?ريما لدورهم فى تبيين المنزل من ?تاب الله ونشر سنّة نبيه، وتعظيما لشأنهم ومقامهم فی الإسلام وأثره فى قوّة الإيمان وتمام الإذعان وكمال العبودية والإخلاص: «وَمَنْ يعَظِّمَ شعآئِرَ اللّه فَإنَّها مِن تَقْوی القلوب»، و?ما نعلم مدی احترام النّبى (ص) ومحبّته لأزواجه وأصحابه المنتجبين من الأنصار والمهاجرين وحول استقامة هؤلاء حسب ما أمر الله سبحانه وتعالی: «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»،... علينا بالعمل الصّالح فى هذا الشّأن، وهنال? وصايا وأوامر وتعاليم أخری توجبنا اتّخاذ العبرة فى حياتنا اليومية، وإخلاد سنّته (ص) فی التّعايش الإسلامى الأصيل والسّليم، فمثلاً فی الابتعاد والتجنّب عن السّبّ والشّتم وإيراد التّهم والافتراء، ولذل? أؤ?ّد أن جميع علماء الشّيعة ال?بار وفقهآءنا العظام فی الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قاموا بالتّبرى عمّا يسىء ويتقوّل البعض، واستن?روا مرارا وجهارا ?لّ الأقوال المشبوهة والعداوة المشينة حول الصّحابة ال?بار أو أمّهات المؤمنين، وقرّرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية منع دخول مخطوطات أصحاب الفتن من الشّيعة وغيرهم إلی البلاد، وإنّنا نرفض بشدّة تعميم هذه القضايا علی العالم الشّيعى بأ?مله، لأنّ العملية من وجهة نظرنا مشبوهة تماما، مثل عملية تحريض السّنّة ضدّ الشّيعة الإمامية.. فى حين إنّنا ندعو الجميع إلی الوحدة والتّ?اتف، وقمنا بخطوات تقريبية قيمة وتوحيد صفوف الأمّة الإسلامية، واتّخذنا مواقف مبدئية وداعمة فى قضايا إسلامية مثل قضية فلسطين ودفعنا وندفع ثمن ذل? الدعم غاليا، ويسعدنى بهذه المناسبة الإشارة السّريعة إلی ما قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية من بذل خدمات مخلصة إلی الإخوة من السّنة فی البلاد من تأسيس الحوزات العلمية الدّينية، وإعمار المساجد ومدارسهم، وتشجيع إقامة الصّلوات الجمعة الخاصّة بهم، ونشر الصّحف والمجلّات من جانبهم، وفتح صفحات لهم فی ال"نّت"، وتوفير حقوقهم ال?املة وتأمين حريتهم التّامّة فی النّشاطات الاجتماعية والثّقافية والعلمية، ومشار?تهم الطّبيعية فی الحياة السّياسية ولاسيما ضمان حضورهم فی البرلمان الوطنى منافسين مع المرشّحين الشّيعة فى إطار الانتخابات الحرّة والنّزيهة، خلافا لما نشهده من عقاب وعتاب، وظلم وحُرم، وقَهر وهَجر من الحقوق الحقّة العادلة، والنّشاطات الطّبيعية الاجتماعية والسّياسية، أو ضغوطات واعتداءات، حتّی علی مراقد وأضرحة ذرية رسول الله (ص) فى بعض من البلدان العربية، ولنا ?لّ الأمل بتحقّق الآمال الإلهية والطّموحات الشّعبية بعد بزوغ فجر الأمّة وطلوع الانتفاضة الشّعبية فی الشّرق الأوسط ضدّ الهيمنة والفساد والقمع. أيّها الحضور ال?رام؛... إنّنا جميعا نواجه تحدّيات خطيرة ومشاريع خبيثة ومؤامرات عدوانية وفتن ظالمة من جانب أعداءنا وعلی رأسهم أمري?ا الشّيطان الأ?بر وإسرائيل الغاصب الفاجر وهى الغدة السّرطانية ،وعندهم خطط مشئومة من أجل تفتيت المنطقة وضرب الوحدة الإسلامية عن طريق بثّ الأ?اذيب وتحريض الأحاسيس والعواطف الشّعبية باستخدام الإعلام المضلّل وتحري? الجيوش وتوزيع الفلوس، ونحن نعلن بصراحة أن ثقافة الشّيعة مبنية علی أسس قرآنية، وعلی المبادیء المأخوذة من السّنّة النّبوية الشّريفة، ونعتقد أنّه لسنا صالحين من أجل القيام بالح?م فى سلو? من ينتسب إلی النّبى الأعظم (ص)، وهو الوحيد الّذى له حقّ وصلاحية الح?م فى ?لّ ما يتعلّق بأزواجه يوم الحشر العظيم لدی الرّحمن الرّحيم، ومسئوليتنا إرشاد النّاس إلی الصّراط المستقيم، وإبلاغ أمر الهداية إلی الأجمعين، وإيصال صوت الحقّ إلی آذان السّامعين، ?