هذه هى تغطية كاملة بالصور لزيارة الرئيس المصري محمد مرسي إلي إيطاليا وإستقباله رسمياً فور وصوله مطار شامبينو وكان في إستقباله أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية في إيطاليا برئاسة السفير فريد منيب وأعضاء البعثة الدبلوماسية الإيطالية في القاهرة برئاسة السفير الإيطالي في القاهرة كلوديوباشيفكو. وفي المساء إلتقي الرئيس مرسي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي بفيلا ماداما بمقر المراسم الرسمية لرئاسة الحكومة الإيطالية حيث عزفت موسيقى الحرس الجمهوري السلام الوطني لكل من مصر وإيطاليا وإستعراض حرس الشرف الإيطالي للضيف المصري. ثم عقد الرئيس مرسي ورئيس الوزراء مونتي إجتماعاً تناولا فيه سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا في مختلف المجالات خاصة فيما يتعلق بتوسيع التعاون الإقتصادي والتجاري والإستثماري وزيادة معدلات السياح الإيطاليين في مصر. وتم التوقيع على تسع إتفاقيات للتعاون بين القطاع الخاص بين البلدين بحضور المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة ونائب وزير التنمية الإقتصادية الإيطالي .. وتبلغ قيمة الإستثمارات في هذه الإتفاقيات مليار يورو في مجالات التدريب في قطاع السياحة وخاصة السياحة العلاجية والبيئية وفي مجال الإستثمار الصناعي ومواد البناء والصناعات الغذائية والتعاون بين قطاع المقاولات بالبلدين والتعاون في مجال النقل والمواصلات والتعاون في مجال الإبداع والتصميم الصناعي وفي مجال النقل البحري وفي قطاع صناعة المعارض وفي مجال تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة. ثم شهد الرئيس مرسي ومونتي التوقيع على ست إتفاقيات أخرى للتعاون بين الحكومتين المصرية والإيطالية ووقعها من الجانب المصري وزير الخارجية محمد كامل عمرو وتشمل التعاون الثنائي في قطاع السياحة خلال عامي 2012-2013 وإتفاقية لتعزيز التعاون في مجال التعليم الفني والتقني ثم إتفاقية خاصة بتطوير المرحلة الثانية من إعادة هيكلة السكك الحديدية المصرية وإتفاقية بشان إنشاء مخابز آلية في مصر بالإضافة إلى إعلان مشترك لدعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر وأخيراً التوقيع على إتفاقية لخطة التعاون الإقتصادي بين البلدين خلال الفترة من 2012 حتى 2015. كما أقيمت مأدبة عشاء علي شرف الرئيس مرسي والوفد المرافق له. وفي صباح يوم الجمعة بقصر الرئاسة عقد الرئيس محمد مرسي مؤتمراً صحفياً مع نظيره الإيطالي جورج نابوليتانو وقال الرئيس مرسي في المؤتمر الصحفي : إن ما وقع منذ عدة أيام من محاولات سيئة نرفضها من إساءة لرسول الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم ويرفضها الشعب المصري كله بل وشعوب العالم كلها وعلى رأسها الشعب الامريكي كما اخبرني اوباما بذلك. وقال مرسي : "علينا أن ندرك جميعاً أن مثل هذه الأفعال الصبيانية السيئة لا تؤدي إلي خير وإنما تحاول أن تلفت الأنظار عن المشاكل الحقيقية حول العالم مثل المشكلة السورية والأزمة الفلسطينية، ونحن ماضون في تحقيق السلام .. والإسلام كما تعلمون يحترم المعتقدات والآخر .. والإنسان عموم الانسان له حقه كما قال المولي " ولقد كرمنا بني آدم"، موضحاً أن مصر قدمت العزاء في قتل سفير أمريكا ببنغازي. وبدأ الرئيس مرسي كلمته بالتعقيب علي كلمة ترحيب الرئيس الايطالي جورجو نابولتانو بقوله : "الاخ العزيز والصديق الحميم رئيس إيطاليا السادة الحضور جميعاً .. أشكرك سيادة الرئيس علي هذه الكلمات وأستشعر روح الصداقة الحقيقية وأنا أجري هذه المحادثات في زيارتي لإيطاليا بعد أن زرت بالأمس الإتحاد الأوروبي .. نشكر السيد الرئيس ورئيس الوزراء والحكومة الإيطالية لوقوفهم إلي جانب الشعب المصري في ثورته ومما يذكر أن جميع الشركات الإيطالية التي تعمل في مصر لم تتوقف عن العمل أثناء وبعد قيام الثورة في هذه المرحلة الإنتقالية بل زادت انتاجيتها. وأضاف الرئيس مرسي : "إن المحادثات التي جرت بيننا اليوم مكملة لما جرت بيني وبين الحكومة أمس وقد تناولنا العديد من الموضوعات ومن هذه الموضوعات الدعم الإيطالي لتاسيس دولة الحرية والمواطنة والديمقراطية وزيادة