«لم يرحموا بكاء طفلتي».. القصة الكاملة لوفاة رضيعة الإسكندرية على ذراع والدتها بسبب منع الإجازة

«صورة بنتي وهي بتموت على ايدي وأنا بتذلل للحصول على أجازة حتى أذهب بها للطبيب بتطاردني طول الوقت وكأنها بتطلب منى حقها من اللي ظلموني وكانوا سبب في موتها» بهذه الكلمات طالبت دعاء أحمد عطيفي عاملة في مصنع منسوجات بحق طفلتها «رضيعة الإسكندرية» والتى توفيت الأربعاء الماضي على يديها بسبب عدم تلقيها الرعاية الطبية اللازمة لرفض إدارة المصنع منحها أجازة لعرضها على الطبيب، مؤكدة أن لجنة مركزية من وزارة العمل توجهت لمقر الشركة وفتحت تحقيق موسع حول الواقعة.
وقالت: «تلقيت اتصال هاتفي من وزير العمل لتقديم واجب العزاء في وفاة رضيعتي ووعدني بالحصول على حقها».
وأضافت: «الوزير قال لي نصًا يا بنتى حقك عليا أنا وأنا اللى هجيبلك حق بنتك لغاية عندك، وأنا مش عايزة غير حق بنتي اللى ماتت وهى لسه بتفتح عينيها على الدنيا ومتعرفش بأى ذنب ماتت بالشكل ده».
وتابعت: «أرسل الوزير لجنة للتحقيق واستمعت لأقوالي وأقوال أكثر من 20 شخص داخل الشركة ما بين عمال ورؤساء ورديات وقطاعات وأنتظر نتيجة التحقيق للحصول على حق ابنتي الرضيعة».
وعن الواقعة قالت والدة الرضيعة: «أعمل بإحدى شركات المنسوجات والمفروشات في المنطقة الصناعية الحرة في العامرية غرب الإسكندرية مقابل 4500 جنيه شهريا بخلاف 1000 جنيه غلاء معيشة ويتم خصمه كليا في حالة غياب بدون إذن حتى ولو يوم واحد».
وأضافت: «أصيبت ابنتي الرضيعة والتى لم يتخطى عمرها 3 شهور بميكروب في المعدة وكانت تصرخ بشكل متواصل وتحتاج لرعاية متواصلة وطلبت إجازة من الشركة لكنهم رفضوا بحجة أنني عائدة حديثا من أجازة الوضع».
وبكت وهي تقول: «يوم الأربعاء الماضي زادت حالة ابنتي سوءا وبسبب الظروف المعيشية الصعبة لم أتمكن من الغياب دون إذن فحملت ابنتي في حضني وذهبت بها للعمل في الساعة السادسة صباحا لعدم قدرتي على تركها بمفردها مع أشقائها الأربعة»سلمي 11 سنة وسليم 4 سنوات وتوأم سليا وسيلا عامين«وكل دقيقة كانت تمر علينا كأنها دهر حيث لم تتوقف الرضيعة عن البكاء والصريخ من الألم حتى وصلنا الشركة في الساعة السادسة والنصف وتوجهت مباشرة لمديرة المباشرة وطلبت إجازة للذهاب بابنتي للطبيب ولكنها رفضت وأكدت أنني عائدة من إجازة وضع وأى غياب سيكون بخصم حافز غلاء المعيشة والخصم أيضا من الراتب».
وانهارت وهي تقول: «لمدة 3 ساعات ابنتى لم تتوقف عن البكاء ولا الصراخ وأنا لم أتوقف عن التذلل للحصول على الإجازة حتى انقطع نفس ابنتي وتدهورت حالتها فاحتضنتها وذهبت للطبيب لكنه أخبرني أنها توفيت فلم أتمالك نفسي وسقطت مغشيا عليا».
وأضافت: «المديرة اللى رفضت منحي الأجازة ولوائح الشركة الظالمة هي اللي قتلت بنتي وأنا مش هسيب حقها ومنتظرة عدالة لجنة الوزير وعدالة السماء في القصاص ممن تسببوا في وفاة رضيعتي التي لم تفتح عينيها بعد على الدنيا».
وعلى الصعيد نفسه بدأت لجنة مركزية من وزارة العمل، إجراء تحقيق موسع داخل الشركة حول الواقعة واستمعت لأقوال عدد كبير من العمال الذين أكدوا وجود لوائح داخلية بالشركة تخالف قانون العمل .
ورصدت اللجنة العديد من المشاكل والمعوقات التي يعاني منها العمال مع صاحب الشركة.