من حقهم أن يشجعوا أنديتهم بحماس.. ومن حقهم أن يهتفوا للاعبيهم ولكن.. ليس من حقهم الاعتداء علي المنافسين واتلاف الممتلكات العامة والشروع في القتل والاعتداء علي رجال الشرطة! انهم الالتراس.. تلك الجماعة الضالة التي أبتليت بها ملاعبنا واصبحوا يرتكبون كل يوم جرائم بشعة بعيدة كل البعد عن الرياضة وما تتطلبه من تسامح وسمو. في هذا التحقيق نسلط الضوء علي هذه العاصفة المدمرة التي اجتاحت ملاعبنا ونوجه دعوة لكل من يعنيه الامر للتصدي لها والقضاء عليها. الألتراس كلمة لا تينية تعني الشيء الفائق أو الزائد وهي فئة من مشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها وتتواجد بشكل أكبر بين محبي الرياضة في أوروبا وأمريكا الجنوبية قبل أن تصل إلي دول الشمال الافريقي المغرب وتونس والجزائر ومنها إلي مصر. وتميل هذه المجموعات الي استخدام الالعاب النارية او الشماريخ كما يطلق عليها في دول شمال افريقيا وأيضا القيام بالغناء وترديد الهتافات الحماسية لتدعيم فرقهم.. كما يقومون بتوجيه الرسائل إلي اللاعبين وتقوم هذه المجموعات بعمل دخلات خاصة في المباريات الهامة لرفع معنويات لاعبيها وتحطيم معنويات المنافسين. مباديء اساسية لا يتوقف الغناء او التشجيع خلال المباريات مهما كانت النتيجة. ممنوع الجلوس اثناء المباريات. حضور أكبر عدد ممكن من المباريات بغض النظر عن التكاليف او المسافة. يظل الولاء قائم للمجموعة المكونة وعدم الانضمام لاي مجموعة اخري. الجماعات عادة ما يكون لها ممثل يتولي الاتصال مع أصحاب الأندية علي أساس منتظم ومعظمهم بشأن التذاكر وتخصيص مقاعد خاصة بهم وأماكن لتخزين الاعلام والرايات . بعض الاندية توفر للألتراس تذاكر مجانية وغرف التخزين ولافتات واعلام والوصول المبكر الي الملعب قبل المباريات من اجل الاعداد للعرض غير ان بعض المشجعين ينتقدون الالتراس لعدم الجلوس علي الاطلاق خلال المباريات واشهار الرايات والاعلام التي تحول دون مشاهدة الذين يقفون وراءها للمباريات.. وانتقد آخرون الالتراس لسلوكهم العنيف مع المشجعين العاديين الذين لا ينتمون للألتراس. تاريخ أسود في البداية استقبلت الاوساط الرياضية جماعات الالتراس بترحيب كبير باعتبارهم مجموعة من الشباب المتحمس الذي يضفي علي المباريات بهجة وحماسا بتشجيعه الجنوني لفريقه وعدم الاساءة للمنافس ولكن سرعان ما انقلبت الامور رأسا علي عقب بعد التجاوزات التي وقع فيها الالتراس والجرائم التي أرتكبوها بوحشية ودموية بعيدة كل البعد عن التسامح والتنافس الشريف الذي تحرث عليه الرياضة. وكانت أول الجرائم وأكثرها بشاعة عندما قامت مجموعة من الالتراس الاهلاوي بسكب البنزين علي مشجع زملكاوي واشعال النار فيه عقب مباراة في كرة السلة بين الاهلي والزمالك وبادر حسن حمدي رئيس النادي الاهلي بزيارة المشجع الزملكاوي في المستشفي في محاولة لرأب الصدع وارسال رسالة للجميع بأن ادارة النادي الأهلي بريئة من هذه التصرفات الهمجية. وبعد ذلك شاهدنا جرائم واعتداءات متبادلة بين الترأس الاهلي والزمالك والاسماعيلي والمصري وغيرها من الأندية الجماهيرية وصلت للاتلاف العمدي للمدرجات والاتوبيسات المخصصة للجماهير والفرق الرياضية علي حد سواء.. وشاهدنا اللافتات العنصرية التي تهدف للحط من قدر المنافس كما فعلت جماهير الالتراس الاهلاوية اثناء المباراة الاخيرة بين الاهلي والزمالك عندما حملت علما كبيرا لبريطانيا ووصفت الزمالك بنادي الانجليز ووصفت الاهلي بنادي الوطنية . وثارت ثائرة مسئولي الزمالك وطلبوا اعتذارا رسميا من ادارة الاهلي التي رفضت تقديم هذا الاعتذار باعتبار النادي غير مسئول عن تصرفات جماهيره. وكانت أكثر الجرائم فجاجة واستفزازا قيام مجموعة من الالتراس الاهلاوي بالاعتداء علي رجال الشرطة اثناء مباراة ودية بين الأهلي وكفر الشيخ في ملعب مختار التيتش بسبب محاولة رجال الشرطة منعهم من اشعال الشماريخ في المدرجات واصيب عدد كبير من رجال الشرطة وتم القاء القبض علي سبعة من الالتراس الاهلاوي وتم تقديمهم للمحاكمة التي عاقبتهم بالحبس ستة اشهر وكفالة خمسمائة جنيه بعد ان وجهت لهم كوكتيل اتهامات. ولم تدع جماهير الالتراس الزملكاوي الميدان للألتراس الاهلاوي وانضموا لقاموس التجاوزات والجرائم بعد ان حاصروا اتحاد الكرة وظلوا يهتفون ضد قيادات الاتحاد واتهموها بالتعنت ضد ناديها. وكانت أحدث الجرائم ما حدث منذ أيام قليلة عندما قام مجموعة من الالتراس الزملكاوي بالهجوم علي النادي الاهلي ليلا واتلاف اللافتة الرئيسية الموضوعة علي بوابة النادي وتحمل اسم الاهلي وكتبوا عليها التراس الزمالك.. وتعد هذه الجريمة تطورا خطيرا في الحرب بين الطرفين لانها المرة الاولي التي تجرؤ فيها جماهير احد الناديين علي مهاجمة مقر النادي الآخر بهذا الشكل الصريح واتلافه عمدا.. وتهدد هذه الواقعة برد فعل انتقامي من جانب الالتراس الاهلاوي لندخل في دائرة حرب عصابات وليس مشجعي كرة القدم. استنفار أمني أكد مصدر امني مسئول بمديرية امن القاهرة ان زعماء الالتراس أصبحوا معروفين بالاسم لدي الأجهزة الامنية ويتم احتجازهم قبل المباريات ومنعهم من مجرد الاقتراب من منطقة الاستاد.. وكذلك يتم تفتيش المشجعين علي ابواب الاستاد لمنع دخول الشماريخ والولاعات والعلب المعدنية والزجاجات بمختلف انواعها . وكل هذه الاجراءات الهدف منها محاصرة الشغب بجميع انواعه والحفاظ علي سلامة الجماهير واللاعبين داخل الملعب وايضا منشئات الاستاد. وأشار المصدر الامني إلي نقطة بالغة الخطورة وهي ان بعض ادارات الأندية تمول جماعات الالتراس وتدعمهم وهنا تكمن الخطورة كما اصبح هناك بعض اللاعبين يدفعون بسخاء للألتراس للهتاف لهم والتغني باسمائهم في المباريات وايضا الهتاف ضد الاجهزة الفنية وزملائهم. وطالب بتضافر جميع الجهود لمواجهة هذه الظاهرة الكريهة وتحجيم هذه الفئة.