في مثل هذا اليوم من الخامس من يونيو حزيران عام 1967منذ 45 عاما تعرضت مصر لأكبرهزيمة في تاريخها من إسرائيل وكان يوماً للذل عند العرب. يومها توالت الجرائم الإسرائيلية البشعة وشعب مصر الصامد بدون غطاء جوي ودفاعات أرضية بعد أن فقدت كل ما يملك من وسائل الدفاع عن نفسه لتشهد الغطرسة الإسرائيلية اليومية أمام العالم بأكبر جريمة أرتكبتها في حق الجنود المصريين الأسري وفي حق المدنيين الأبرياء من مذبحة أطفال مدرسة بحر البقر ومذبحة عمال أبو زعبل التي راح ضحيتها الآلاف المؤلفة من خيرة أبناء مصر من شبابها في القوات المسلحة ومن أبناء مدن القناة من المدنيين في الإسماعيلية وبورسعيد والسويس. وصمد شعب مصر يدا تبني ويدا تحمل السلاح وتحملت الضربات الجوية اليومية في حرب الإستنزاف وسقط الشهداء من الجنود ومن المدنيين الأبرياء حتي بنيت مصر جيشها من جديد بسواعد أبنائها لتعيد مجدها وكرامتها وكرامة العرب. قالوا يومها إن الجندي المصري ترك حذاؤه في سيناء وهرب وقالوا إن مصر بلد غير مقاتل بعدما فقدت آلاف من الشهداء من أجل القضية الفلسطينية وحدها علي مر الزمن منذ عام 1948 حتي هذه اللحظة التي نعيشها الآن. ولم يعرف التاريخ ولا العالم أجمع، بلدا تعرض للإهانات اليومية من أبواق الدعاية من بعض الدول العربية كما تعرضت مصر في تلك المرحلة. وتحمل شعبها صبر أيوب في تلك المرحلة التاريخية في حياته على نحو عجيب. وبدأت مصرتعمل في صمت لتجهيز جيشها وكانوا يريدون أن يكونوا أوصياء علي مصر يقرروا لها ماذا يجب أن يفعلوا.ولكن مصر يومها أتخذت قرارها التاريخي بطرد الخبراء السوفييت لينفرد المصريون بقرارهم السيادي في أعلان الحرب بجنودهم البواسل وتفاجأ العالم بحرب السادس من أكتوبر المجيد عام 1973 وأعادة كرامة الجندي المصري وكرامة العرب. وعندما ذهب الرئيس الراحل أنور السادات إلى القدس عام 1977،العالم كله وقف مذهولول وغير مصدق لهذا الزعيم التاريخي ابن مصر ببشرته السمراء وإبتسامة المنتصر. يومها نشرت الصحف والمجلات العالمية صورة السادات. إنه رئيس مصر رجل الحرب والسلام. رغم كل ذلك لم يعجب إخوتنا في العروبة هذا الإنتصار الكبير الذي عاد عليهم بخيرات الذهب الأسود وأقاموا تحالف ضد مصر وأطلقوا على أنفسهم جبهة الصمود والتصدي وأطلقوا علينا نحن أهل الخيانات وكامب ديفيد وطردونا من جامعة الدول العربية ونقلوها إلي تونس وطردونا في كل مكان في العالم وقاطعوا مصر أكثر بكثير مما قاطعنا إسرائيل. وفي عام 1981 كان إغتيال رجل الحرب والسلام أنور السادات على المنصة أثناء العرض العسكري بإحتفالات إنتصارت السادس من أكتوبر علي أيدي المتطرفين من خونة هذا الوطن. فمصرلم تخرج يوما من.مصر بل لم تخرج يوما من العرب بل الآن مصر عادت إلى مصر وعاد العرب إلي مصر لأن مصر لديها أقوي جيوش المنطقة تأهيلاً وتدريباً وتسليحاً مهمتها في الظروف الحالكة التي تعيشها الآن الدفاع عن مصر وحدودها وليس الإنتحار وبناء مصر الحديثة بأيدي شبابها من ثوار 25 يناير 2011. ربما يكون درسا لشباب ثورة 25 يناير لكي يعرفوا تاريخهم جيدا التي تمر ذكري 45 عاما علي هزيمة الخامس من يونيو حزيران عام 1967. ويحزنني ان تمر هذه الذكري المحفورة في ذاكرة كل بيت في مصر تحمل أسم شهيد من الشهداء الذين سطروا ملحمة تاريخية بدمائهم من أجل مصر ومن أجل أجيال المستقبل ولم يذكرهم أحد سوي كل بيت في مصر قدم شهيدا فداءا لمصر. كنت أتمني أن تقام صلاة الغائب علي أرواحهم في ميدان التحرير لنتذكرهم وفي محافظات الجمهورية التي لم تخلوا من شهيد ضحي من أجل مصر أو في جمعة من الجمعات التي تقام كل جمعة وللأسف الشديد ضاعت وسط الزحام بين المظاهرات والاعتصامات التي تقام كل يوم ولا يذكرون حقيقة هذا اليوم من الذين ضحوا بأرواحهم ورويت دمائهم منذ 45 عاما علي ضفاف القناة ورمال سيناء. رحم الله شهدائنا الأبرار في 5 يونيو 67 ورحم كل شهدائنا الأبرار في حرب 48 و52 و56 و67 و68 و69 و70 و73 وشهداء ثورة 25 يناير 2011 ..!!!.