لم تشهد مدينة الإسماعيلية في تاريخها علي مر السنين عمليات إجرامية كالتى تراها في حياتها حالياً. لقد عاشت هذه المدينة الحالمة في حب وأمن وسلام بين أهلها الأصليين وقد توجت بلقب أخر المدن النظيفة في مصر منذ عشرين عاماً. ولكن إنقرضت التركيبة السكانية لأبنائها الحقيقيين والتي كانت محصورة في أربعة أحياء الحي الأفرنجي وعرايشية مصر والمحطة الجديد ومنشية الشهداء. وكانت المحافظة علي جمالها ونظافتها في ثوبها الجميل لا يتعدى سكانها 250 ألف نسمة وأصبحت الآن مليون نسمة خلال ال 35 عاما الأخيرة وإنتشرت الأحياء الجديدة مثل الشيخ زايد والمستقبل والتي جلبت لها تركيبة غريبة في حياتها غيرت ديموغرافية المدينة السكانية. وتم تقليد القادمون من خارجها مناصب في هيئة قناة السويس والشركات الأستثمارية وفي وزارة الدخلية والعدل وغيرها من الهيئات الحكومية حتي تليفزيون القناة وإذاعتها وغالبية هؤلاء يحملهم كل يوم قطار الساعة السابعة صباحاً وهم يرتدون الجلاليب. وتم تهميش أبناء المدينة الأصليين من هذه المناصب التي من حقهم والأولية في تقلدها من أجل المحافظة عليها ونشر ثقافتها بين الوافدين إليها ولكن أصبح تهميشهم خطة مدبرة لمحو ثقافتها وتاريخها وعاداتها وتقاليدها. والدليل علي ذلك تكريمهم في مساكن خصصت لهم وإنتشار العشوائيات في كل مكان من واضعي اليد والتي أوت عناصر إجرامية من كل نوع من سطو مسلح وسرقات وقتل في عز الظهيرة وإنفلات أخلاقي وإنتشرت عناصر بوجوه يعلم الله من أين أتوا لم نراها من قبل في حياتنا، وقاموا بتحطيم كل ما هو جميل في هذه المدينة. وتم إنتشار الفوضي في شوارع المدينة حتي الشوارع الرئيسة المشهورة في المدينة بمحلاتها التي تتزين بجمالها معروضاتها مثل شارع مصر وشارع سعد زغلول والثلاثيني. وقد قاموا بنشر بضائعهم الفاسدة في نهر الطريق والذى أصبح مثل سوق في قرية من قري الأرياف. والآن الإسماعيلية تبكي علي حظها السيئ لهذه النوعية والتي سيطرت بنفوذها وأموالها من أجل محو تاريخ هذه المدينة التي شهدت أعظم ملاحم تاريخية علي مر السنين منذ حفر قناة السويس حتي إنتصارت السادس من أكتوبر وأعادة الحياة من جديد للمدينة. وللأسف الشديد، لقد جاءت هذه النوعية لتدمر بمعاولها كل شيئ جميل في هذه المدينة فقد دمروا مشتل البلدية ومشتل الهيئة التي كانت تزين طرقات المدينة بزهورها الجميلة علي الطرقات أيام الربيع، وقاموا بأكبر مذبحة للأشجار النادرة التي كانت تميزها لكل زائر لها علي جانب الطريق. كل هذا حدث علي عينك يا تاجر وأمام الذين تقلدوا مناصب من ممثلين عن شعب الإسماعيلية في مجلس الشعب والشوري ومنصب المحافظ ،ولم يحرك ساكناً ليقف أمام زحف هؤلاء الجهلة الذين لم يتعودوا أن يعيشوا في أماكن تمتاز بجمال الطبيعة ويحفظوا علي الأماكن التي يعيشون فيها بل جاءوا لكي يتخذوها بؤر أجرامية والتي تشهدها كل يوم هذه المدينة وإنتشار الفوضي في كل مكان وأشغال الطريق العام بالأطعمة الفاسدة بأنواعها. ولم يتحرك المسئولون فى مديرية الصحة لمراقبة هذا الفساد ولا مجلس المدينة ولا المحافظ ولا الأمن وكل هذا يحدث أمام أعينهم وأصبحوا مثل الثلاثة قرود لا نري لا نسمع لا نتكلم. وبذلك أصبحت هذه النوعية والتي إنتشرت مثل الفيروسات في مجتمع الإسماعيلية ،لايعيرهم أي شيئ ويطلعوا لسانهم لأهل المدينة وضربوا بحرض الحائط كل القوانين بمظهرهم الذي يعر والوجوه الكالحة والألفاظ السوقية وقلة الأدب اليومية التي يسمعها أبناء المدينة كل يوم تحت تهديد من يحملون الأسلحة البيضاء والسنج والأسلحة الألية والطبنجات المسروقة أثناء الثورة ليهددوا بها المجتمع بأثره وعدم إحترام القانون وإحترام المدينة التي أوتهم ، ولم يفكروا أن يتعلموا من أهل المدينة القيم والمبادئ والأخلاق والسلوك المتحضر. إنني حزين كلما تصفحت ألبوم الصور الذي أحتفظ به قلبي يتمزق لما أصابها بهذا السرطان الذي إنتشر في كل مكان فيها وأترك هذه المهمة لشباب ثورة 25 يناير والصحفيين الشباب من أبناء الإسماعيلية وأن يتولوا حماية ماتبقي من مدينتهم ومن الذين أنشغلوا من أجل مصر علي مدي عام ونصف. وأتمني أن يصحوا من غفوتهم ويعيدوا مجد مدينتهم الإسماعيلية والمحافظة علي هويتها الأصلية ومساعدة رجال الأمن بلجان شعبية من شبابها ، لكي تستخدم القوة والضرب بيد من حديد علي يد كل من تسول له نفسه بث الرعب ونشر الفوضي من هذه الزمرة من المأجورين والخارجين علي القانون والذين يتسترون ويعيشون في المناطق العشوائية بين المواطنيين الأبرياء. لابد من التحرك فوراً من أبناء الإسماعيلية وإعادة هيبتها وأمنها وسلامتها قبل فوات الأوان!!!.