عدد السائحين الايطاليين في مصر واحترام الدستور والقانون وقد قطعنا فيه شوطا كبيرا وقد اتجهنا الان صوب التنمية الشاملة". وشدد علي أن السلام العالمي يحتاج الي تواصل وإلي تفاهم وإحترام الجميع لبعضهم البعض وإحترام المعتقدات وإحترام التنوع والرأي الآخر وإلي وجود الآراء المتعددة .. لافتاً إلي أن السلام لا يتحقق إلا إذا كان هناك إحترام متبادل بين شعوب الأرض .. وقال : "نحن في مصر نحافظ علي ذلك والشعب المصري الآن يقفز قفزة كبيرة تجاه الحريات العامة وعدالة توزيع الثروة والنهضة الكبيرة التي ننشدها كما نتحرك نحو العالم ونفتح كل الابواب شرقاً وغرباً" .. ووجه الرئيس مرسي كلامه للرئيس الإيطالي جوجو نابوليتانو قائلاً " جئنا برسالة سلام واضحة اليكم جميعاً بعد أن عانت اوروبا من ويلات الحروب لا حل لهذا العالم لكي يعيش في رخاء إلا بالسلام الحقيقي ولا يتحقق بعدوان أحد علي أحد". من جانبه قال الرئيس الإيطالي جورج نابوليتانو في كلمته : "نحن مهتمون بكل جهد مشترك لضمان السلام في المنطقة ولتأكيد نجاح الثورات الأفريقية وثورة مصر بشكل خاص، وأرحب بالرئيس مرسي أول رئيس منتخب لبلد عظيم مثل مصر". وواصل الرئيس الايطالي : "حرصت أن أقول لفخامة الرئيس مرسي أن سياسية الصداقة هي الأساس في التعامل مع العالم العربي منذ مولد الجمهورية كأمة ديمقراطية تستنكر الحرب وتريد السلام وتاكد على حقوق الحرية والعدالة في كل بقاع الارض ومنذ ذلك الحين تتباعد حكومات عديدة فكانت هناك توترات سياسية وأيديولوجية ولكن كان هناك إتفاق واسع " .. وأضاف : "لقد وجهنا التحية بأمل كبير وثقة كبيرة إلي ثورات الربيع العربي ولا أشك أن من بين تلك الدول في الموقع الأول لأهميتها ودورها المحوري في المنطقة تحديداً مصر". وأضاف الرئيس الإيطالي أنه أعجب كثيراً بما عرضه عليه الرئيس مرسي حول المبادئ التي تريد أن تقوم عليها مصر الجديدة في مرحلة الجمعية التاسيسية والتي ستطرح الدستور لاحقاً علي الإستفتاء الشعبي لتكون بداية بناء دولة قائمة علي الفصل الحقيقي بين السلطات علي حد قوله. كما أعجب أيضاً بمبدأ المساواة في الحقوق بين كل المواطنين .. وقال الرئيس الايطالي فى هذا الصدد : "سمحت لنفسي أن أذكر بكلمات الدستور الإيطالي التي تعبر عن ذات الروح وهي المساواة في الحقوق بين كل المواطنين بدون تمييز في الجنس أو العرق أو الدين بما يضمن حرية الإعتقاد تلك هي المبادئ الاساسية والتي أسعدني أن أسمعها من الرئيس مرسي". وأكد جورج نابوليتانو أن إيطاليا علي قناعة بأنه من الأساسي أن نوحد جهودنا وبأن نعطي حلاً لضمان إتمام عملية السلام في الشرق الأوسط والتي تسير بلا حل منذ عقود طويلة وتتطلب أقصي درجات المسئولية الممكنة. كما أكد أنهم علي قناعة بأنه لا يمكن أن يتحقق أمن دولة إسرائيل دون الإعتراف بحق الفلسطينيين في دولة كاملة السيادة. وقال نابوليتانو : "الرئيس مرسي حدثنا عن المبادرات التي قاموا بها إزاء الصراعات الداخلية في سوريا والقمع الباطش من قبل الرئيس الأسد وتأسيس لجنة رباعية .. ونحن في الإتحاد الأوروبي نحييها بكل أمل وثقة وكنا نريد أن نقوم معه بالإلتزام بتطوير العلاقات الإقتصادية والإستجابة لما يصبو إليه الشعب المصري وبما يمكن أن يكون سبباً في إزالة المخاطر". و عقب الإنتهاء من المؤتمر الصحفي توجه الرئيس مرسي إلي المركز الإسلامى في روما حيث أدي صلاة الجمعة هناك ثم ألقي كلمة للمصلين من جميع الجاليات الإسلامية في إيطاليا إستغرقت حوالى نصف الساعة وسط تكبيرات المصلين وترحيبهم بالرئيس .. وأكد في كلمتة أن الإسلام دين ودولة يحمل رسالة سلام للعالم. وطالب الحضور بإحترام عقائد الغير والإلتزام بقوانين الدول التي يقيمون فيها .. كما شدد علي أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون إقامة الدولة الفسطينية كاملة السيادة بالإضافة إلي حصول السوريين علي حقوقهم ورحيل الرئيس السوري بشارالأسد. وإلتف المصلون حول الرئيس مرسي حتي وصل إلي سيارته خارج المسجد في طريقة إلي فيلا سافويا ليختتم زيارته إلي إيطاليا بمقر السفارة المصرية بروما ولقاءه مع رؤساء وأبناء الجالية ورجال الأعمال المصريين في إيطاليا.