ذلك المشهد الذي تكرر كثيرا في أفلام الأبيض والأسود عندما نشاهد الام وهي تلقي بطفلها الذي أنجبته من السفاح امام مسجد وتمتليء أعينها بالدمع لما اقترفته من خطيئة وفراق الطفل يحدث هذا في ارض الواقع لكن الفرق هنا ان الأم اخطأت أكثر من مرة وفي كل مرة تنجب طفلا تلقي به امام المسجد لكن في المرة الثالثة وكما يقولون لم تسلم الجرة ووجدت نفسها أمام رجال المباحث تواجه أكثر من تهمة وهذا ما سنتعرف عليه في التحقيق التالي! عقارب الساعة تشير إلي العاشرة مساء وفي الظلام الدامس والشارع يخلو من المارة الا من صوت صرخات طفل رضيع ملقي في الشارع عندما تجردت أم من مشاعر الامومة وتركته دون أن تلقي له بالا لكن احد المارة سمع صوت الطفل في البداية لم يصدق نفسه لكن عندما اقترب من مصدر الصوت اكتشف الحقيقة وحمله وأسرع به إلي اقرب مكان لاسعاف الطفل الذي كان يصرخ من شدة الجوع وفقد حضن أمه وحكي الرجل إلي الاهالي قصة الطفل لكن احدهم فأجا الجميع عندما قال: »أنا لمحت من البلكونة ام الطفل وأتذكر ملامحها«! بلاغ بأوصاف الأم! انتظر الجميع حتي طلوع الصبح وفي الساعة العاشرة اسرع الجيران الي مركز القناطر الخيرية وامام المقدم عبدالحميد بدر رئيس المباحث والعميد جمال البنا مأمور المركز حكي الأهالي قصة الطفل الذي اكتشفوا وجوده امام أحد المساجد وأدلوا بأوصاف المرأة التي شاهدوها وهي تلقي بالطفل وهروبها. وتم ابلاغ اللواء محمد الفخراني مساعد الوزير الأمن القليوبية الذي كلف اللواء محمود يسري مدير المباحث الجنائية والعقيد د. أشرف عبدالقادر رئيس المباحث لكشف غموض الحادث. بدأ رجال المباحث في التقاط الخيط الرفيع للوصول إلي أم الطفل المتهمة وفي رحلة البحث التي قادها النقباء حسام قرطام وأشرف علاء توصلت التحريات الي ان الشكوك تحوم حول فتاة تبلغ من العمر 32 عاما وتعمل في احد المصانع بقليوب وانها فتاة سيئة السمعة. المرة الثالثة! وأمام اللواء محمود يسري مدير المباحث الجنائية الذي وواجهها بالطفل الضحية والذي تركته في الشارع ليواجه مصيره الغامض.. في البداية انكرت ولكن بتضييق الخناق عليها اعترفت بتفاصيل الواقعة فالت.. »تعرفت علي زميل لي داخل المصنع وكانت بيننا قصة حب لكن في النهاية تحولت الي علاقة غير شرعية رفضت في البداية لكن حبي له دفعني للرضوخ لنزواته وعاشرني معاشرة الازواج وعدني بالزواج لكن بعد فترة احسست بجنين يتحرك في احشائي وعندما واجهته بوجود جنين نتيجة العلاقة معه رفض الاعتراف به أو الزواج مني مثل الآخرين الذين سلمتهم جسدي وانجبت منهم وأضافت وقمت بالتخلص منه وساعدني والداي بوضعه في كارتونه وانتظرت حتي يخلو الشارع من المارة وألقيت به امام المسجد. وتم احالتها إلي النيابة لتفجر مفاجأة في اعترافاتها عندما كشفت انها للمرة الثالثة تلقي فيها بأطفالها من السفاح حيث ألقيت بطفلين اخرين بنفس الطريقة حين رفض العشيق الاعتراف بالطفل لتأمر النيابة بحبسها ووالديها 51 يوما ووجهت لهم تهمة الاهمال والشروع في قتل الطفل وأمرت بالبحث عن الطفلين الاخرين بدور الرعاية.