إعصار دمر الطفولة وجعلها تختلج دماء البراءة من طرف أناس كالوحوش يغتصبون الأطفال الصغار ويقتلونهم، كأنهم حشرات يدسون عليها دون إكثرات أو قيود. لهذا أضحى هذا الإغتصاب كالتسونامي أو كموضة في بلد مسلم يؤمن بالله ورسوله لنجد آباءا يغتصبون أبنائهم ويقتلونهم ، بالله علينا ما هذا الأمر المرعب المفزع الذي تقشعر له الأبدان وتبكي له الأجفان. ولن ننسى آخر ضحايا هذا الإعصار الطفلة ملاك من مدينة إنزكان الذي لا يتراوح سنها السنتين أغتصبت وقتلت من طرف متشرد لا يتجاوز سنه الخامسة عشر ربيعا في إحدى المقابر، زخرف وجهها الملائكي بالزجاج كأنه يرسم لوحة فنية بألوان طيف الإغتصاب. ملاك الوردة الصغيرة التي تمزقت أوراقها على يد هذا الوحش الذي أشعل جمر الدمار وفتك بجسدها الصغير، إلى دار البقاء. لم تعد هنالك طفولة في تراجيديا الإغتصاب الذي نسمع عنه كل يوم كأنه فيلم سينمائي يصور في قاعات المقابر ونشاهده في أخبار الحوادث. إذن توفيت الطفولة وسنقرأ عليها الفاتحة ترحما لروح برائتها التي أضحت ترابا لأجساد أطفأت شموع عمرها من طرف أشخاص لا يعرفون معنى الآدمية من شيء لأنهم يرتدون قناع الشيطان، في صورة الإنسية. ملائكة أطفال ستظل تنير نجوم السماء ولنرفع أكفنا ونتضرع من الله أن يحمي أطفالنا لأنه لم تعد هنالك جمعيات لحقوق الطفل، وأي أمن فهم مجرد عنوان لتعازي ولغة خشب لتباهي.