التقى وزير الداخلية اللواء منصور عيسوي بمكتبه اليوم الخميس بالمواطنة سلمى الصاوي الطالبة بكلية الألسن لفحص شكواها بنفسه بعد أن كتبت على صفحة فيس بوك الخاصة بها انه تم اعتقالها اثناء عودتها الى منزلها بمدينة 6 أكتوبر عقب مشاركتها في تظاهرة فى ذكرى مقتل خالد سعيد أمام الوزارة. وقالت سلمى انه تم احتجازها معصوبة الأعين من قبل أحد الضباط بمقر الامن الوطني وقيامه بسؤالها عن عدد من الناشطين بحركة 6 ابريل ثم قيامه بالافراج عنها. ورغم ان عمليات الفحص التي قامت بها الأجهزة الأمنية المعنية بالوزارة أكدت عدم صحة الأنباء التي أشارت إلى قيام أحد ضباط الشرطة بتجاوزات بحقها، إلا ان وزير الداخلية طلب استدعاء سلمى الصاوي وحضرت بالفعل الى ديوان الوزارة واستمع بنفسه الى روايتها وكلف الاجهزة المعنية باعادة البحث في الموضوع من جديد. بعد الجدل الشديد الذى أثارته شهادة - سلمى الصاوى (18 سنة) على صفحتها على الفيسبوك والتى اتهمت فيها ما اعتبرتهم ضباطا بالأمن الوطنى باعتقالها وتعذيبها منذ صباح الأمس واهتمام الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بالقضية واستقبالها له بمكتبه حلت الصاوى ضيفة على برنامج آخر كلام الذى يقدمه الإعلامى البارز يسرى فودة بالأمس لتروى تفاصيل ماحدث لها منذ اعتقالها وحتى إطلاق سراحها . وبعيدا عن الارتباك الذى كان مسيطرا عليها أثناء سردها لوقائع ما حدث لها اعتبر الكثيرون روايتها مفككة وغير منطقية تفرض عددا من التساؤلات التى طرحها المصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعى عقب مشاهدتهم للصاوى ، حيث اندهش الكثيرون متسائلين كيف لناشطة سياسية وعضو فى 6 إبريل ألا تعرف التفريق بين الزى المدنى والميرى لرجال الشرطة فضلا عن رتب الشرطة أو الجيش؟ . كذلك صرحت الصاوى بأنها ليست ناشطة معروفة وفعالة أو كما قالت وهى تصف نفسها أنا ناشطة لكن على قدى فلماذا إذن يجازف ضباط الأمن الوطنى بإثارة الرأى العام ضدهم وهم يدركون الموقف الشعبي من الجهاز المنحل والانتقادات التى مازالت توجه له باعتقال ناشطة قد لاتملك قدرا من المعلومات التى قد يملكها ناشط أكثر شهرة و تحركا فى الشارع حتى ولو كان الهدف إيصال رسالة محددة أليس من الأولى أن تصل تلك الرسالة من خلال ضحية أخرى معروفة للجميع بنشاطها فى الشارع كى تكون الرسالة أكثر تأثيرا . أيضا ذكرت الصاوى فى روايتها أنها تلقت ضربة بالرأس ففقدت الوعى وتذكرت ذلك بوضوح على الرغم من أن المعروف طبيا أن أى إصابة فى الرأس تؤدى إلى غيبوبة غالبا لايتذكرها المصاب كما لفت أحد الاطباء تعقيبا على تلك النقطة . ولم يتوقف الأمر حول تفنيد رواية الصاوي على مواقع التواصل الاجتماعى، فبعد انتهاء الحلقة أصدرت حركة 6 إبريل بيانا فى الساعات الأولى من صباح اليوم أعلنت فيه أن الصاوى ليست عضوة فى حركة شباب 6 إبريل مؤكدة على أنها تشجب ما حدث للصاوى من ممارسات كانت من معالم النظام البائد و معلنة أنها تترقب نتائج التحقيق فى الواقعة . ومشددة على ضرورة تحديد اختصاصات جهاز الأمن الوطنى ومسئولياته فضلا عن ضرورة الإشراف القضائي عليه حتى يتسنى للنشطاء السياسيين التعبير عن آرائهم بكل حرية دون ترهيب من أى جهة مناشدين المجلس الأعلى للقوات المسلحة البت فى تلك المطالب لأنها تصب فى مصلحة الوطن والمواطنين . وفى مفاجأة أخرى، صرح مصطفى فؤاد الناشط بحركة 6 إبريل وصديق الصاوى لبوابة الأهرام بأن روايتها غير منطقية مكذبا ما سردته من وقائع حيث أكد أنها لا تنتمى للحركة إلا على صفحات الإنترنت فقط ولكنها تعتبر نفسها ناشطة بها مؤكدا أنها لم يسبق لها المشاركة فى أى اجتماعات أو فعاليات نظمتها الحركة من قبل فكيف لضباط الأمن الوطنى أو أمن الدولة أن يعرفوها ؟ . وأضاف فى الليلة التى ذكرت فيها أنه تم اعتقالها كانت تجلس معه هو ومجموعة من النشطاء على إحدى المقاهى الشهيرة بوسط البلد بعد انتهاء وقفة الشهيد خالد سعيد وقد تطوعت الناشطة مروة الكومى بإيصالها بسيارتها إلى ميدان التحرير لتستقل ميكروباصا إلى مدينة 6 أكتوبر حيث تسكن فى العاشرة والنصف مساء مؤكدا أنها كانت فى منزلها فى الواحدة صباحا لأن أول بوست أو رسالة كتبتها على الفيسبوك كانت فى الواحدة إلا ربع صباحا كما كانت متاحة أونلاين على خدمة الدردشة عبر موقع الفيسبوك فى الواحدة صباحا . متسائلا كيف تم اعتقالها والتحقيق معها وهو الأمر الذى بدا من روايتها أنه قد استغرق ساعتين على الأقل بالإضافة إلى احتساب الوقت المستغرق من ميدان التحرير لميدان الحصرى بأكتوبر ومع ذلك تكون فى منزلها فى الواحدة صباحا ، متسائلا كيف يتم القبض عليها من ميدان الحصرى بالطريقة التى روتها دون وجود شاهد عيان واحد على الرغم من كون هذا الميدان من أكثر الميادين ازدحاما فى المدينة . مضيفاً أنه يعرفها منذ عام ونصف والمقربين من الصاوى يدركون أنها تتمتع بخيال واسع وتعشق التحوير وتمارس الكذب باستمرار وأن كل ماحدث هو أنها أرادت تبرير تأخرها فى العودة إلى المنزل فاخترعت تلك الحكاية لوالدتها التى شعرت بالقلق وهاتفت أحد النشطاء من أصدقاء سلمى الذى استفزه ما حدث لها كفتاة ونشر الأمر على الفيسبوك وهو ماتسبب فى الضغط عليها من قبل كثيرين لتروى قصتها فكتبت تدوينة على صفحتها على الفيسبوك وبعد أن تضخم الموضوع و انتشر بين الناس وصل الأمر لرئيس الوزراء فاهتم بها كان من الصعب عليها أن تتراجع وعبر فؤاد عن استيائه الشديد من القصة التى اعتبرها ملفقة وتساهم فى تشويه الحركة ومن ينتمون إليها فى الظروف الصعبة التى تمر بها الحركة الآن . الرواية نفسها أكدها الناشط محمود شكرى فى تدوينة كتبها يكشف فيها ما اعتبره كذب الصاوى وحاول إثبات رأيه من خلال طرحه عددا من التساؤلات التى فند من خلالها روايتها المفككة قائلا أولا اشمعنى الجيش هيختار سلمى الصاوي مخصوص يستناها في الحصري ؟؟مع العلم إن سلمى أصلاً عمرها ما نزلت إجتماع ل6 إبريل وعايشة برة مصر ومش عضوة في الحركة غير على الإنترنت بس. سلمى اليوم ده نزلت تقابل مروة الكومي عضوة 6 إبريل عشان الوقفة الصامتة وبعدها راحوا وزارة الداخلية وبعدها راحوا قهوة في وسط البلد ومروة الكومي وسارة يسري قالولي إنهم ركبوا سلمى من موقف عبد المنعم رياض الساعه 10.30 بالليل يعني على الأقل هتاخد ساعه من التحرير لأكتوبر وبعدها هتاخد ساعه في أمن الدولة والتحقيقات دي وتقوم مروحة من هايبر إزاي بقى سلمى تكون فى البيت الساعه 1.30 ؟ . يذكر أن الناشطة سلمى الصاوى كانت قد ادعت انتماءها لحركة 6 إبريل واتهمت ما اعتبرتهم ضباطا بالأمن الوطنى باعتقالها وتعذيبها وأثارت روايتها جدلاً شديدا منذ الأمس وأبدى الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء إهتماماً خاصاً بها معبرا عن إستيائه من استمرار تلك الممارسات وطالب بالتحقيق فى الأمر لمعرفة المسئول ومحاسبته فى الوقت نفسه أصدرت وزارة الداخلية عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك بيانا نفت فيه تعرض أى من ضباطها للصاوى مؤكدة رفضها لتلك الممارسات داعية الصاوى للتقدم ببلاغ رسمى للتحقيق فى شكواها . ونحن لا نؤكد أو نكذب القصة ولكن نشير إلى ظاهرة خطيرة وربما لا يراها البعض كذلك وهى أن النظام الأمنى الحالى نظام مهزوز وفاقد الثقة بنفسه .