هل نحن سعداء بأننا نتقدم الصفوف عالميا ولو في ناحية لا نود أن نكون فيها أساسا. نعم - نحن نتقدم الصفوف في حوادث الطرق.. وبسرعة. نشرات الأخبار المحلية - بل وال »توك شو« البرامج المتميزة تشغل جزءا كبيرا من أوقاتها في الحديث عن »حوادث الطرق«. وقد تتقدم بعض الهيئات لتقديم جوائز لأولئك الذين يتسببون في وفيات أكثر - وطحن عائلات بأكملها في طريق لا يراهم فيها أحد - أو لا يحاول واحد التقدم بمقترحات كي تستطيع الدولة - وأعني بها وزارة الداخلية - والأخص - شرطة المرور - لكي تخفي حدة هذه الحوادث. أنا واحد من الناس تعلمت القيادة - قيادة السيارة في الدانمارك في الستينيات من القرن الماضي - وأعرف الشدة البالغة في مراقبة الطريق هناك. الغرامات الكبيرة والفورية وعدم التسامح مع السائقين غير الملتزمين. لكن في المقابل هناك شرطة مرور.. شرطة مرور مدربة علي أعلي المستويات. لا يوجد رجل مرور واقف في الشارع لأن الطرق كلها أوتوماتيكية - لكن هناك رجل مرور مدرب علي أعلي المستويات. قد يكون في سيارته أو يكون في هليكوبتر تراقب الطريق من فوق! لكن المهم أنه يعرف قانون المرور ويعرف المخالف من المنضبط - يعرف كل شيء. فتوقيفه لأية سيارة لا يحتمل الخطأ. والغرامة أو العقوبة فورية ولا رجوع فيها. وهنا أسأل قادة المرور في مصر: هل آلاف الجنود الواقفون في كل الشوارع وعن اشارات المرور يعرفون القانون جيدا؟.. أشك!.. لأن رجال المرور إذا عرفوا أساليب المرور في العالم وحماية أرواح الناس من الهلاك أمامهم.. لاختلف الأمر كثيرا.. ومرة أخري الي قادة النظام في الداخلية والصورة التي يظهر عليها حديثا أمناء الشرطة والكونستابلات بالذات. وحزام جديد يرتدونه بشكل منفر (بتشديد الفاء) للغاية. فالكونستابل أرفع من أن يوضع له حزام عند وسطه - أو أعلي الوسط بشكل ممجوج. وأقول مرة أخري - الكونستابل في العالم - سواء في شوارع المدن، أو في أقسام الشرطة له وضع أهم من الشكل الذي نراه عليه. إنه »رمانة الميزان« بالنسبة للشرطة - في كل مكان في العالم - أما هنا - فالمسألة تختلف!!.. وعلامات تعجب كثيرة!..