أحياناً تتملَّكُنا الحيرةُ إزاءَ صُورٍ من الحبِّ ، ونستغربُ ، ونتساءَلُ عن السبب الخفيِّ وراء حبِّ امرأة جميلةٍ جدّاً لرجلٍ غير جذَّابٍ ، أو حبِّ رجلٍ وسيمٍ لامرأة عاديةٍ ، بالمقارنة مع نساءٍ أخريات أكثر منها فتنةً وجمالاً ، ونقول بيننا وبين أنفسنا ، أو بين خاصتنا : كيف حدث ذلك ؟. وبعضُ الجواب عن هذا موجودٌ في الحكايات الخرافية ، والأساطير القديمة ؛ فقد ذكر (شكسبير) في مسرحيته (حلم ليلة صيف) ، أن ذلك يعود إلى سِحْرِ الورود والأعشاب. وللتوضيح ؛ ففي أحداث هذه المسرحية ، نجد ملِكَ الجان (أوبرن) يعرفُ سحر الورود والأعشاب ، ويقرر استعمالها لخلق وهْمِ الحبِّ ، وقد دلَّ إحدى شخصيات المسرحية ، وهو الجِنّيّ (باك) على وردةٍ ذات تأثير خاصٍّ مخدِّرٍ في النفوس ؛ إنها وردةٌ كانت يوماً بيضاء ، وكانت تنامُ إلى جانبها حسناءُ ، حينما جاء (كيوبيد) إلَهُ الحب ، وأطْلقَ عليها أحدَ سهامه فأخطأها ، وطاشَ سهمُهُ فأصاب الوردة البيضاءَ ، فاستحالت فوْراً إلى حمراء. ويكْفي قطْفُ هذه الوردة ، ثم استخراج رحيقِها ، ووضعه على جفْنِ إنسانٍ نائمٍ ، كي يقع صريعاً في حب أول شخص يراه عند يقظته ، سواء كان ذلك الشخص وسيماً أو ذميماً ، مرحاً أو عبوساً ، ذكياً أو غبياً ، غزالاً أو قرْداً !. فإذا صادفتم في الطريق بطَّةً تتأبَّطُ جناح طاووسٍ .. أو ظبْيَةً تهيمُ حباً ببغْلٍ أو ثوْرٍ ، فاعلموا أن الجنِّيَّ (باك) هو الذي لم يخترْهمْ بطريقةٍ صحيحةٍ ، قبل أن يضعَ رحيق الحب على جفونهم وهم نائمون !!.