قدم جنوب اليمن في يوم عيد الجيش الجنوبي عرض عسكري رمزي في كبرى ساحات الثورة الجنوبية التحررية وسط العاصمة عدن وبحضور عشرات الآلاف من نشطاء وناشطات الحراك الجنوبي الذي البعض منهم شارك العسكريين الجنوبيين في عرضهم العسكري الذي نفذ بدون أي إستعدادات رسمية من قبل الحراك. ففعالية العرض العسكري الكرنفالي ورغم أنه لم يكن عالية الدقة في التنظيم بسبب عدم الإستعداد الجيد له إلا أنه أربك الإحتلال اليمني أكثر مما أربكته الثمان المليونيات التي أقامها الحراك الجنوبي في ساحة العروض وهي نفس الساحة التي أحيا فيها الجنوبيين العيد الثاني والأربعون ليوم الجيش الجنوبي يوم الأحد الماضي الأول من سبتمبر 2013م. لقد تابعت شخصياً جميع القنوات الفضائية اليمنية والصحف والمواقع الإخبارية التابعة للجمهورية العربية اليمنية وتوقعت ردود أفعال غاضبة كما تحدث عند أي تصعيد جنوبي تجاه التواجد اليمني في الجنوب ، لكنني هذه المرة أنبهرت من تلك التشنجات والصداع الكبير الذي ظهرت فيه الكثير من القوى السياسية والشخصيات والمشائخ النافذين الذي شعرت أنهم إنصدموا من هول ما رأوا وأنا أرى أنهم لم يروا شي مما يخبأه الجنوب لهم في قادم الأيام. هنا كمتابع جنوبي أسأل : هل يلتقف الحراك الجنوبي هذا الصداع القائم في قوى الإحتلال المختلفة ؟ .. وهل هم قادرين على جعل هذا الصداع مزمن في تلك القوى الإحتلالية الظلامية الذي يرعبها سماع صوت إستقلال الجنوب خوفاً على ما أمتلكته بالإستحواذ والإستيلاء من ثروات وآراضي ومنهوبات داخل الأرض الجنوبية والذي سيكون مصيرها الفقدان التام عند تحرير الجنوب بل قد يتم مساءلتهم عن ما حققوه من أرباح منها خلال فترة الإحتلال ؟. وقد يتساءل المواطن والناشط الجنوبي ماهي الإمكانيات التي بيدنا لجعل الصداع الإحتلالي مستمر في رأس كل طاغية وناهب في دولة الإحتلال فأسهل الوسائل هي التصعيد الثوري. والتصعيد الثوري يجب أن يكون في شتى جوانب العمل السياسي المؤسسي مثل : التصعيد في العصيان المدني مع الإضراب العام والشامل. التصعيد الإعلامي في مختلف الوسائل الإعلامية. التصعيد في مقاطعة الشركات والبضائع والمنتوجات الشمالية. التصعيد في رفع الأعلام والشعارات الجنوبية على جميع المباني وأعمدة الكهرباء وتسمية الشوارع والأحياء السكنية بأسماء شهداء الجنوب. ويقابل ذلك تصعيد خارجي من خلال تحركات رسمية للرئيس البيض وباقي القيادات الجنوبية المتواجدة في الخارج من خلال التقائهم بعدد من القيادات العربية والأجنبية وشرح الوضع الجنوبي الحاضر ليكونوا الصدى للداخل الثائر.