ما أفتی سماحة الإمام السّيد على الخامنة أى قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحرمة سّبّ أو شّتم أو إساءة لأى من رموز إخوتنا أهل السّنّة فى ?لّ م?ان، وذل? عقيدة ونهج جميع أئمّتنا من أبناء الرّسول (ص) وعلماءنا الشّيعة ال?بار فى ?لّ العصور والأقطار. إخوتى وأخواتى الأعزّآء؛... أريد أن أ?ون صريحا مع?م، وأتحدّث بصداقة تامّة وشفّافية واضحة، وأسئل?م متواضعا... من الّذى يستفيد من التّفرقة والتّشتّت فیما بيننا؟ إنّنا نش?ّ فى أى فصيل أو مجموعة الّتى تقوم بتحريض السّنّة ضدّ الشّيعة أو الع?س، وتوتّر العلاقات بين الشّعوب، وتشعل نار الفتن المذهبية بذرائع مختلفة، ونعتبر هذه الأعمال المرفوضة القبيحة من ضمن أهداف ومخططات الصّهاينة المجرمين وزعمآءهم فى واشنطن وغيرها، وذل? من أجل إفشال وحرف موجات الصّحوة الإسلامية فی المنطقة. ?ما تعلمون، لقد ?ان الح?م الإيرانى فى عهد الأسرة الطّاغوتية المستبدّة محمّد رضا شاه قريبا من أمري?ا وال?يان الصّهيونى، و?ان البهلوى يشجّع ويموّل إقامة احتفالات مهينة للصّحابة ال?بار، ولم ي?ن بزمنه أحد فی العالم يتّهم الشّيعة ويخوّف البعض عن البعض وما شابه ذل?؛ ول?نّ اليوم، وبعد أن قامت الثّورة الإسلامية بتأسيس ح?م إسلامى محمّدى يدعمه شعب مؤمن متيقّظ وذل? بزعامة عالم ?بير وفقيه عادل والّذى أفتی بوجوب وحدة المسلمين وحرمة الإساءة للآخرين وبعد أن رفضنا وجود الصّهاينة علی الأراضی المحتلّة للفلسطينييّن، شاهدنا أوّل تحدّ متمثّل فی الحرب الثّمانية سنوات الّتى نفّذها الحا?م العراقی لوقته بذريعة ما یسمّی ب"الدّفاع عن العرب"، وفی الحقيقة، ?ان تنفيذا للمخطّطات الأمري?ية للتّصدّى علی الثّورة الإسلامية فى إيران، واليوم نقف أمام تحدّ جديد متمثّل فى مشروع مشبوه باسم "الدّفاع عن السّنّة"؛ ول?نّ حقيقته محاولة فاشلة فى سبيل إيقاع التّفريق بين الأمّة الإسلامية فى ظلّ التّطوّرات النّاجمة عن صحوة الشّعوب المسلمة لتوحيد صفوفهم أمام مؤامرات الإست?بار العالمى. أنا لست عالم أح?ام الدّين؛ ول?نّنى أعرف السّياسة وأقوم بتنفيذ سياسات ومواقف بلدى فى إطار الإسلام الأصيل وملتزم تماما بمبادئه وأح?امه ولن أتر? الدّفاع عن دین نبينا وأئمّتنا و?بار أمّتنا المجيدة، وأذ?ّر?م بأنّ سماحة القائد أصدر فتواه الصّريح المعروف وهذا نصّه: بأنّه "يحرّم النّيل من رموز إخواننا السّنّة، فضلاً عن اتّهام زوجة النّبى (ص) بما يخلّ بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع على نسآء الأنبيآء وخصوصاً سيدهم الرّسول الأعظم (ص)". وهذه هى ?لمة فخّامة الرئيس الدّ?تور محمود أحمدى نجاد والّتى ألقاها عند زيارته الأخيرة إلی مصر فی الأزهر الشّريف، وصرّح بصراحة: "إنّ كلّ من يسىء إلى الصّحابة الكرام، ليس منّا"، وهذه هى ?لمة معالی الوزير الدّ?تور على أ?بر صالحى، والّتى أعلنها فی القاهرة: «بإنّه كلّنا نحبّ رسول الله (ص)، وبذلك كلّ المسلمين سنّة، وكلّنا نحبّ آل البيت وبذلك كلّ المسلمين شيعة»، مؤكّدا على «أنّ السّنّة والشّيعة يتّبعون النّبى (ص) ويحبّون آل البيت (عليهم السّلام)»، وهذا قولى أنا الّذى قلته ت?رارا بأنّه وفقا للفتوی الصّادر من جانب سماحة القائد، ممنوع منعا باتّا أى قيام وتحرّ? من جانبنا بنشر المذهب الشّيعى فی بلدان أهل السّنّة. ولذل? أتمنّی من المعنيين فی القضايا الدّينية الجلوس حول طاولة الحوار البنّاء والصّادق والمساعدة الخالصة إلی تقارب الشّعوب وتوسيع دائرة الأخوّة. وفی الختام، أسئل الله العلى القدير ?مال المعرفة و?امل البصيرة لجميع المسلمين وأن يوحّدنا فى سبيل إتّباع سنّة رسوله الأمين ونشر معارف قرآنه المبين... آمين يا ربّ العالمين. والسّلام علي?م ورحمة الله وبر?اته.